أكدت الدكتورة فاطمة حمد المزروعي، باحثة وأديبة، وعضو المجلس الوطني الاتحادي سابقاً، ارتفاع مستوى الوعي فيما يتعلق بالكتابة للطفل في دولة الإمارات والوطن العربي عموماً، لافتة إلى أن الطفل لا يحتاج إلى كتب مباشرة، وإنما إلى كاتب يقترب من عالمه، ويخاطبه على مستوى وعيه ونضجه والتطور التكنولوجي الذي يتسارع يوماً بعد آخر، إذ إن طفل اليوم يختلف عن طفل الأمس، حيث أصبح بإمكانه أن يعرف ما يحدث في العالم من حوله بـلمسة زر على جهازه الذكي. ونوهت في حديثها مع الخليج خلال مشاركتها في المعرض، بأن من يكتب للطفل يجب أن يلامس القضايا التي تمس اهتمامه، إذ إن احتياجات الطفل تختلف باختلاف المراحل العمرية التي يجتازها، مشيرة إلى قلة الكتب التي تتوجه إلى الناشئة، ما يدفعهم للتوجه إلى كتب مترجمة أو غير مناسبة لأعمارهم. وأوضحت المزروعي أن موضوعات أدب الطفل أصبحت تطرق أبواباً لم تطرق من ذي قبل. ولفتت إلى أن الكاتب حين يريد الكتابة للطفل عليه أن يخرج الطفل الذي مازال حياً في داخله، وإعطائه فرصة للتعبير عن نفسه، علاوة على مراقبة الأطفال في محيطه، والتعرف على ثقافتهم والتفاعل معهم، والأهم من هذا وذاك أن يكون متقبلاً لهم بالدرجة الأولى بكل ما فيهم، وملماً حتى بأدق تفاصيلهم الصغيرة. وأكدت أنها لا تختار أن تكتب للطفل، إلا إذ كان لديها محركاً داخلياً يقودها لأن تكتب، كما في مجموعتها هند تضيع قصصها، التي أثارتها فيه طفلة ضيعت قصصها في المطار، ودفعتها لإصدارها، مشيرة إلى أن تحولها إلى الكتابة للطفل ليست نقلة بعيدة عنها، لأنها في حقيقة الأمر كانت تكتب للأطفال والكبار، لكنها لم تنشر للأطفال أبداً، وإنما تكتب وتحتفظ بكل الكتابات، منذ فترة طويلة، حيث بدأت من قصص مستوحاة من التراث العربي والقصص الشعبية الإماراتية، عملت على جمع هذه القصص الإماراتية، وأيضاً كتبت لكنها لم تنشرها. وأشارت المزروعي إلى أنها دخلت عالم الكتابة والنشر للطفل عام 2011 مع مجموعة هند تضيع قصصها، رغم أنها بدأت فعلياً بالكتابة للأطفال عام 2000، إذ إن هناك تشجيع كبير لهذا النوع من الأدب الآن. وأشارت إلى أن كتابها ثلاثية الشيخ زايد الذي كتبته بتكليف من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، والذي أبصر النور عام 2015 الماضي، استغرق منها وقتاً طويلاً في القراءة والبحث ومراجعة سيرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويحتوي على قصص نجم السعد والغزالة الأولى وجنة الأحلام، والذي قدمته تكريماً للشيخ زايد ولتعريف الأطفال واليافعين به وبتاريخ الإمارات بأسلوب تفاعلي مبتكر وجاذب، حيث يتناول الجزء الأول نجم السعد، ولادة الشيخ زايد ومراحل حياته الأولى، أما الثاني الغزالة الأولى، فيحكي قصة اكتشافه لأبوظبي ورؤيته المستقبلية، بينما جنة الأحلام، فيتناول سيرته من عام 1966 وحتى وفاته، طيب الله ثراه.
مشاركة :