نتائج انتخابات جامعة بيرزيت تشعل ضوءاً أحمر في أروقة «فتح»

  • 4/30/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أضاءت نتائج انتخابات مجلس الطلاب في جامعة بيرزيت بالضفة الغربية، والتي فازت فيها حركة «حماس»، ضوءاً أحمر في أروقة حركة «فتح» التي بذلت كل جهد مستطاع كي لا تخسر انتخابات هذه الجامعة التي يعتبرها الفلسطينيون «باروميتر» لقياس المزاج السياسي للجمهور. وحصلت «حماس» في الانتخابات التي أجريت أول من أمس، على 25 مقعداً من مقاعد الجمعية العمومية لمجلس الطلاب، فيما حصلت «فتح» على 21 مقعداً، و «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» على 5 مقاعد، في حين أخفقت كتل عدة تمثل القوى الصغيرة في اجتياز نسبة الحسم والحصول على أي مقعد. وظل مجلس الطلاب في هذه الجامعة لفترة طويلة من الوقت في يد «فتح»، لكنه انتقل في العامين الأخيرين ليكون في يد «حماس» وهو ما اعتبره المراقبون مؤشراً إلى تراجع شعبية «فتح» نتيجة تطوريْن مهمين، الأول فشل المشروع السياسي للحركة القائم على إقامة دولة فلسطينية مستقلة عبر المفاوضات السياسية مع إسرائيل، والثاني تراجع الحريات والديموقراطية والشفافية في السلطة وتنامي الفساد وسوء الإدارة. وكانت «فتح» فازت في انتخابات عدد من جامعات الضفة أخيراً، لكن خسارتها انتخابات جامعة بيرزيت بدت موجعة بسبب دلالتها السياسية، فالجامعة تقع قرب مدينة رام الله التي تعد العاصمة الإدارية والسياسية والثقافية للفلسطينيين منذ قيام السلطة الفلسطينية عام 1994. وكانت أهمية انتخابات الجامعات تراجعت بعد قيام السلطة وحلول الانتخابات العامة، الرئاسية والبرلمانية، مكانها. لكن بعد توقف الانتخابات العامة إثر الانقسام بين «فتح» و «حماس» عام 2007، عادت الانتخابات الجامعية لتحتل أهمية خاصة في قياس مزاج الشارع الفلسطيني إزاء القوى السياسية والقضايا المطروحة على جدول السياسة الفلسطينية. وقال عميد شؤون الطلاب في بيرزيت الدكتور محمد الأحمد أن الجامعة متمسكة بإجراء انتخابات دورية لمجلس الطلاب لأهمية ذلك في تكريس الانتخابات وتداول السلطة في قيم النخب الفلسطينية الجديدة. وشهدت انتخابات بيرزيت نقاشاً سياسياً حاداً بين الحركتيْن الكبريين في الشارع الفلسطيني. وركزت «حماس» حملتها الانتخابية على انتقاد التنسيق الأمني بين السلطة وإسرائيل، وعلى قمع الحريات والفساد، وعلى دورها في المقاومة ضد إسرائيل، في حين انتقدت «فتح» ارتباط «حماس» بتنظيم «الإخوان المسلمين» وقمع الحريات في قطاع غزة وإجراء اتصالات مع إسرائيل في شأن الهدنة في القطاع. وتحدت «فتح» خصمها «حماس» في السماح بإجراء انتخابات لمجالس الطلاب في جامعات قطاع غزة، متهمة الحركة بقمع الحريات في القطاع. ويرى كثر من المراقبين أن التصويت لـ «حماس» يأخذ طابعاً احتجاجياً على ممارسات السلطة، خصوصاً في حقل الحريات العامة والفساد وسوء الإدارة. وبيّنت نتائج استطلاعات الرأي العام الأخيرة أن مرشح «حماس» يتفوّق على الرئيس محمود عباس في أي انتخابات عامة مقبلة. وطالب ثلثا الجمهور الرئيس عباس بالاستقالة على خلفية إدارته الملف السياسي وملف الحريات العامة. في الوقت ذاته، بيّنت الاستطلاعات أن غالبية الجمهور في قطاع غزة الواقع تحت حكم «حماس» ستصوت لـ «فتح» في أي انتخابات مقبلة بسبب الطابع الاستبدادي لحكم الحركة وسياساتها التي جرّت القطاع إلى حصار خانق من الجانبين المصري والإسرائيلي.

مشاركة :