غياب التوثيق إهمال يطمس هوية المبدعين المغاربة

  • 8/26/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يشير غياب الاهتمام الرسمي بتوثيق السير الذاتية للمبدعين عبر المواقع الرسمية إلى لامبالاة واضحة بأهمية الفن والمساعي الجدية للحفاظ عليه والسعي نحو أرشفته وتوثيقه حماية له من السرقة والاندثار، وغياب الإستراتيجية الواضحة والسياسة الثقافية الهادفة إلى حماية الهوية المغربية ومنع تآكل الذاكرة الجمعية. الرباط - تُعتبر السير الذاتية للمخرجين وكتاب السيناريو والممثلين المغاربة جزءًا لا يتجزأ من فهم الجمهور والنقاد لمسارهم المهني والفني، ولكن يلاحظ غياب واضح لهذه السير الذاتية في المواقع الإلكترونية الرسمية. وعلى الرغم من أن سوق السينما والتلفزيون المغربييْن صغيرة لكن إنتاجها الدرامي والسينمائي والمسرحي في تنامٍ مستمر، إلا أن قلة الموارد المتاحة للجمهور للتعرف على الشخصيات التي تقف وراء الأعمال الفنية تُشكل فجوة معرفية كبيرة ومخجلة، فلا يعقل أن نركض وراء كل ممثل وكل مخرج وكل كاتب سيناريو كي نأخذ منه المعلومات مباشرة، كما أن البحث عن معلومات عنهم يسقط النقاد والصحافة في إيجاد معلومات خاطئة تورطهم مع الرواد شخصيا، وهذا سببه غياب سير ذاتية مهنية لكل رائد من رواد المسرح والسينما والتلفزيون. والأمر اللافت هو مواقع المؤسسات الرسمية مثل موقعي القناة الأولى والثانية المغربيتين، واللتين تعدان منصات بطريقة وبأخرى مسؤولة عن بث الأعمال الفنية، لا توفر أقسامًا مخصصة للسير الذاتية للمخرجين والممثلين وكتاب السيناريو المغاربة، وحتى موقع المركز السينمائي المغربي الذي يُفترض أن يكون المرجع الأول لكل ما يتعلق بصناعة السينما في المغرب، لا يقدم قاعدة بيانات توثيقية شاملة لصناع السينما، وهذا الغياب يُثير التساؤلات حول أسباب عدم الاهتمام بتوثيق مسارات هؤلاء الفنانين، ويشير إلى ضرورة إنشاء منصات متخصصة تسلط الضوء على إنجازاتهم وتاريخهم الفني،كتقدير وطني ودولي لأعمالهم. ومن المؤسف أن نجد هذه المواقع الرسمية إلى جانب موقع وزارة الثقافة المغربية تتجاهل بشكل صارخ أهمية توثيق السير الذاتية لصناع المسرح والسينما والتلفزيون المغاربة، حيث أن هذا الإهمال لا يمكن وصفه إلا بتقصير فادح في حق هؤلاء الرواد الذين يشكلون جزءا حيويا من الهوية الثقافية والفنية للمغرب. ◙ السير الذاتية الخاصة بصناع الفنون تعتبر عنصرا أساسيا في الحفاظ على ذاكرة الصناعة السينمائية والتلفزيونية إن عدم إدراج السير الذاتية لصناع السينما والتلفزيون والمسرح على هذه المنصات يعكس انعدام الرؤية الثقافية وعدم الاكتراث بتوثيق تاريخ الإبداع الفني في البلاد، حيث أن هذا التجاهل لا يضر فقط بالفنانين، بل يحرم الجمهور من معرفة الأشخاص الذين يقفون خلف الأعمال التي يشاهدونها ويعرقل من إمكانية تقديرهم الحقيقي للإرث الفني الوطني. إن هذه المؤسسات تتحمل مسؤولية كبيرة في الحفاظ على الذاكرة الثقافية للمغرب، وإخفاقها في توفير معلومات دقيقة وشاملة عن صناع الفن يعكس ضعفًا مؤسفًا في التزامها بتعزيز الثقافة والتاريخ الفني، فمن الواجب على هذه المنصات أن تتدارك الأمر بسرعة وتقوم بدورها في توثيق وحفظ السيرة الذاتية للرواد، احترامًا لمساهماتهم الكبيرة ولحق الجمهور في التعرف عليهم. وتعتبر السير الذاتية الخاصة بصناع الفنون عنصرا أساسيا في الحفاظ على ذاكرة الصناعة السينمائية والتلفزيونية، إذ تكتسب هذه السير أهمية خاصة نظرًا للتنوع الثقافي والإبداعي الذي يميز الإنتاج الفني المغربي، فهي لا غنى عنها لفهم خلفيات المخرجين وكتاب السيناريو والممثلين وما يؤثر على اختياراتهم الإبداعية وأساليبهم الفنية، لكن غياب هذه السير لا يُعرقل فقط التواصل بين الفنانين وجمهورهم، بل أيضًا يحرم النقاد والباحثين من مصادر معلوماتية مهمة لدراسة وتحليل الأعمال الفنية في السينما والتلفزيون المغربيين بشكل أعمق. بينما تساهم السير الذاتية في بناء صورة شاملة عن تطور صناعة السينما والتلفزيون، وتساعد في رسم ملامح الحركات الفنية وتحديد الاتجاهات الجديدة في الإبداع المغربي، وتُمكن من تعزيز التواصل بين الأجيال الفنية المختلفة بدءا من تلاميذ الابتدائي في إطار أنشطتهم الفنية، حيث يمكن للمواهب الناشئة الاستفادة من تجارب سابقيهم، وهذا يُسهم في استمرارية وجودهم تحت مبدأ الغائب الحاضر، بينما غياب معلومات عنهم يُعد نقطة ضعف في البنية التحتية الثقافية والفنية، وهذا يتطلب معالجة فورية من خلال تطوير منصات توثيقية تليق بمكانة رواد الفنون وتعمل على تسليط الضوء على إنجازاتهم وضمان استمرار تأثيرهم في المشهد الثقافي. وتعاني الساحة السينمائية والتلفزيونية المغربية من مشكلة مزدوجة تتجلى في انتشار المعلومات الخاطئة عن صناع السينما والتلفزيون من جهة، وغياب الكثير من المعلومات المهمة على المواقع الإلكترونية من جهة أخرى، حيث أن هذا الوضع يخلق حالة من الفوضى المعرفية والارتباك لدى الجمهور والمتابعين الذين يعتمدون على الإنترنت كمصدر رئيسي للمعلومات، إذ أن الانتشار الواسع للمعلومات غير الدقيقة يؤدي إلى تشويه صورة الفنانين والمبدعين، ويضيع الجهود الحقيقية التي بذلوها في تطوير أعمالهم. ◙ غياب الأرشيف السينمائي والتلفزيوني في المغرب يُعتبر أحد أبرز الإخفاقات التي تعيق تطور المشهد الثقافي والفني ويساهم غياب المعلومات الموثوقة والمفصلة على المواقع الرسمية وغير الرسمية في إهمال التوثيق الدقيق لمسارات الفنانين وإنجازاتهم، وهذا يضعف من إمكانية البحث والتحليل النقدي لمجمل الإنتاج السينمائي والتلفزيوني المغربي، وهذا الخلل يشير إلى ضعف في آليات التوثيق الرقمي وضعف الاهتمام بتقديم محتوى ذي جودة عالية يلبي احتياجات الباحثين والنقاد والجمهور العام، ويثير تساؤلات حول دور المؤسسات الثقافية والإعلامية في معالجة هذه الفجوة المعرفية وضمان تدفق المعلومات بشكل صحيح وموثوق. ويشكل غياب الأرشيف السينمائي والتلفزيوني في المغرب عائقًا كبيرًا أمام الجمهور في التعرف على الأعمال الفنية وروادها، وذلك يضعف من ارتباط الجمهور بالرواد الذين ساهموا في تشكيل الهوية الفنية للمغرب، فدون وجود أرشيف يحفظ الأعمال ويعرضها بشكل منظم يجد الجمهور والكتاب والنقاد والدارسين صعوبة في الوصول إلى المعلومات الصحيحة والكاملة عن المخرجين، والكتاب، والممثلين الذين تركوا بصماتهم على السينما والتلفزيون. وتعرقل الفجوة في الأرشفة أيضًا انتقال المعرفة بين الأجيال، والنتيجة هي أن العديد من الفنانين والأعمال المهمة قد تغيب عن الذاكرة الجماعية، وهذا يضعف من تقدير الجمهور للإرث الثقافي الوطني، كما أن غياب الأرشيف يفتح المجال أمام انتشار المعلومات غير الدقيقة والتشويش حول مساهمات الرواد، ما يعمق الفجوة بين الجمهور وماضيه الفني، ويؤدي إلى تراجع الثقافة السينمائية والتلفزيونية في المجتمع. ويُعتبر غياب الأرشيف السينمائي والتلفزيوني في المغرب أحد أبرز الإخفاقات التي تعيق تطور المشهد الثقافي والفني. فالأرشيف لا يُعد مجرد مخزن للأعمال الفنية، بل هو جزء أساسي من الذاكرة الوطنية والثقافية، يسهم في حفظ تاريخ الإبداع وتوثيق تطوره. إن غياب هذا الأرشيف يعكس تجاهلًا كبيرًا لدور الفن في بناء الهوية الثقافية والوطنية، ويؤدي إلى فقدان الكثير من القيم الفنية التي يمكن أن تكون مصدر إلهام للأجيال القادمة. ويتسبب غياب توثيق رواد السينما والتلفزيون صعوبة في تكوين صورة واضحة عن تطور الفن السابع في المغرب وعن الإسهامات الفردية والجماعية التي شكلت هذا المشهد، بينما هذا النقص في التوثيق يعزز من حالة الغموض والإهمال التي تحيط بالعديد من الأسماء والأعمال المهمة، ويُفقد الجمهور والباحثين والنقاد فرصة التعمق في فهم السياقات التاريخية والاجتماعية التي أثرت على هذه الأعمال. ويؤدي الافتقار إلى أرشيف منظم ومنسق إلى تآكل الذاكرة الجماعية ويفتح المجال لتزييف التاريخ الفني وإعادة صياغته بشكل غير دقيق، وهذه الفجوة تتطلب تدخلًا عاجلًا من الجهات المعنية لضمان جمع وحفظ الأعمال السينمائية والتلفزيونية وتوثيق مسارات الرواد، بما يُمكّن من بناء سردية فنية مغربية متكاملة تعكس الهوية والثقافة الوطنية.

مشاركة :