أسرع الاتحاد الأوروبي بتقديم مساعدات حيوية ومنسقة في ظل اندلاع حرائق الغابات في العديد من الدول الأوروبية هذا الصيف. وعلى مدار شهري يوليو الماضي وأغسطس الجاري، اندلعت حرائق غابات في ألبانيا وجمهورية البوسنة والهرسك وبلغاريا واليونان ومقدونيا الشمالية والبرتغال، ما دفع التكتل إلى تفعيل «آلية الحماية المدنية للاتحاد الأوروبي»، بهدف تنظيم المساعدات لهذه الدول. وبحسب المفوضية الأوروبية، يتمركز نحو 556 من رجال الإطفاء الذين ينتمون لـ12 دولة بشكل استراتيجي في مواقع رئيسة بأوروبا، مثل فرنسا واليونان والبرتغال وإسبانيا، ويقفون على أهبة الاستعداد، لدعم فرق الإطفاء المحلية حال اندلاع حرائق غابات. آلية الحماية المدنية أنشأت المفوضية الأوروبية «آلية الحماية المدنية للاتحاد الأوروبي» في عام 2001، بهدف تعزيز التعاون بين الدول الأوروبية في مجال الوقاية من الكوارث، والاستعداد لمواجهتها، والتعامل معها. ويمكن لأي دولة طلب المساعدة عبر آلية الحماية المدنية حال تعرضها لطوارئ، حيث يتم تنسيق المساعدات التي تقدمها الدول الأخرى عبر مركز تنسيق الاستجابة للطوارئ، ومقره بروكسل. وإلى جانب دول الاتحاد الأوروبي، تشارك أيضاً ألبانيا وجمهورية البوسنة والهرسك وآيسلندا ومولدوفا والجبل الأسود ومقدونيا الشمالية والنرويج وصربيا وتركيا وأوكرانيا في آلية الحماية الأوروبية، رغم أن هذه الدول لا تُعدُّ من أعضاء هذا التكتل. وعلى سبيل المثال، انضمت جمهورية البوسنة والهرسك بشكل رسمي لآلية الحماية المدنية الأوروبية في عام 2022، وهو ما شكل علامة فارقة على مسار البلاد، للفوز بوضع دولة مرشحة للانضمام للاتحاد الأوروبي في وقت لاحق من العام نفسه. إظهار التضامن الأوروبي أجبر حريق غابات ضخم في الضواحي الشمالية الشرقية لأثينا في وقت سابق هذا الشهر، آلاف السكان على الفرار من منازلهم. وأصدرت الحكومة اليونانية مناشدات للحصول على مساعدة دولية. وبحسب الخبراء، كانت هذه هي المرة الأولى التي يقترب فيها حريق كبير من العاصمة اليونانية. وطلبت اليونان العون من آلية الحماية المدنية للاتحاد الأوروبي في 12 أغسطس. وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية، إن الدعم المقدم لليونان يشمل طائرتين من إيطاليا، ومروحيتين من فرنسا وصربيا، وأطقم إطفاء برية من جمهورية التشيك وفرنسا وإيطاليا ورومانيا وصربيا، مشيراً إلى وجود رجال إطفاء بالفعل من رومانيا ومالطا ومولدوفا في اليونان. وقامت رومانيا بنشر العشرات من رجال الإطفاء، والمعدات الخاصة في إطار التأهب لإخماد حرائق اليونان، خلال الفترة من الأول من أغسطس وحتى الـ15 من سبتمبر. وهذا هو العام الرابع على التوالي الذي تستجيب فيه بوخارست لمثل هذه الطلبات، حيث قام رجال الإطفاء من رومانيا بمهام مماثلة في فرنسا وسلوفينيا ومقدونيا الشمالية خلال سنوات ماضية. حشد مزيد من الدعم وقام الاتحاد الأوروبي أيضاً خلال هذا الصيف بحشد الدعم لتقديم العون في مكافحة الحرائق بألبانيا والبوسنة وبلغاريا ومقدونيا الشمالية والبرتغال، بعد تفعيل آلية الاستجابة للكوارث. وعلى سبيل المثال، طلبت البرتغال يوم الأربعاء الماضي، المساعدة من آلية الحماية المدنية الأوروبية، لمكافحة الحرائق التي اندلعت في جزيرة ماديرا. وأظهرت بيانات «النظام الأوروبي لمعلومات حرائق الغابات»، أن النيران التهمت أكثر من 4930 هكتاراً. وقد وصلت طائرتان من طراز كاندير، لإخماد الحرائق، من إسبانيا يوم الخميس الماضي. كما وصلت طائرتان من رومانيا إلى ألبانيا في وقت سابق الشهر الجاري، للمساعدة في عزل وإطفاء الحرائق في بعض مناطق البلاد. وأعلنت وزارة الدفاع الألبانية أن طائرتي «سبارتان» و«هيركليس» تدخلتا يومي 14 و16 أغسطس الماضي، لإطفاء الحرائق في مدينتي بوجراديتش وبيرات. وفي منتصف يوليو، أرسلت كرواتيا وصربيا وسلوفينيا وتركيا طائرات إطفاء إلى مقدونيا الشمالية، للمساعدة في احتواء سلسلة من الحرائق في أنحاء البلاد وسط موجة حر شديدة. وقد أتت النيران على مئات الهكتارات من الغابات، وأشارت السلطات إلى 12 حريقاً نشطاً آنذاك. خدمات طبية وإنسانية وفي حين أنه يتم إطلاق آلية الحماية المدنية الأوروبية حال حدوث كوارث طبيعية، يمكن كذلك طلب المساعدة منها في حالات الطوارئ الأخرى، مثل الأزمات الصحية والكوارث الإنسانية في مناطق الحرب. وقد نسق الاتحاد الأوروبي في 24 يوليو الماضي، عملية إنقاذ 16 طفلاً فلسطينياً وأفراد أسرهم، الذين كانوا بحاجة إلى رعاية طبية، حيث جرى نقلهم من مصر إلى إسبانيا، بفضل الدعم المالي والتشغيلي من آلية الحماية المدنية، وذلك بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، وصندوق إغاثة أطفال فلسطين، والسلطات الفلسطينية. كما يدعم الاتحاد الأوروبي منذ أوائل شهر يناير الماضي «خلية تنسيق فرق الطوارئ الطبية التابعة لمنظمة الصحة العالمية في قطاع غزة»، في القاهرة، مع نشر 22 من خبراء الاتحاد الأوروبي والدول المشاركة في آلية الحماية المدنية. • يمكن المساعدة في حالات الطوارئ الأخرى، مثل الأزمات الصحية والكوارث الإنسانية في مناطق الحرب. • يتم تنسيق المساعدات التي تقدمها الدول الأخرى عبر مركز تنسيق الاستجابة للطوارئ، ومقره بروكسل. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :