ووصل بلينكن قبل ظهر الثلاثاء الى العلمين على الساحل الشمالي لمصر حيث سيلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وتشارك مصر والولايات المتحدة وقطر في الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس اللتان تخوضان حربا مدمّرة في قطاع غزة منذ أكثر من عشرة أشهر. وكان أجرى محادثات في تل أبيب الاثنين، وأعلن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو "أكّد له أن إسرائيل توافق على خطة التسوية" التي عرضتها واشنطن خلال جولة مفاوضات في الدوحة الأسبوع الماضي، مشدّدا على أن "من واجب" حركة حماس "أن تفعل الشيء نفسه". في واشنطن، قال الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء أن حركة حماس "تتراجع" عن خطة الاتفاق المطروحة. وأوضح ردا على أسئلة صحافيين في شيكاغو، أن التسوية "ما زالت مطروحة، لكن لا يمكن التكهّن بأي شيء"، مضيفا "إسرائيل تقول أن بإمكانها التوصل إلى نتيجة... حماس تتراجع الآن". لكنّ حماس اعتبرت أن المقترح "يستجيب لشروط نتانياهو ويتماهى معها، وخصوصا رفضه لوقف دائم لإطلاق النار، والانسحاب الشامل من قطاع غزة". ودانت الحركة خصوصا "الإصرار" الإسرائيلي على إبقاء قوات على حدود قطاع غزة مع مصر أو ما يعرف بـ"محور فيلادلفيا"، و"الشروط الجديدة في ملف" المعتقلين الفلسطينيين الذين يفترض أن يتمّ تبادلهم برهائن محتجزين في غزة. وتتمسّك الحركة الفلسطينية بتنفيذ الخطة التي أعلنها بايدن نهاية أيار/مايو، ودعت الوسطاء إلى "إلزام الاحتلال بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه". وينصّ مقترح بايدن في مرحلة أولى على هدنة مدتها ستة أسابيع يرافقها انسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة في غزة والإفراج عن رهائن، وتتضمن مرحلتها الثانية انسحابا إسرائيليا كاملا من القطاع. ووعدت اسرائيل بإرسال وفد الى المفاوضات المقبلة، بحسب بلينكن. ويستأنف الوسطاء مباحثاتهم هذا الأسبوع في مصر. وكان بلينكن أكد الإثنين خلال زيارته التاسعة الى إسرائيل منذ بدء الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، أن المفاوضات "في لحظة حاسمة"، مضيفا "إنها على الأرجح أفضل وربما آخر فرصة لإعادة الرهائن إلى ديارهم والتوصل إلى وقف إطلاق نار ووضع الجميع على طريق أفضل إلى سلام وأمن دائمين". جثث رهائن وفي وقت تتعرض الحكومة الاسرائيلية لضغوط متزايدة بشأن قضية الرهائن مع تواصل التظاهرات داخل إسرائيل المطالبة باتفاق يتيح الإفراج عنهم، أعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء العثور على جثث ست رهائن خلال عملية في غزة هم خمسة ذكور سبق أن أعلن مقتلهم خلال الأشهر الماضية، إليكس دانسيغ وشاييم بيري وياغيف بوشتاب ويورام ميتسغر ونداف بوبلويل، إضافة إلى أبراهام موندر (79 عاما) الذي أعلن كيبوتس نير عوز الثلاثاء "مقتله في الأسر في غزة بعد أشهر من التعذيب الجسدي والنفسي". واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق لجماس على إسرائيل أسفر عن مقتل 1199 شخصا، معظمهم مدنيون، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى آخر الأرقام الإسرائيلية الرسمية. وخُطف خلال الهجوم 251 شخصا، لا يزال 105 منهم محتجزين في غزة، بينهم 34 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم. وأسفرت الغارات والقصف والعمليات البرية الإسرائيلية ردّا على الهجوم في قطاع غزة عن مقتل 40173 شخصا على الأقل، وفق الأرقام الأخيرة لوزارة الصحة التابعة لحماس التي لا تفصّل عدد المقاتلين وعدد المدنيين. على الأرض في قطاع غزة، نزح مزيد من السكان بسبب أوامر بالإخلاء خلال الأيام الماضية وبسبب عمليات عسكرية إسرائيلية. وقلّصت الأوامر والعمليات "المنطقة الإنسانية" في المواصي التي كانت إسرائيل طلبت في السابق من الفلسطينيين اللجوء اليها. وأفاد مصدر طبي في مستشفى ناصر في رفح في جنوب القطاع اليوم أن أربعة أشخاص قتلوا في استهداف سيارة في محيط شارع الحشاشين في المدينة، فيما قتل شخص وأصيب 17 آخروم بجروح جراء استهداف إسرائيلي لمنطقة المواصي فجرا. من جهة أخرى، وصل 25 معتقلا بينهم امرأتان، أفرجت عنهم إسرائيل بعد اعتقالهم في القطاع، إلى مستشفى غزة الأوروبي عبر معبر كرم أبو سالم، وفق مصدر طبي في المستشفى. كما تستمرّ موجة العنف في الضفة الغربية المحتلة بين الفلسطينيين ومستوطنين يهود. وحضّ بلينكن المسؤولين الإسرائيليين على التحرّك لوقفها. وتشهد حدود إسرائيل الشمالية مع لبنان منذ اندلاع الحرب في غزة تبادل قصف شبه يومي بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله. وأعلن الحزب المدعوم من إيران الثلاثاء أنه أطلق "صليات مكثّفة من الصواريخ" على مواقع للجيش الإسرائيلي في هضبة الجولان المحتلة، ردّا على ضربات استهدفته الاثنين في شرق لبنان. ونفّذت طائرات إسرائيلية مساء الاثنين غارات على مخازن أسلحة تابعة لحزب الله في شرق لبنان، كما أفاد مصدر مقرّب من الحزب والجيش الإسرائيلي، ما أدى إلى إصابة ثمانية أشخاص بحسب وزارة الصحة اللبنانية. وترى واشنطن أن وقفا لإطلاق النار سيساعد على تجنّب هجوم من إيران وحلفائها ضد إسرائيل، بعد توعدّهم بالردّ على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران في 31 تموز/يوليو في عملية نُسبت إلى إسرائيل، واغتيال القائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر قبل ساعات من ذلك في غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية. وقال بلينكن الذي يتوجه بعد مصر إلى قطر، "نعمل للتأكد من عدم حصول أي تصعيد وعدم حصول استفزازات وعدم حصول أي أعمال يمكن أن تبعدنا بأي شكل من الأشكال عن إنجاز هذا الاتفاق... أو تؤدي إلى تصعيد النزاع وتوسعته إلى أماكن أخرى". في الولايات المتحدة، تظاهر مئات الأشخاص في شيكاغو حيث ينعقد المؤتمر الوطني العام للحزب الديموقراطي، احتجاجا على دعم إدارة بايدن لإسرائيل في الحرب.
مشاركة :