القدس/ عبد الرؤوف أرناؤوط / الأناضول دعا زعيم تحالف "الديمقراطيين" الإسرائيلي، يائير غولان، الخميس، المعارضة لتجاوز خلافاتها والعمل لإجراء انتخابات في أقرب وقت ممكن في سبيل الإطاحة بحكومة بنيامين نتنياهو. وتحالف "الديمقراطيون" المعارض أعلن في 12 يوليو/تموز الماضي، ويضم "حزب العمل" أحد مؤسسي دولة إسرائيل، لكن شعبيته تراجعت كثيرا في العقود الأخيرة، و"ميرتس" الحزب اليساري الوحيد المؤيد لقيام دولة فلسطينية ويعارض الاستيطان. وقال غولان وهو زعيم "حزب العمل" في حديث لإذاعة 103FM: "إسرائيل في وضع حرج، وهذا هو الوقت الذي نحتاج فيه إلى تجاوز خلافاتنا في المعارضة والدخول بعمل مشترك لإجراء انتخابات في أقرب وقت ممكن واستبدال هذه الحكومة". وأضاف: "تلقيت ردودًا إيجابية، وآمل أن نصوغ في الأيام المقبلة نمطًا مشتركًا للعمل يهدف إلى تكثيف النشاط البرلماني". واستدرك قائلا: "لن أخوض في الأسماء لكن الأصداء إيجابية، وآمل أن يمثل ذلك بداية حقبة جديدة من تكثيف الجهود الشعبية والسياسية للإطاحة بهذه الحكومة". وأشار غولان، النائب الأسبق لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إلى أن "هذه ساعة قيادة يجب أن نتبنى فيها أنماط عمل لم يكن من المفترض أن نقوم بها في الماضي". واعتبر أن "إسرائيل في حالة طوارئ لم يسبق لها مثيل"، وقال: "البعض منا لا يدرك مدى خطورة الوضع، يجب أن نعود إلى رشدنا ونعيد المشروع الصهيوني إلى مستوياته الأصلية". وأردف غولان: "أنا أفتح الباب للجميع - أي شخص يريد أن يؤمن أن إسرائيل هي وطن قومي للشعب اليهودي، دولة حرية ومساواة وديمقراطية يمكن أن يكون شريكا"، وفق تعبيره، وأعرب عن أمله في أن "ينضم الجميع ونشكل جبهة معارضة". وأشار إلى وجود "اختلافات سياسية ومقاربات، ولكن يجب أن نسمو فوقها ونخلق قوة معارضة لتحل محلّ هذه الحكومة الرهيبة التي تدمّر إسرائيل وطنيا أو أمنيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا"، وفق تأكيده. وأكد أن "الائتلاف (الحكومة) مدمّر لدولة إسرائيل، وكل من هو على استعداد لأن يكون جزءا من معارضة قوية ومؤثرة سينضم". وبشأن الأحزاب المشكلة للحكومة، قال غولان: "إنهم ليسوا صهيونية دينية - إنهم ليسوا صهيونية على الإطلاق. أولئك الذين يتبنون مواقف فاشية وقومية متطرفة تعبد العنف، ليسوا صهاينة. أنا أحارب هذا التحالف". وأضاف: "يتكون الائتلاف من أشخاص يدمرون دولة إسرائيل، هذا الشيء يجب أن يتوقف. كل من يقبل المبادئ كما ذكرتها فهو مستعد للقتال من أجل مستقبل دولة إسرائيل". وتابع غولان: "(وزير المالية بتسلئيل) سموتريتش و(وزير الأمن القومي إيتمار) بن غفير لا يريدان دولة ديمقراطية ومساواة أو حرية، لذا فهما ليسا شريكين". والأربعاء، دعا غولان، في رسالة بعثها إلى أحزاب المعارضة، وعرضها في كلمة مصورة بثها على منصة إكس، قادة أحزاب المعارضة إلى عقد اجتماع عاجل لبحث سبل إسقاط حكومة نتنياهو خلال الدورة البرلمانية الشتوية القريبة للكنيست (البرلمان)". وفي 22 من يوليو/ تموز الماضي بدأ الكنيست عطلته الصيفية، ومن المقرر أن يعود للانعقاد منتصف أكتوبر/تشرين الأول المقبل، مع بدء الدورة الشتوية. وأشار غولان إلى أنه "بعد مرور 11 شهرًا على أكبر مجزرة منذ المحرقة (بحق اليهود إبان الحرب العالمية الثانية)، ما زالت الحكومة تقف وكأنها غير مسؤولة عن الفشل والإخفاقات المستمرة". وردا على تصريحات ورسالة غولان، قال زعيم المعارضة يائير لابيد على إكس: "سنواصل العمل مع كافة أطراف المعارضة، أمام الكواليس وخلفها، حتى يتم إسقاط حكومة الكوارث التي تدمر البلاد". وتتهم المعارضة وطيفٌ واسع من المجتمع الإسرائيلي، نتنياهو بالفشل في تحقيق أهداف الحرب على غزة وإطالة أمدها للحفاظ على بقائه السياسي، مع إهدار عدة فرص للتوصل إلى صفقة لإطلاق سراح المحتجزين. ولأكثر من مرة منذ أشهر، دعت المعارضة لإسقاط حكومة نتنياهو للأسباب ذاتها، فيما تشهد العديد من المدن احتجاجات للمطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى مع "حماس" وإجراء انتخابات مبكرة. وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 134 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة. وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :