على قمم أطواد السروات، حيث الطبيعة وصوت المطر والشلال وضياء الطبيعة وألوانها الجذابة وأجوائها الساحرة، ترسم "جِلال" مراكز محافظة ميسان بخيوطها الذهبية المرصعة بالأحجار البراقة حدودها الجغرافية المتفردة، لتتصدر فيها المساحات الخضراء. وجعلت برك المياه العذبة، بأحجارها البيضاوية الدافئة والناعمة الملمس؛ من "الجِّلال" وجهة سياحية أولى في مناطق جنوب المملكة، حيث تنسدل أشعة الشمس كخيوط ذهبية في بكور الصباح ، التي تلبسها هندام من بهاء الطبيعة وجماله، وفي رحلة الغروب تهديها الشمس بساط من ذهب. وتحظى أقاليم "الجِّلال" (بني مالك السدين، وصيادة والبرت، والقشب، ووادي الوهباء نانا، وحداد، والقريع، وشوقب، وثقيف، وقها، وجلال وادي السلامين، وغدير القان، وعردة، والعصم، الأكاظم، ودما، والحناحنة، وشعب جابر والأصب في قرى الحجلاء، وبني سعد و مراكز محافظة ميسان) هذه الأيام؛ باحتياط ومخزون حيّ من مفردات الطبيعة و التنوع البيولوجي الأخاذ، إضافة إلى ما تقدمه من أنشطة ممتعة للرحالة وهواة التخييم وتسلق الجبال، التي تطوقها المواقع الأثرية المجاورة لحنين الأجداد والآباء وغيرها الكثير من فقرات الطبيعة وموائدها, إذ تعد في ذات المسار الزمني مصدرًا رئيسيًا، تتغذى منها شواسع الأودية بكميات المياه المتدفقة من شقاق الأطواد التي تحيط الأرض كالبواخر الراسيات، حيث أكسبت هذه الجلال قرى مركز محافظة ميسان بحمى فلكها خصوبة دائمة وجرياناً مستمرًا على مدار العام، لتكون موفدًا لأقدام السائحين و الأسر والعوائل، التي تقضي أوقاتها وتتسامر في أجواء النسيج الواحد وسط مسامع تغاريد العصافير الوادعة في أغصان الأشجار. ورصدت "واس" ضفاف الجلال وشريان قلبها المتدفق بمياهه العذبة والحاضن لشجيرات النباتات العطرية، بأحجارها البلورية المختلفة والمتنوعة، حيث تجد العائلة من الجِّلال مكاناً عذباً في نهاية عطلة الأسبوع للاستجمام مع الأطفال والآباء والأمهات والأخوان والأخوات لقضاء وقت الفراغ والاستمتاع بما تكتنزه الجلة من طبيعة وارفة الظلال واسعة الزوايا في رؤية العين المتأملة في ممتلكات أرض الجزيرة العربية، حيث تتميز الجلال باجتماع الماء والخضرة والجبل والنسيم العليل على طاولة الطبيعة، إذ يمثل فيها لون الأشجار، قلم التداخل لصبغة الجمال بالتكوينات الصخرية وما حولها في مشاهد خلاقة لا تنسى.
مشاركة :