لم يميز البعض بين موضوع "الاستغناء" عن النفط كمصدر دخل رئيسي وهو ما قرأت عنه في مختلف وسائل الإعلام المقروء أو الإعلام الاجتماعي الرقمي، وبين موضوع تقليل الاعتماد على النفط وتنويع مصادر الدخل الأخرى وهو ما تعتمد عليه رؤية المملكة العربية السعودية 2030. مثل ذلك التداخل بين الموضوعين يعني أشياء كبيرة، منها أنه كثيراً ما تَغِيب الحقائق عن البعض ممن قرأت لهم في تلك الوسائل الإعلامية، ولعل أهم تلك الحقائق هي الاستهانة بموضوع ثقيل في حجمه، كموضوع الاستغناء عن النفط، وهذا أمر لا يتناسب مع ما يمر فيه العالم من ظروف الحاجة المتزايدة لاستهلاك النفط، خاصة وأن الدراسات أفصحت أن استهلاك العالم من النفط مرجح له أن يرتفع فوق 100مليون برميل يومياً بحلول العام 2020، وأن الارتفاع في الاستهلاك والاعتماد عليه عالمياً كمصدر أول للطاقة سيتزايد، وذلك في حال لم يشهد ارتفاعا في أسعاره قد يشجع على استخراج بديل له. إن استغناء المملكة عن النفط بعد اربع سنوات أمر يحتاج إلى توقف للتبصر فيه، فالمنطق الصحيح ليس ما ذهب إليه البعض حول الاستغناء عن النفط في غضون أربع سنوات،لأن ذلك غير موضوعي، ويفصح عن أن طريقة البعض في التناول للحقائق يأتي بالتضخيم، ويُغَيِب الحقائق، ويضاف لذلك عدم إدراك لما قيل. الصحيح هو ما قاله سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في لقائه مع قناة –العربية- وذكره تحديداً حول عام 2020، أي بعد أربع سنوات من أنه" لو توقف النفط فإننا نستطيع أن نعيش بدون نفط"، وهي إجابة تحتكم إلى العقل والحقيقة، وتعتمد على الموضوعية في تركيبة طرحها أيضاً، وهي بكل تأكيد إجابة شديدة الذكاء، ودقيقة ومتوازنة حينما كانت مشروطة بتوقف النفط. الهدف في أن المملكة ستخفف من الاعتماد على النفط بعد أربع سنوات، هو هدف رئيسي، وأصبح حقيقة ماثلة أمامنا الآن، وهو هدف سيتحقق بروح العزيمة الصادقة والمثابرة على تنفيذ خطة الرؤية بإحكام. فالرؤية المستقبلية الطموحة 2030 للمملكة التي أعلنت الاثنين الماضي ووجدت الابتهاج والارتياح من الشعب السعودي بمختلف مستوياته؛ أصبحت تُبنَى عليها آمال الجيل الحالي، وآمال الأجيال المقبلة، وليس أدل على ذلك سوى أن الابتهاج مازال متواصلاً، وردود الفعل الإيجابية مستمرة أيضاً على الصعيد المحلي.
مشاركة :