لم يكن محض صدفة، بروز اسم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ضمن قائمة الشخصيات المائة الأكثر تأثيرا على مستوى العالم للعام 2016. وقد وصفت مجلة التايم الأمريكية الأمير بأنه «حارس المملكة»؛ لدوره الكبير في حمايتها من الإرهاب. وكان سمو ولي العهد الشخصية العربية الوحيدة، في هذه القائمة. ضمت هذه القائمة أسماء شخصيات عدة، بينهم قادة دول وسياسيون ورجال أعمال ورموز رياضية وفنانون، ورواد في مجالات التكنولوجيا، ومن هذه الأسماء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الأمريكي باراك أوباما، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل»، ومديرة صندوق النقد الدولي «كريستين لاجارد»، وبابا الفاتيكان «فرانسيس». كما ضمت أسماء عدد من المرشحين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بينهم «دونالد ترامب»، ووزيرة الخارجية السابقة «هيلاري كلينتون». وليس من شك في أن سمو ولي العهد الأمين، هو قامة وطنية كبيرة، لا يختزل دوره بالنسبة لنا نحن أبناء هذا الوطن، في قيادته للحرب على الإرهاب، رغم أنه قاد السفينة في هذه الحرب، بجدارة فائقة قل لها نظير. وقد كان سموه، منذ ريعان شبابه عضدا قويا لوالده المرحوم نايف بن عبدالعزيز، كوزير للداخلية، مسهما بقوة في صيانة أمن واستقرار المملكة. من أتيحت له الفرصة للتعرف عن قرب، على شخصية الأمير، يكتشف أنه أمام شخصية قيادية فذة. فسموه لا يكتفي بقيادة السفينة عن بعد، بل يمارس العمل يوميا، بما يفوق ما يستحقه، حتى وقت متأخر من الليل. يتابع تفاصيل العمل بوزارة الداخلية، بكل تشعباتها وتفرعاتها. وينتقل يوميا من مقر إلى مقر آخر، متابعا آخر كافة التفاصيل في مختلف الفروع الأمنية، والخدمية، المتعلقة بالوزارة. يتابع تفاصيل العمل ودقائقه، ويعطي توجيهاته، رغم ما يفرضه ذلك من طاقة وجهد وصبر. كان ذلك ولا يزال ديدنه، لا يكل ولا يمل، ولا تفارقه البسمة، حتى في أحلك الظروف صعوبة وقسوة. أعاد بناء وزارة الداخلية، بكافة فروعها، بشكل معاصر، وعلى أحدث طراز، حيث استخدمت في إعادة البناء أحدث التقنيات. ودخل الحاسب الآلي في جميع أنشطة الوزارة، وأعيد تنظيمها بشكل جعل منها تنافس في أدائها أحدث وزارات الداخلية في العالم. وكان همه في ذلك مركبا. محاربة البيروقراطية، واختصار الوقت، باستخدام أحدث المنجزات العلمية، وتوفير الراحة للمواطن، وتسهيل تلقيه لمختلف حاجاته من الخدمات التي توفرها الوزارة، على أكمل وجه. فكان أن دخل الإنترنت كافة أنشطة الوزارة. وبات المواطن والمقيم يحصل على معظم الخدمات التي يحتاجها عن طريق خدمة أبشر. ولم يكن ذلك بالأمر السهل، فقد احتاج لتأهيل عملي وحرفي مكثف لكافة موظفي الوزارة؛ للتكيف مع تقنيات العمل الجديدة. واهتم سموه أن يكون ذلك مترافقا مع تنمية وعي المواطن، وزجه بشكل مباشر في المعركة الكبرى ضد التطرف والإرهاب، بما منح دورا أساسيا، لأجهزة الإعلام المرئية والمقروءة، بالتنسيق مع فروع وزارة الداخلية، لإنجاح الحملات التوعوية للمواطنين. من حيويته وروحه المتوثبة بالعمل، والممتلئة صدقا وإخلاصا وحبا لهذا الوطن، ولقيادته الحكيمة، تستمد الكوادر التي تعمل بمعيته الصبر والشجاعة والأمل، فكان دائما وباستمرار مثلها الأعلى الذي لا يضاهى. وحتى في مجال محاربة الإرهاب، لا يمكن اختزال دور محمد بن نايف في نجاح تلك الحرب. فقد رسم سموه بسلوكه الشجاع والممتلئ صدقا وإيمانا بعدالة وبحتمية الانتصار على التطرف، دربا لكل الجنود الشجعان الذين يخوضون المعركة بشرف ضد فرق الموت والتكفير. وقد اكتملت ملحمة مواجهته بتعرضه شخصا لاعتداء آثم، من قبل أحد أفراد فرق الموت، ولكنه لم تلن له قناة، ولم يتراجع عن الدور الوطني والأخلاقي الذي نذر نفسه للوفاء به. من كتب لهم الاقتراب من سمو ولي العهد الأمير محمد بن نايف، وجدوا فيه الإنسان الكريم والشهم والمتواضع، والوديع. يقابل ضيوفه بوجه بشوش، ويصغي لهم بعمق وصبر، ودون كلل. الأمير محمد بن نايف، هو قائد الحرب على الإرهاب، وقائد الحرب على البيروقراطية. وهو الشاب المؤمن بقدر وطنه في قيادة السفينة السعودية، في لجة البحر المتلاطم، والحرائق التي تشتعل من حولنا من كل مكان، في البلدان العربية المحيطة. ولم يكن سموه ينظر للحرب على الإرهاب، على أنها حرب في خنادق عدة مفصولة عن بعضها البعض، بل نظر لها على أنها معركة واحدة، ولم يقتصر دور المملكة فيها، على محاربتها في الخندق السعودي. لقد تعاونت المملكة العربية السعودية، في ظل قيادة ولي العهد لوزارة الداخلية، ومنذ بدأ الإرهاب، يطل بجبروته وحقده على هذه البلاد، مع كل القوى الدولية، والإقليمية والعربية، وقدمت خلاصة تجربتها وما تمتلكه من معلومات، لكي يكتب النجاح للحرب العالمية على الإرهاب، ولكي يهزم الإرهابيون إلى الأبد. تعامل الأمير الشاب سمو ولي العهد الأمير محمد بن نايف حتى مع الخصوم، بأريحية وصدق وتسامح، ولكن أيضا بثبات بإصرار وعزيمة، ومن غير تلكؤ، حتى تقتضي المصلحة الوطنية ذلك. تسامح حيث يمكن التسامح، وطالب بالعفو لمن يستحقه. ولكنه رفض أن يكون ذلك على حساب الوطن، فكان سيف الحق والعدل، بعزيمة وثبات واقتدار، حيث ينبغي أن تحسم المواجهة. فابتسامة طفل وفرحة أم وسعادة عائلة بالنسبة له، واستقرار وطن، أغلى عليه من كل ما عداها، فكان الأمن والاستقرار هاجسه الدائم. وبسهره وتفانيه، عاش الشعب السعودي، في أمن واستقرار يحسد عليه، إذا ما قورن بما يجري من حوله، من خراب ودمار. الحديث عن الأمير محمد بن نايف وإنجازاته يطول ويطول، ولا يمكن اختزاله في جانب ونسيان آخر. فهو الحنون تجاه الكوادر التي تعمل معه، يشيد لهم المستشفيات الخاصة، ويحرص على تأمين مرافق السكن لهم، ويسهم في تطوير معارفهم، عبر الكليات والمعاهد والبعثات، التي توفرها الوزارة. وهو بحق بطل الحرب على الإرهاب. محمد بن نايف بالنسبة لنا نحن السعوديين ليس مجرد شخصية ضمن شخصيات عام 2016 العالمية فقط، فهو شخصية كل عام. وسيظل علما بارزا من أعلام المواجهة الوطنية، في المعركة الكبرى ضد الإرهاب، يحفظه لله ويرعاه، ليواصل مسيرته الرائدة في صيانة استقرار هذا البلد الأمين.. مدعوما برعاية رائد نهضتنا وامننا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (يحفظه لله).
مشاركة :