تعهدت، كامالا هاريس، خلال مؤتمر الحزب الديمقراطي في شيكاغو، أمس الأول، بتوحيد جميع الأميركيين وراء «طريق جديد إلى الأمام»، واصفة منافسها، الرئيس السابق، بـ«الرجل غير الجاد» الذي ستكون عواقب إعادته إلى البيت الأبيض «بالغة الخطورة». وقالت هاريس في خطاب أمام حشد من الجماهير «بالنيابة عن كل أميركي، بغض النظر عن الحزب والعرق والجنس أقبل ترشيحكم»، مضيفة سأكون الرئيسة التي توحدنا حول أسمى تطلعاتنا. واستخدمت هاريس، خطابها بالمؤتمر الوطني الديمقراطي، لتقديم نفسها كقائدة يمكنها توحيد جميع الأميركيين وراء «طريق جديد إلى الأمام»، واصفة منافسها، الرئيس السابق دونالد ترامب، بـ«الرجل غير الجاد» الذي ستكون عواقب إعادته إلى البيت الأبيض «بالغة الخطورة»، وفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز». وحذرت هاريس من أن سلوك الرئيس السابق يخفي «تهديداً خطيراً وجوهرياً للأميركيين»، سواء كانوا يسعون للحصول على الرعاية الصحية الإنجابية، أو قلقين بشأن سلامة واستقرار العلاقات الدبلوماسية، أو قلقين بشأن تدفق المهاجرين عبر الحدود الجنوبية للبلاد أو مستقبل الديمقراطية. كما حذرت من أن محاولة ترامب قلب نتائج انتخابات 2020، وتشجيعه للحشد الذي هاجم مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021، وحكم المحكمة العليا الأخير الذي يمنح الرؤساء حصانة واسعة عن الجرائم المرتكبة أثناء شغل المنصب ينذر بولاية ثانية لترامب ستكون أسوأ بكثير للبلاد من الأولى. وبترشح هاريس عن الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأميركية، تنضم السياسية والمحامية المخضرمة، إلى قائمة طويلة من الشخصيات، التي شغلت في السابق منصب نائب الرئيس في الولايات المتحدة، قبل أن تقرر المضي قدماً للإمساك بزمام أمور الدولة الأكبر في العالم. وتضم هذه القائمة، 29 من أصل 49 سياسياً أميركياً، تولوا ما بين عاميْ 1789 و2021، سعوا إلى ارتداء عباءة الرجل الأول، إلا أنه لم ينجح حتى الآن سوى 15 من بين هؤلاء السياسيين، في الجلوس في المكتب البيضاوي. وتأمل هاريس، التي اختيرت نائبة للرئيس على بطاقة ترشح الرئيس الحالي جو بايدن في انتخابات عام 2020، في أن تصبح النائب المحظوظ الـ «16»، وذلك لإكمال مسيرة حافلة، بدأت منذ حقبة ما يُعرف بـ «الآباء المؤسسين» للولايات المتحدة. فـ «جون آدامز»، وهو أول نائب للرئيس يسعى لتولي المنصب الأرفع في الولايات المتحدة، كان في حقيقة الأمر، أول نائب لأول رئيس للبلاد، قبل أن يخلف رئيسه جورج واشنطن في عام 1797. وبعد أربع سنوات، سار توماس جفرسون نائب آدامز على دربه، وتولى الرئاسة خلفاً له عام 1801، ولثمانية أعوام هذه المرة. ولكن آرون بَر، نائب توماس جفرسون، لم يُكلل بالنجاح نفسه، الذي حالف سابقيْه في موقع الرجل الثاني. فقد خسر بَر، الذي وُصِفَ في زمنه بالسياسي المثير للجدل، الانتخابات التي خاضها مستقلاً أمام جفرسون ذاته عام 1804، ليصبح بذلك أول نائب رئيس في التاريخ الأميركي، يخفق مسعاه في أن يصبح رئيساً. وبعد 32 عاماً، كرر مارتن فان بيورين، نائب الرئيس أندرو جاكسون، ما حققه آدامز وجفرسون من فوز انتخابي في السباق الرئاسي، حينما أصبح في 1837 الرئيس الثامن لأميركا. وعلى مدار العقود التالية من القرن الـ19، تباينت حظوظ نواب الرؤساء الأميركيين، فمنهم من تولى الرئاسة من دون خوض انتخابات على الأطلاق، كـ «جون تايلر» بعد وفاة الرئيس وليام هاريسون عام 1841، وبعد 9 سنوات، أصبح ميلارد فيلمور رئيساً إثر وفاة الرئيس الثاني عشر زاكري تايلور، عقب تنصيبه بـ 16 شهراً فقط. سيناريوهان مماثلان، أفضيا لوصول أندرو جونسون، إلى الحكم في واشنطن عام 1865، بعدما اغتيل أبراهام لينكولن، ووجد تشستر آيه. آرثر نفسه رئيساً، عقب اغتيال جيمس جارفيلد عام 1881. غير أن المصير السعيد ذاته، لم يحظ به نواب رؤساء آخرون، مثل جون سي. بريكِنريدج وهنري ويلسون، في عاميْ 1860 و1872 على التوالي، وهو ما امتد إلى نظراء لهم في الربع الأول من القرن العشرين، كـ «تشارلز فيربانكس» (1908)، وتوماس آر. مارشال (1920). وتخلل تلك السنوات، وصول النائبيْن ثيودور روزفلت وكالفين كوليدج إلى قمة هرم الحكم، إثر اغتيال الرئيس ويليام ماكينلي في عام 1901 بالنسبة للأول، والوفاة المفاجئة للرئيس التاسع والعشرين وارن جي. هاردينج عام 1923، بالنسبة للثاني. ومع مطلع ثلاثينيات القرن العشرين، أصبح ترشح نواب الرئيس في الولايات المتحدة، للمنصب الأرفع في البلاد، أمراً أكثر شيوعاً. واعتباراً من فترة الحكم الأولى لـ «فرانكلين روزفلت» عام 1933، أطلق 15 من أصل 18 نائب رئيس تعاقبوا على هذا المنصب، حملات رئاسية خاصة بهم، بعد أن شغلوا منصب النائب. واللافت أن خمسة فقط من هؤلاء النواب الـ 15، هم من تمكنوا في النهاية من الجلوس على مقعد الرجل الأول. وتضم قائمة هؤلاء النواب، الساسة الديمقراطيين هاري ترومان، وليندون جونسون، وجو بايدن، أما من الحزب الجمهوري، فقد نجح النائبان ريتشارد نيكسون وجورج بوش الأب، في تولي الرئاسة عاميْ 1969 و1989 على الترتيب، عبر الفوز بالانتخابات التي أُجريت في العام السابق لذلك.
مشاركة :