أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم (الخميس) مقتل 39 فلسطينيا وإصابة نحو 145 آخرين بجروح منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية في 28 أغسطس الماضي. وقالت الوزارة في بيان اليوم إن 39 فلسطينيا قتلوا، بينهم مسنان وثمانية أطفال، وأصيب نحو 145 آخرين في الضفة الغربية منذ يوم 28 أغسطس الماضي. ووفق البيان، توزعت حصيلة القتلى إلى 19 في جنين و10 في طوباس و7 في طولكرم و3 في الخليل. وينفذ الجيش الإسرائيلي منذ فجر الأربعاء من الأسبوع الماضي عملية عسكرية واسعة النطاق في شمال الضفة الغربية. وفي وقت سابق اليوم، قالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان إن خمسة فلسطينيين قتلوا وأصيب اثنان، أحدهما بجروح حرجة في قصف استهدف سيارة قرب طوباس. وذكر البيان، أن القتلى هم أحمد فواز فايز ابو دواس (24 عاما)، ومحمد عوض سالم أبو جمعة (30 عاما)، وقصي مجدي عبد الله عبد الرازق (26 عاما)، محمد أبو زاغة (23 عاما)، ومحمد الزبيدي (21 عاما). وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن من بين القتلى نجل زكريا الزبيدي، وهو مسؤول عسكري في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بالضفة الغربية وأحد المعتقلين الفلسطينيين الستة الذين تمكنوا من الفرار من سجن جلبوع الإسرائيلي في السادس من سبتمبر عام 2021 قبل أن يتم القبض عليهم مرة أخرى. وفي السياق، قتل شاب سادس برصاص الجيش الإسرائيلي في مخيم الفارعة جنوب مدينة طوباس، بحسب ما أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان، مشيرة إلى أن الجيش منع طواقهما من الوصول إلى الشاب لعدة ساعات قبل أن تسمح لها بنقله. وندد محافظ طوباس في السلطة الفلسطينية أحمد الأسعد، باستمرار الاقتحامات الإسرائيلية للمخيمات والمدن وتدمير بنيتها التحتية. وأكد الأسعد لوكالة أنباء ((شينخوا)) تعرض مخيم الفارعة في مدينة طوباس لتدمير واسع في البنية التحتية والخدمات، مشيرا إلى أنه في كل مرة يكون فيها اقتحام ترتفع وتيرة الدمار عن المرة السابقة. وقال إن الجهات المختصة ستباشر عملها فورا بحصر الأضرار وإعادة تأهيل وإصلاح ما يمكن من أجل تسهيل حركة التنقل في المخيم. في هذه الاثناء، أعلنت الفصائل الفلسطينية في طوباس في بيان "حالة الحداد والإضراب العام" ليشمل جميع نواحي الحياة في المدينة. من جهته، قال رئيس اللجنة الشعبية لخدمات اللاجئين في مخيم طولكرم فيصل سلامة لـ((شينخوا)) إن القوات الإسرائيلية "خلفت دمارا كبيرا في المخيم، حيث بات من الصعب التحرك في شوارعه حتى مشيا على الأقدام". وأوضح أن حجم الأضرار يقدر بملايين الدولارات، خاصة وأن الجيش الإسرائيلي دمر البنية التحتية والطرق والمنازل وأحرق عددا كبيرا من المنازل وخرب شبكات الكهرباء والاتصالات. واتهم سلامة إسرائيل بممارسة أسلوب "التضليل من خلال إطلاق حجج لا أساس لها من الصحة بأنها تلاحق البنية التحتية للفصائل الفلسطينية المسلحة"، موضحا "أن ما يتم استهدافه هو الحياة المدنية في مخيمات الضفة ضمن سياسة ممنهجة لإنهاء وجود مخيمات اللاجئين". ويواصل الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية في مدينة ومخيم جنين شمال الضفة الغربية لليوم التاسع على التوالي. وقالت مصادر محلية وأمنية فلسطينية إن القوات الإسرائيلية تواصل حصار مستشفيي جنين الحكومي وابن سينا، وتعيق عمل الطواقم الطبية حيث تخضعها للتفتيش أثناء خروجها أو دخولها إلى المستشفى. وتابعت المصادر أن الجيش الإسرائيلي يتخذ من منازل السكان مقارا عسكرية داخل المخيم بعد ترحيل عشرات العائلات منه. بدوره، أفاد رئيس بلدية جنين نضال عبيدي ((شينخوا)) بأن دمارا هائلا طال البنية التحتية في المدينة والمخيم، وهناك مناطق وكأنه قد أصابها زلزال كما جرى في الحي الشرقي. وتابع عبيدي أن المربع التجاري تم تدمير البنية التحتية فيه، فيما لا تزال عملية حصر الأَضرار غير ممكنة في ظل أعمال تجريف وتدمير مستمرة وتطال مناطق جديدة. وأعلن عبيدي تشكيل لجنة طارئة لمتابعة إعادة إعمار ما تم تدميره من خلال هيئات محلية تابعة لمحافظة جنين وشركات خاصة، مشيرا إلى أن البلدية لن تستطيع القيام بهذا العمل وحدها. وتشهد مدن ومخيمات وقرى الضفة الغربية تصاعدا في التوتر منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي. وقتل منذ ذلك الحين أكثر من 691 فلسطينيا وأصيب نحو 5700 بنيران إسرائيلية في أنحاء الضفة الغربية، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
مشاركة :