متابعة صفاء العبد : استعاد فريق الجيش لقبه في كأس قطر لكرة القدم بعد أن نجح في انتزاعه من بطل النسخة السابقة فريق لخويا وذلك إثر تغلبه عليه بهدفين لهدف في المباراة النهائية المثيرة التي جمعت بينهما مساء أمس على ملعب جاسم بن حمد بنادي السد بحضور جمهور كبير زاد على عشرة آلاف متفرج .. ومع أن الجيش كان هو من تقدم بهدف السبق الذي سجله في الدقيقة الثلاثين وأنهى به الشوط الأول إلا أن المباراة لم تُحسم إلا في دقائقها الأخيرة المجنونة التي شهدت هدف التعادل للخويا في الدقيقة (78) من ركلة جزاء سجل منها ديوكو قبل عشر دقائق فقط من عودة الجيش الذي تمكن من أن يقطع الطريق على ركلات الترجيح من خلال ركلة جزاء أيضاً سجل منها عبدالرزاق حمدالله هدف التفوق الذي قاد الجيش إلى ثاني لقب في ثلاثة مواسم من عمر البطولة. وقدم الفريقان مباراة جميلة ومثيرة غلب عليها الطابع التكتيكي الذي رجح كفة مدرب الجيش لموشي الذي تعامل بواقعية وراهن على جدارة فريقه الدفاعية في مواجهة أخطر هجوم وفقا للأرقام التي أفرزتها منافسات الدوري لهذا الموسم في حين واجه بلماضي مدر لخويا صعوبة كبيرة في فك طلاسم تلك الدفاعات بحيث لم يتمكن فريقه من التسجيل إلا من ركلة جزاء فقط. * الحذر يفرض نفسه .. ومثلما كان متوقعاً جاءت البداية حذرة جداً من كلا الجانبين وبشكل أخص من جانب فريق الجيش الذي أغلق منافذه الدفاعية تماماً وركز على محاولة خلق كثافة عددية للاعبيه عند حدود منطقة الجزاء مع التركيز أيضاً على الرقابة المشددة ولا سيما مع مومد مونتاري والمساكني وهو ما نجح فيه بدرجة جيدة في حين كان لخويا قد احتاج إلى بعض الوقت لكي يتخلص من التوجس ويستثمر تراجع أغلب لاعبي الجيش ليندفع نحو الأمام ويفرض تواجده قريباً من صندوق منافسه مع بعض الأرجحية النسبية في الاستحواذ على الكرة ولكن بدون خطورة حقيقية على المرمى. * الجيش أقوى دفاعياً .. ومع أن لخويا كان الأكثر وصولا خلال الدقائق تلك إلا أنه كان يعاني كثيراً في محاولة اختراق تلك الدفاعات المتماسكة للجيش على الرغم من الجهد الكبير الذي كان قد لعبه مونتاري في الأمام ومن خلفه المساكني ونام تاي، وهذا إنما يعكس مدى صلابة دفاعات الجيش التي تعتبر من بين أفضل خطوط الدفاع خلال هذا الموسم وفقاً للأرقام .. وهنا إنما نتحدث عن صراع ساخن جداً بين أقوى دفاع وأخطر هجوم، والواضح أن الغلبة في أغلب زمن الشوط الأول كانت لدفاعات الجيش التي قطعت الطريق تماماً أمام كل محاولات لخويا. * مونتاري يصاب والبديل ديوكو .. وعلى الرغم من أن الجيش كان هو من بدأ بالتهديد من خلال هجماته المرتدة التي حصل من إحداها على ركلة حرة نفذها رشيدوف بمنتهى الخطورة لتمر من فوق العارضة بقليل، إلا لخويا كان هو الأقرب، وكان مونتاري يتحرك بكل حيوية لكنه أهدر فرصة ممكنة بعد عشر دقائق من البداية ثم أصاب القائم بعد خمس دقائق من تلك الحالة التي رفع فيها مساعد الحكم رايته معلنا عن تسلل وهي الحالة التي ظهر فيها مونتاري وكأنه قد تعرض لإصابة قبل أن يتكرر الأمر معه للمرة الثانية بعد عشر دقائق ليخرج في الدقيقة (25) ويحل محله ديوكو. * رشيدوف يتألق ومثناني يسجل .. ورغم دخول ديوكو مع لخويا إلا أن الدقائق التالية شهدت تحولاً واضحاً من خلال انفتاح الجيش واندفاعه المتواصل في الجبهة اليُمنى التي حصل فيها على ركلة حرة نفذها رشيدوف بمهارة عالية إلى داخل الجزاء ليكملها لاعب الارتكاز محمد مثناني برأسية رائعة إلى داخل المرمى معلناً عن تقدم الجيش بهدف السبق في الدقيقة (30) من المباراة .. وعبثاً حاول لخويا تعديل النتيجة في الدقائق التالية بعد أن ظل يعاني من صعوبة اختراق دفاعات الجيش في وقت غابت عنه الحلول المناسبة مثل التسديد من بعيد ليبقى الجيش متقدماً بهدفه الوحيد الذي أنهى به الشوط الأول. * لخويا يبحث عن حلول .. ويعود لخويا إلى الشوط الثاني باحثاً عن حلول أنسب فيدفع بلماضي باللاعب إسماعيل محمد بدلا من لويز مارتن سعياً لتعزيز إمكانات الفريق الهجومية حيث صار يلعب بثلاثة لاعبين خلف رأس الحربة وهو ما أسهم فعلا في تصعيد فاعلية الفريق في الأمام بحيث اندفع بفواصل هجومية تعرض في إحداها البديل إسماعيل محمد لإعثار من الحارس داخل الجزاء ولكن دون إشارة من الحكم .. ورغم بعض الأرجحية الهجومية تلك للخويا إلا أن ذلك لم يمنع الجيش، المتماسك دفاعياً، من أن يمارس حقه في الهجوم حيث كان رشيدوف ورومارينيو يتحركان بنشاط واضح في الجانبين بينما كان حمدالله مصدر إزعاج دائم لدفاعات لخويا منه خلال تحركاته مع الكرة أو بدونها وهو ما مكن الفريق فعلا من أن يقترب من مرمى رودريجوس أكثر من مرة ولكن دون نهاية سليمة .. ويبدو أن مدرب الجيش لموشي قد اختار بعد انتصاف هذا الشوط أن يركز أكثر على الجانب الدفاعي سعياً للحفاظ على تقدمه فدفع باللاعب ياسر أبو بكر بدلا من أنشط لاعبيه في الأمام رشيدوف. * هدفان متقابلان بدقائق مجنونة.. وربما كان ذلك من بين أسباب تصاعد خطورة لخويا الذي شدد من ضغطه الهجومي ولا سيما بعد تحرر ظهيريه وإسهامهما في التوغل وهو ما فعله خالد مفتاح عندما اخترق الجزاء ليتعرض لعرقلة واضحة من مدافع الجيش مراد ناجي ويحصل على ركلة جزاء سجل منها ديوكو هدف التعادل في الدقيقة (78) .. وتشهد المباراة مساراً آخر في الدقائق الأخيرة حيث تصاعدت خطورة لخويا أكثر فأكثر وكاد أن يضيف هدفاً ثانياً بعد دقيقتين فقط لولا مهارة الحارس خليفة أبو بكر ثم أعقبتها محاولة ثالثة سهلة ضاعت من ديوكو قبل أن يعود الجيش ليهاجم ويحصل على ركلة جزاء اختلفت بشأنها الآراء في الدقيقة (88) عندما سقط ماجد محمد بسبب التحام مع محمد موسى داخل الجزاء فكان أن سجل منها عبدالرزاق حمدالله هدف التفوق الثاني الذي قاد فريقه إلى لقب البطولة للمرة الثانية في تاريخه.
مشاركة :