عقد حفل إصدار "تقرير الشركات الصينية المستثمرة في أفريقيا 2024" بنجاح في 23 أغسطس الجاري بالعاصمة الصينية بكين، باعتباره أحد الأنشطة الداعمة للقمة المرتقبة لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي. وأكد موانجي واتشيرا، الخبير الاقتصادي السابق في البنك الدولي ومستشار الحكومة الكينية، أن الصين لم تكن أبدا دائنا رئيسيا لدول القارة السمراء، مشيرا إلى أن الإمارات العربية المتحدة والهند وفرنسا أيضا من المستثمرين الرئيسيين في أفريقيا، لكن هناك قلة يعبرون عن شكوكهم في هذا الشأن، وقال "إذا اعتبروا أن الصين قد خلقت فخ ديون لأفريقيا، فإنهم في الحقيقة لم يقوموا بدراسات كافية"، مضيفا أن "نظرية فخ الديون" تدور حول العوامل الجيوسياسية، وليست صحيحة بأي حال من الأحوال. ويرى واتشيرا، أن الصين تختلف عن الدول الغربية اختلافا كبيرا في تعاملها مع الدول الأفريقية. فهي تهتم بشكل أكبر باحتياجات الدول الأفريقية وتحترم استقلاليتها وصوتها ومبادرتها. لكن في المقابل تعاني دول القارة من وضع "سلبي" في تعاملها مع الدول الغربية. وبصفته مستشارا للحكومة الكينية، رفض واتشيرا بشكل قاطع مزاعم الغرب "الكاذبة" بأن استثمارات الصين في أفريقيا "تحرم القارة من الاستقلال الذاتي". وتحدث واتشيرا عن اهتمامه بالتنمية الاقتصادية في الصين، حيث أوضح أن العديد من الإجراءات الإصلاحية المهمة التي اقترحتها اجتماعات الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ20 للحزب الشيوعي الصيني ركزت على العلوم والتكنولوجيا المتقدمة والابتكار، وقال "هذه الاقتراحات تجسد سر التطور السريع للصين"، وأضاف أن الدول الأفريقية لا تتمتع بنفس مستوى التنمية في هذه المجالات، لكنه تطلع إلى استمرار الصين في تعزيز الابتكار والتحول السريع لتعزيز التنمية الاقتصادية وتحقيق المزيد من المنافع للقارة السمراء. وخلال كلمته في الحفل، نوه واتشيرا إلى أن أحد أهم النقاط البارزة في التعاون الصيني الأفريقي هو أن الصينيين مستعدون للتعاون مع أفريقيا دون أي شروط تفرض قيمهم الخاصة على دول القارة السمراء، وأن هذا التعاون يساعد أفريقيا بشكل كبير على تحقيق التحديث بطريقة أفريقية.
مشاركة :