لا يحتاج الموضوع إلى مناسبة، لكن انعقاد الملتقى العاشر للسفراء ورؤساء البعثات الإماراتية في الخارج فرصة سانحة لاستحضار بعض أمور: المثابرة على إقامة الملتقى جهد مقدر لوزارة الخارجية والتعاون الدولي، وفي لقاء هؤلاء الذين يمثلون الوطن في الخارج فوائد كثيرة، وابتداء، يعد اللقاء في حد ذاته فائدة وخبرة مكتسبة، فإلى جانب تبادل التجارب والمعارف والمعلومات، ينظر للقاء كإشارة عافية في الحاضر والمستقبل، وإذا كنّا بصدد الملتقى العاشر، فإن لدينا اليوم إرثاً متراكماً من الملتقى ونتائجه، وهو إرث واجب التوثيق قطعاً، نحو البناء على البناء بشكل مستمر وبوتيرة منتظمة. العنوان، إلى ذلك، يستدعي تذكر جهود تقوم بها وزارة الخارجية والتعاون الدولي لا تقتصر على الجانب السياسي والدبلوماسي الذي هو صميم عملها وأساسه، حيث سياسة دولة الإمارات، وكما رسمها، منذ البواكير الأولى، القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وكما أصل أصولها وأضاف عليها وفق المستجدات، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، سياسة قائمة على مبادئ معلومة وثوابت واضحة، وهي، في شقيها اليومي والاستراتيجي، تواكب وتسبق، وتكون دائماً في خدمة الاقتصاد والتنمية، ونحو خدمة الإنسان والإنسانية مطلقاً. وفي السنوات الأخيرة تطورت الخدمات التي تقدمها وزارة الخارجية للمواطنين حيثما تواجدوا، وحيث وجدت سفارة أو قنصلية أو بعثة. سفاراتنا المنتشرة في كل أنحاء العالم تتواصل مع مواطن الإمارات حيث حل، ومنذ أول وصوله يتلقى رسالة ترحيبية ممهدة لما تقدمه وزارة الخارجية عبر إدارة شؤون المواطنين، وبالتالي السفارات، من خدمات تشعر المواطن بأنه قريب، أو كأنه في وطنه ولم يغادر. نعود إلى ملتقى السفراء السنوي الذي انعقد أخيراً: اللقاء بين سفرائنا ومنتسبي الدبلوماسية الإماراتية مستمر، بشكل أو بآخر، طوال أيام العام، لكن للقاء المباشر، وجهاً لوجه، في زمن واحد، في مكان واحد، تحت سقف واحد، معناه الخصوصي، وهو يبرهن على حرص قيادة الإمارات على توفير مناخات أكثر ملاءمة لعمل حقيقي يلبي المتطلبات، ولا يمكن الخوض في ذلك من دون استحضار الدور المهم لمهندس سياستنا الخارجية، سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، الذي يتبنى الخطة ثم يتابع كل تفاصيلها، من ذروة العمل السياسي المتسم بنشاط لافت إلى تفاصيل صغيرة كبيرة كـفعالية المشي معاً. ليس المشي بل الركض إلى تحقيق مستقبل أفضل لبلادنا، وكما تسهم القطاعات، فإن وزارة الخارجية والتعاون الدولي دليل تميز ودليل مقام، وهي تطرح الأنموذج الأمثل القادر على استقطاب الشباب المتميز والقادر على العطاء. ebn-aldeera@alkhaleej.ae
مشاركة :