قبل 25 سنة كان الحضور النسائي محدوداً، في خريطة الفنون التشكيلية المغربية، سواء من حيث العدد أو التوجهات والاختيارات الفنية. وفي الوقت الذي برزت وتميزت فيه عشرات الأسماء الفنية الرجالية ضمن المشهد التشكيلي المغربي، سواء تعلق الأمر بالجيلالي الغرباوي وحسن الكلاوي ومحمد المليحي ومحمد شبعة وفريد بلكاهية وأحمد بن يسف ومحمد القاسمي وماحي بينبين ومحمد مرابطي، وسعد السفاج والمكي امغارة والعلمي البرتولي أو غيرهم من الفنانين المحسوبين على أجيال وتجارب تشكيلية مختلفة، ظل الحضور التشكيلي النسائي محصوراً في أسماء محدودة العدد، أبرزها الشعيبية طلال (1929 – 2004)، التي حققت شهرة عالمية بفضل لوحاتها التي تنتمي إلى ما يُعرف بـ«الفن الفطري»، والتي عرضت في أشهر المتاحف والمعارض، بباريس ونيويورك وفرانكفورت وجنيف، وغيرها، وفاطمة حسن الفلوس ولطيفة التيجاني ومريم أمزيان. ويمكن القول،في عهد العاهل المغربي الملك محمد السادس راعي الفن والفنانين،إن المشهد التشكيلي المغربي تغير كثيراً بدخول أسماء نسائية كثيرة على خط الممارسة التشكيلية، وفق اختيارات متنوعة، في تكوينها ومدارسها وخلفياتها وحساسياتها الفنية، إلى درجة صارت تخصص لها معارض فردية وجماعية، داخل المغرب وخارجه، جعلها تحظى بالمتابعة الجيدة للجمهور والترحيب اللازم من قبل النقاد. وضمن الأسماء الفنية التشكيلية بنون النسوة التي شقت طريقها بمُثابرة وإصرار وتحدي لنفرض وجودها في عهد العاهل المغربي الملك محمد السادس حفظه الله، وتخليداً لليوم الوطني للمهاجر وعيد الشباب عيد ميلاد العاهل المغربي الذي يُصادف هذه السنة الذكرى 61 أبت جمعية أطلس للمغاربة المقيمين بالخارج إلا أن تُوشح الفنانة التشكيلية المغربية سومية الإدريسي العلمي بلقب سفيرة الفن التشكيلي العالمي لسنة 2024،وذلك لعملها الدؤوب وتشريفها للمرأة المغربية التي اختارت فن التشكيل للتعبير عن احاسيسها وأن تكون رسالتها الفنية رسالة صادفة معبرة عن الواقع الذي يعيشه الإنسان وخاصة في القارة الإفريقية. وكما تقول المُتوجة الفنانة التشكيلية المغربية سومية الإدريسي العلمي بأنها فخورة ومُعتزة بهذا التكريم والتتويج وبكل افتخار واعتزاز اعتبر هذا التكريم مسؤولية جسيمة ستعطيني قوة من أجل أن امثل بلدي احسن تمثيل داخل الوطن والعالم.
مشاركة :