سمك، لبن، تمر هندي

  • 5/2/2016
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

نحتاج للعم غوغل كثيراً هذه الأيام حين نرغب في معرفة أسماء يقال لنا إنها أسماء مشاهير، بل أن بعضهم نجوم في عالم الفن والإعلام من دون أن ندري. اكتشافنا جهلنا بأصحاب تلك الأسماء، على رغم متابعتنا للشاشة الصغيرة، أوصلنا إلى بديهية غابت أو تكاد: هناك دائما شاشة أخرى وتلفزيون آخر تلعب في مساحته وجوه وأسماء يصعب علينا حفظ قوائمهم التي لا تحصى لسبب بسيط هو أنه يصعب علينا في الأساس التناغم مع ما يقدمونه من «فنون» ومن «إعلام» لا ننتمي إليه ولا يعنيه هو أن ينتمي إلينا. هناك دائما «ضفة أخرى» تحتمل كل شيء وأي شيء. ضفة تبدو لنا أقرب الى السيرك منها الى أي شيء آخر: مطربون ومطربات، مذيعون ومذيعات، مسابقات غريبة، وجلسات تسلية لا تجد غضاضة في اعتبار البذاءة وجهة نظر. في تلك الضفة المنفلتة من أي ضوابط يعيش أولئك النجوم الذين لا نعرفهم، والذين نحتاج بين وقت وآخر أن نهرع نحو العم غوغل لتقصي حقيقتهم ومعرفة ماذا يفعلون في «شاشاتهم» تلك. موسيقيون لا علاقة لهم بالموسيقى، ومطربون تشبه أصواتهم أي شيء إلا الغناء، وبين هؤلاء وأولئك تنمو كالفطر مجموعات من الإعلاميين الذين يتابعون تلك الموجات ويحفظون أدق التفاصيل عن حياة أبطالهم وحتى تصريحاتهم وشتائمهم، بعضهم ضد بعض، إلى حد يجعلنا نقول إن الإعلام الفني اليوم لا علاقة له لا بالنقد ولا بالفن من قريب أو من بعيد. كنا ذات زمان ننتظر صدور عدد جديد من مجلة «الكواكب» الفنية المصرية، وكان رئيس تحريرها الناقد المرموق الراحل رجاء النقاش، ولم يكن أي مثقف يجد ما يخجله في أن يقول لأصدقائه إنه يقرأ «الكواكب»، فيما أعتقد أن من يتابع البرامج الفنية التلفزيونية يجد الكثير من تلك «الغضاضة» في الإعتراف بفعلته أمام زملائه وأصدقائه المثقفين. هل كان يمكن في ذلك «الزمن الجميل» ألا تجد مذيعة تلفزيونية ما تسأل محمود درويش عنه إلا سؤالها عن أي الألوان أحب إليه؟ لا شيء يشبه ولا شيء يحترم عقل المشاهد في هذا الخليط من سمك، لبن، تمر هندي.

مشاركة :