ابن رشد حجر الزاوية في أعمال كبار المفكرين العرب المعاصرين

  • 5/1/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي: نجاة الفارس استضاف المعرض يوم أمس الأول في منبر ابن رشد الكاتب الدكتور إبراهيم بورشاشن في ندوة بعنوان (هل نحن بحاجة إلى ابن رشد؟) وهو السؤال الذي يطرحه كتابه الذي يحمل العنوان نفسه، وأدار الندوة الدكتور خالد عمر بن ققه. وقال د. بورشاشن لقد قابل عدد من الناس دراسات ابن رشد بالإجحاف، واعتبروا أنها ماتت وانتهت بموت صاحبها، وأن ابن رشد دفن بداية في مراكش، ثم بعد بضعة أشهر، نقل رفاته مع كتبه بحضور ابن عربي إلى قبر بقرطبة. وأشار د. بورشاشن، إلى العداء الواضح لكتب ابن رشد، في القرن الثاني عشر الميلادي، حيث إن رجال ذلك العصر لم يستطيعوا أن يدركوا وجود رجل بينهم، يشهد معهم بالوحدانية، وملتزم دينياً، أباً عن جد، ولكنه مع ذلك ينفق وقتاً طويلاً في تتبع دراسات الفلاسفة، الذين كانوا من ملة أخرى ويعكف على كتبهم يلخصها ويشرحها على غرار ما شرح المفسرون القرآن الكريم. وذكر أن عدداً كبيراً من خصوم ابن رشد في عصره، أرادوا أن يقتلوه قتلة شنيعة، عندما أخرجوه من المسجد هو وابنه محمد، ورشقوهما بالحجارة وأشبعوهما إذلالا، ثم نفوه إلى مدينة أندلسية عرفت بسكنى اليهود، بعد أن أضرموا النار في ما خطت يده من نفيس الكتب وعظيم الآثار. قال د. بورشاشن لقد تفنن الشعراء في ذم ابن رشد، وتتابع هذا الذم بعد موته حتى أصبح عبرة لمن يريد أن يدرس علوم الفلسفة من الفقهاء، ولعل نفس الأمر وقع لابن رشد، عندما اقتحمت كتبه الفضاء اللاتيني في القرن الثاني عشر في بلاد الغرب، حتى أصبح ابن رشد أشبه ما يكون بالعدو الداخلي للغرب، خاصة بعد أن تأثر بفكره عدد من فلاسفة الغرب وتبنوا أفكاره فتمت محاكمتهم. وأوضح أنه في مقابل خصوم ابن رشد، وجد عدد كبير من العلماء، عرفوا قيمة ابن رشد وأعماله الخالدة، فقد عاشت نظرياته النقدية والشعرية مع المدرسة النقدية المغربية، كما عاشت دراساته الفقهية في كتابه وحظيت بجميل الذكر والثناء. وذكر د. بوشاش أن النهضة الفلسفية العربية بدأت مع الجدل الشهير بين فرح أنطون ومحمد عبده، ثم أصبح ابن رشد حجر الزاوية الكبرى في أعمال مفكرين كبار مثل محمود قاسم الذي أبرز القيمة العلمية لابن رشد في الجانب الكلامي على الخصوص، والدكتور محمد عابد الجابري الذي اتخذه أساساً أيديولوجياً في وجه اللاعقلانية، وعاطف العراقي الذي سار على خطاه والرشدي المغربي والمرحوم جمال الدين العلوي الذي نقل الدراسات الرشدية نقلة نوعية. وأكد أن الغرض من هذا القول التأكيد أن ذكر ابن رشد ودراساته هي عمره الثاني الذي يعيشه بيننا، وأنه كلما زدته فهما زادك درسا، كما أكد على أن حاجتنا إلى ابن رشد، هي حاجة إلى التعرف على ذاتنا، وحاجة إلى ثورة العقل وهي حاجة معرفية، وحاجة إلى التصالح مع ماضينا العقلي، للتفاعل أكثر مع حاضرنا المتشابك.

مشاركة :