يتزايد السباق نحو الحياد الكربوني على مستوى العالم، الأمر الذي يعزز الطلب على مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة، فيما تستعد صناعة الهيدروجين لازدهار كبير، ما يفتح فرصاً غير مسبوقة للمساهمة في كوكب أكثر استدامة . وذكرت هيئة كهرباء ومياه دبي "ديوا"، في بيان صحفي اليوم، أن الهيدروجين، لا سيما الهيدروجين الأخضر، يعد أحد أنواع الوقود التي لديها القدرة على إزالة الكربون من القطاعات المختلفة . وأوضحت الهيئة، أن هناك العديد من الابتكارات التي يجري تطويرها حالياً في تقنيات الهيدروجين، لا سيما التحليل الكهربائي للمياه لإنتاج الهيدروجين الأخضر، الذي يصفه البعض بوقود المستقبل، عن طريق الطاقة المتجددة، إضافة إلى تحسينات في إنتاج الهيدروجين من الكتلة الحيوية والنفايات، فضلاً عن أساليب جديدة لإنتاج الهيدروجين من الغاز الطبيعي مع انخفاض انبعاثات الكربون، بما يتواءم مع التحول العالمي في قطاع الطاقة والاعتماد المتزايد على مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة مثل الطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية وغيرها . ولفت البيان إلى التحديات الرئيسة التي تواجه طرق إنتاج الهيدروجين اليوم وتتضمن القدرة التنافسية من حيث التكلفة، حيث أن إنتاج الهيدروجين الحالي، وخاصة من المصادر المتجددة، أكثر تكلفة بشكل عام من الطرق التقليدية القائمة على الوقود الأحفوري، كما لا تزال بعض تقنيات إنتاج الهيدروجين، مثل التحليل الكهربائي المتقدم أو التحلل الحراري للكتلة الحيوية، في مرحلة البحث والتطوير، ما يتطلب المزيد من النضج التقني، حيث أن قابلية توسع هذه التقنيات أمر ضروري للاستخدام التجاري على نطاق واسع . وتشير آخر التقارير العالمية أنه يمكن إنتاج الهيدروجين الأخضر مقابل 1.60 دولار للكيلوغرام بحلول عام 2030، ما يجعله أكثر تنافسية مع طرق إنتاجه حالياً حيث تتراوح تكلفة انتاجه بين 3 و6.5 دولار للكيلوغرام . وفي ما يتعلق بالتخزين، يجري تطوير تقنيات متقدمة مثل تسييل الهيدروجين والتخزين في الكهوف الملحية ومواد تخزين الهيدروجين الصلبة المبتكرة، مما يضمن تخزين الهيدروجين بكفاءة وموثوقية . وأكدت "ديوا" أن هذه التطورات تعتبر حاسمة لتمكين اعتماد الهيدروجين الأخضر على نطاق واسع كناقل للطاقة، حيث تظهر الأرقام والتوقعات الأهمية المتزايدة للهيدروجين الأخضر مع الاستثمارات الكبيرة والتقدم التكنولوجي الذي يقود تطوره السريع ونشره . ويعد مشروع "الهيدروجين الأخضر" الذي نفذته هيئة كهرباء ومياه دبي في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لإنتاج الهيدروجين باستخدام الطاقة الشمسية، ويمكن لخزان غاز الهيدروجين تخزين ما يصل إلى 12 ساعة من الهيدروجين المنتج باستخدام الطاقة الشمسية . ومنذ إطلاق مشروع الهيدروجين الأخضر في مايو 2021، حققت المنشأة أهدافها الإنتاجية بالكامل، حيث تنتج نحو 20 كيلوغراماً في الساعة من الهيدروجين الأخضر عالي النقاء . وتم تصميم وبناء المحطة التجريبية التي تنتج الهيدروجين الأخضر عن طريق التحليل الكهربائي للماء باستخدام مصادر الطاقة المتجددة، بحيث تكون قادرة على استيعاب التطبيقات المستقبلية ومنصات اختبار الاستخدامات المختلفة للهيدروجين، بما في ذلك إنتاج الكهرباء والتنقل في إطار خارطة طريق لاستراتيجية الهيدروجين الأخضر التي يتم تنفيذها على مراحل . ويدعم المشروع استراتيجية الحياد الكربوني 2050 لإمارة دبي إلى توفير 100% من القدرة الإنتاجية للطاقة من مصادر الطاقة النظيفة بحلول عام 2050، وتؤدي هيئة كهرباء ومياه دبي دوراً رائداً في تحقيق هذا الهدف الطموح من خلال مشاريع رائدة للطاقة المتجددة والنظيفة أبرزها مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مشروع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، وفق نظام المنتج المستقل، وستبلغ قدرته الإنتاجية أكثر من 5,000 ميجاوات بحلول عام 2030، باستثمارات إجمالية تصل إلى 50 مليار درهم، فيما تبلغ القدرة الإنتاجية الحالية للمجمع 2,860 ميجاوات . وحصدت هيئة كهرباء ومياه دبي، جائزة مشروع الهيدروجين الأخضر لعام 2023 عن مشروع "الهيدروجين الأخضر"، وذلك ضمن جوائز مستقبل الهيدروجين التي تم تنظيمها خلال فعاليات مؤتمر الهيدروجين الأخضر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (CGHM2023) في دبي . تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :