التوتر في «البحر الجنوبي» يهيمن على الحوار الأميركي ـ الصيني

  • 8/29/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

هيمن التوتر المتصاعد بوتيرة شبه يومية بين الصين والفلبين في بحر الصين الجنوبي على الحوار الاستراتيجي الأميركي ـ الصيني، في ظل تحذير بكين لأميركا من دعم مانيلا، وهو ما ردت عليه واشنطن بالتمسك بالدفاع عن حلفائها. في اليوم الثاني من زيارته الأولى للصين منذ 8 سنوات، تلقى مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أمس، تحذيرات من وزير الخارجية الصيني وانغ يي في جملة من القضايا الخلافية والمعقدة، خصوصاً المتعلقة بملفات الفلبين وتايوان وأوكرانيا. وحذّر وزير الخارجية الصيني مستشار الأمن القومي الأميركي من عواقب دعم الفلبين في البحر الجنوبي المتنازع عليه، بحسب شبكة البث الرسمية «سي سي تي في». وقال وانغ لسوليفان، إنه «على الولايات المتحدة ألا تستخدم المعاهدات الثنائية ذريعة لتقويض سيادة الصين وسلامة أراضيها، كما أن عليها ألا تدعم أو تتغاضى عن انتهاكات مانيلا». وفي رد حاسم، أكد مستشار الأمن القومي بعد لقائه وزير الخارجية الصيني، «التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن حلفائها في منطقة المحيطين الهندي والأطلسي». اتصال بين بايدن وشي الاسبوع المقبل ووزير دفاع الفلبين يصف الصين بأنها معطل للسلام في آسيا وفي بيان أصدره البيت الأبيض، أعرب سوليفان عن «قلقه» حيال تحركات الصين «المزعزعة للاستقرار» ضد الفلبين في بحر الصين الجنوبي. وبالنسبة لقضيتي تايون وأوكرانيا، اعتبر وانغ يي أنه «يتعين على الولايات المتحدة التصرف وفقاً لالتزامها بعدم دعم ما يسمى استقلال تايوان، ويجب عليها أيضاً ألا تلقي المسؤولية على الصين بشأن قضية أوكرانيا». وطالب يي الولايات المتحدة بالتوقف عن كبح الصين في مجالات الاقتصاد والتجارة والتكنولوجيا، فيما اعلن البيت الابيض عن مكالمة مرتقبة الاسبوع المقبل بين الرئيسين الصيني شي جينبينغ وجو بايدن. واتفق الجانبان على مواصلة تنفيذ التوافق المهم الذي تم التوصل إليه في اجتماع سان فرانسيسكو بين رئيسي البلدين، والحفاظ على تبادلات واتصالات رفيعة المستوى على المستويات كافة، ومواصلة تنفيذ التعاون في مجالات مكافحة المخدرات وإنفاذ القانون وإعادة المهاجرين غير الشرعيين إلى أوطانهم والتخفيف من آثار تغير المناخ. وحسب وكالة شينخوا، اتفق وانغ وسوليفان أيضاً على الترتيبات المؤسسية اللازمة لإجراء مكالمة فيديو بين قادة مسارح العمليات في الجيشين الصيني والأميركي، ولعقد الجولة الثانية من الحوار بين الحكومتين الصينية والأميركية بشأن الذكاء الاصطناعي، في التوقيت المناسب. اتهامات متبادلة إلى ذلك، حثت بكين مانيلا على عدم المضي بعيداً في طريق «الاستفزاز وافتعال المشاكل وتقويض جهود السلام في الإقليم»، داعية إلى التعامل الجاد مع أصل المشكلة الحالية القائمة بين البلدين. واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، في مؤتمر صحافي أمس الأول، أن تحرك الفلبين «ينتهك بشكل خطر سيادة الصين ويهدد السلام والاستقرار» مؤكداً مواصلة بكين اتخاذ إجراءات «حازمة» وفقاً للقانون لحماية سيادتها الإقليمية وحقوقها ومصالحها البحرية. وقالت الصين إن سفينة فلبينية توغلت الأحد الماضي داخل المياه المجاورة لشيانبين جياو في جزر نانشا تشيونداو، متسببة في حدوث تصادم طفيف مع سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني. وأعقب ذلك وزير الدفاع الفلبيني جيلبرتو تيودورو بالقول، إن الصين «أكبر معطل للسلام في جنوب شرق آسيا» أثناء حضوره مؤتمراً عسكرياً سنوياً للقيادة الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وأضاف «الحل الجذري هو عمل جماعي متعدد الأطراف أقوى ضد الصين». وقال تيودورو إن «صدور قرار لمجلس الأمن الدولي يدين الصين ويأمرها بالتوقف» سوف يكون خطوة قوية يتخذها المجتمع الدولي، لكنه اعترف بأنه يصعب تحقيق ذلك. وقبلها بيوم، اشار تيودورو الى أن تصرفات الصين في بحر الصين الجنوبي «غير قانونية تماماً» تعليقاً على مواجهة جديدة في المياه المتنازع عليها الأحد. وتطالب الصين بالسيادة على بحر الصين الجنوبي بأكمله تقريباً، بما في ذلك منطقة توماس شول الثانية المرجانية التي تقع على بعد حوالي 200 كيلومتر من جزيرة بالآوان غرب الفلبين و1000 كلم من جزيرة هاينان الصينية. ووقعت 4 احتكاكات في غضون أسبوع بين البلدين في البحر الجنوبي. ويوم الجمعة الماضي أعلنت بكين أنها اتخذت «إجراءات مضادة» ضد طائرات فلبينية دخلت مجالها الجوي فوق منطقة سوبي في 22 الجاري، والتي تطالب مانيلا كذلك بالسيادة عليها. واتهمت الفلبين الصين، السبت، بإطلاق قنابل مضيئة على إحدى طائرات الدورية التابعة لها في البحر الجنوبي. واتخذ خفر السواحل الصيني في وقت سابق من الشهر «إجراءات سيطرة» بحق سفينة فلبينية دخلت بالقرب من سواحل جزيرة سابينا المرجانية. وجاءت جولة التصعيد الأخيرة بعد اجتماع رفيع المستوى عقد الشهر الماضي، اتفقت الفلبين والصين على «استعادة وإعادة بناء الثقة» لإدارة النزاعات البحرية. وأعقب ذلك اتفاق مؤقت بشأن مهام إعادة الإمداد التي تقوم بها مانيلا لسفينة بحرية فلبينية راسية في بحر الصين الجنوبي. اليابان وأمس الأول، دانت طوكيو «انتهاكاً خطراً للسيادة اليابانية» بعد اتهامها طائرة عسكرية صينية باختراق المجال الجوي الياباني الاثنين الماضي. وفي بكين، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية لين جيان للصحافيين، إن «الأقسام الصينية المعنية هي في طور جمع المعلومات وتتثبت من الموقف»، رداً على الاتهامات اليابانية. وأكد أن «الطرفين أبقيا على التواصل من خلال القنوات العاملة القائمة»، مشدداً على أنه «لا نية لدى الصين للتطفل على المجال الجوي لأي بلد». وسبق لسفن عسكرية صينية ويابانية أن تواجهت في مناطق أخرى، لا سيما جزر سينكاكو في بحر الصين الشرقي التي تطالب بها بكين وتسمّيها دياويو. والتقى كبير المشرعين الصينيين تشاو له جي، أمس، رئيس اتحاد برلمانيي الصداقة اليابانية -الصينية توشيهيرو نيكاي، في بكين. وقال تشاو، رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، إن الوثائق السياسية الأربع بين الصين واليابان تشكل الأساس السياسي والقانوني لعلاقاتهما الثنائية، مؤكداً أن خيار السلام والصداقة والتعاون هو الخيار الصحيح الوحيد بالنسبة للبلدين. وأضاف أن الصين مستعدة للعمل مع اليابان لمواصلة تعزيز الثقة المتبادلة، وتعميق التعاون، والتعامل مع الخلافات بطريقة مناسبة، ودفع العلاقات الثنائية على المسار الصحيح المتمثل في التنمية السليمة والمستقرة.

مشاركة :