الشارقة: الخليج شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مساء أمس، الندوة الدولية السادسة التحولات المعرفية وأثرها في الفكر الإسلامي التي ينظمها مركز الأمير عبد المحسن بن جلوي للبحوث والدراسات الإسلامية في مقر المركز بالشارقة. بدأت فعاليات الندوة بكلمة للأميرة الدكتورة سارة بنت عبد المحسن بن جلوي آل سعود رئيس عام مركز الأمير عبد المحسن بن جلوي للبحوث والدراسات الإسلامية، رحبت فيها بصاحب السمو حاكم الشارقة، مقدمة أسمى آيات الشكر والتقدير لسموه على رعايته للندوة، ولدعمه الدائم للمركز في مختلف فعالياته العلمية والمعرفية. وقالت: المعرفة والفكر، ثنائي متداخل متمازج، فالمعرفة نتاج الفكر وصورته، والفكر ارتقاء ونمو بالمعرفة، يسيران جنباً إلى جنب في خطى متبادلة، تمضي بالإنسان والمجتمع نحو المستقبل، ويرسمان معاً ملامح حضارته، فيرتقيان بها إن تجانست العلاقة بينهما، ويهويان بها متى ما اضطربت تلك العلاقة أو تنافرت، فهما بمثابة الروح والجسد، فلا حياة لجسد بغير روح، ولا تمثل للروح دون الجسد، واستمرارية حياتهما مشروطة بالصحة والسلامة، فإن خبثت الروح، اضطربت حركة الجسد، وإن مرض الجسد كلّت الروح وضعفت، والإنسان هو مبدأ ذلك ومنتهاه، وهو مركزه المؤثر فيه والمتأثر به. ولذا، فقد كان هذا الإنسان برحلته الحضارية المتغيرة يمرّ بتضاريس كثيرة متنوعة مختلفة، انعكست على بنائه الفكري، والنفسي، والقيمي، ورسمت خريطته الحضارية بتفاصيلها الدقيقة وملامحها الكبيرة. وأضافت: تعددت العوامل التي رحلت بالإنسان المسلم عبر الزمان، واختلاف المكان، وتنامي الوعي أو ضموره، واتساع دائرته الثقافية بالعالم المحيط به أو ضيقها، فكراً، وعلماً وتعاملاً، ومعايشة، ونظراً إلى الذات والآخر، من الداخل والخارج، فارتقت به تارة فرسم ملامح الحضارة الإنسانية، وهوت به أخرى إلى عوالم التيه، فغاص في وحل التخلف والضعف. واليوم نحن نعايش زمن التحولات الكبرى، والمنعطفات الخطيرة التي يمر بها عالمنا العربي والإسلامي في مجالاته المختلفة الإيمانية، والقيمية، والفكرية، والعلمية، والسياسية، والاقتصادية، والحضارية، وتنامي حروب الهويات الدينية والمذهبية والثقافية بصورة صادمة للتوقعات كلها. وتساءلت الأميرة الدكتورة سارة آل سعود عن التعامل مع مختلف العوامل التي مرت على المسلم قائلة: ما هو موقفنا؟ وما هي حقيقة نظرتنا إلى تاريخنا، وتعاملنا مع واقعنا؟ في ظل هذا الكم الكبير من تداخل العلوم المختلفة، وتحول المعارف المتقاطرة علينا من كل صوب، في عالم متواصل متصل، لا حدود تفصله، ولا حواجز توقفه، ولا قيم تردعه، لسنا هنا لنحاكم الماضي فنلقي التبعة عليه، أو نتهم الحاضر فنلومه، أو نشكك في المستقبل فنبطئ السير إليه، ولكن لنقرأ الماضي بموضوعية وحياد ووعي، ونتعامل مع الحاضر بشفافية ومصداقية وعمق، وننظر إلى المستقبل بعقلانية وتفهم وعلم. عقب ذلك بدأت أولى جلسات الندوة التي ناقشت محور التحولات المعرفية في النظريات والأفكار المعاصرة.. الدلالات والآثار ومحور مناهج العلوم الإنسانية وتأثيرها في الفكر والمجتمع الإسلامي، وناقش الباحثون المشاركون أهم التحولات التي طرأت في الأفكار المعاصرة، وذلك بالنظر في أقوال وآراء العلماء من عدة جوانب بحثية اجتهد بها الباحثون المشاركون. وتضمنت الندوة جلسة حول محور الاتصال والمعلوماتية والتحولات الفكرية والمعرفية في المجتمع والفكر الإسلامي، ومحور التحولات الاجتماعية والإنسانية والعالمية وأثرها في الفكر الإسلامي. وأثرى الباحثون جلسات الندوة، بأوراق عمل بحثية، تناولت أهم المجالات المؤثرة في التحولات المعرفية، ومدى ارتباطها في الفكر الإسلامي؛ سعياً للوصول إلى توصيات تسهم في التقدم المعرفي والحفاظ على الفكر الإسلامي الصحيح. حضر الندوة إلى جانب صاحب السمو حاكم الشارقة، كل من: الأميرة الدكتورة سارة بنت عبد المحسن بن جلوي آل سعود رئيس عام مركز الأمير عبد المحسن بن جلوي للبحوث والدراسات الإسلامية، والأميرة مشاعل بنت عبد المحسن بن جلوي آل سعود عضو مجلس أمناء مركز الأمير عبد المحسن بن جلوي للبحوث والدراسات الإسلامية، ومحمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة، والدكتور عبيد الهاجري رئيس المكتب الإقليمي للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إيسيسكو بالشارقة، وعدد من العلماء والباحثين والمختصين.
مشاركة :