شهد أمس الاثنين تضاعف التحركات الدبلوماسية لمحاولة إنقاذ اتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا وسط احتدام القتال في كثير من المناطق، وخصوصا في حلب. فمن جنيف، أعلن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري أمس أن المحادثات مع روسيا وشركاء الولايات المتحدة في التحالف تقترب من نقطة تفاهم بشأن تجديد وقف إطلاق النار في سوريا، بما في ذلك حول مدينة حلب. وقال كيري في بداية اجتماع مع نظيره السعودي عادل الجبير في جنيف: نقترب من نقطة تفاهم، لكن لايزال أمامنا بعض العمل، وهذا سبب وجودنا هنا. وبعد انتهاء الاجتماع، أكد الجبير أن الجهود ستبذل لضمان انتقال سياسي في سوريا دون بشار الأسد، وأن الهدنة يجب أن تشمل كل المناطق في سوريا، بما فيها حلب. وكان الجبير ندد في تصريح سابق بالتصعيد في القتال بوصفه انتهاكا لكل القوانين الإنسانية، وألقى باللوم في الضربات الجوية في حلب على القوات الحكومية. ودعا رئيس النظام السوري بشار الأسد للتنحي. وقال إن بوسع الأسد الرحيل من خلال عملية سياسية، وعبر عن أمله في أن يفعل ذلك، وإلا فستتم الإطاحة به بالقوة. وكان كيري التقى أيضا دي ميستورا في جنيف، وأكد أن ما أسماه الحرب الأهلية في سوريا أصبحت في نواحٍ عدة خارج السيطرة، متعهدا ببذل الجهود لإنقاذ الهدنة المترنحة في الساعات المقبلة. لكن كيري، وفي أكثر تعليقاته المتشائمة على الجهود الرامية لإنهاء النزاع المستمر منذ خمسة أعوام، حذر من أنه لا يريد إعطاء وعد بالنجاح. وشكر دي ميستورا على دعم العملية السياسية في خضم نزاع أصبح في نواحٍ عدة خارج نطاق السيطرة ويقلق الجميع في العالم، كما آمل. وبدوره، طالب مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا الولايات المتحدة وروسيا لمحاولة إنقاذ اتفاق وقف الأعمال القتالية وإحيائه بعد احتدام القتال في كثير من المناطق. وأصدر دي ميستورا بيانا أمس بعد اجتماعه مع كيري والجبير في جنيف وقبل السفر إلى موسكو لإجراء مباحثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الثلاثاء. وقال دي ميستورا لا يمكن إحراز أي تقدم في العملية السياسية ما لم نشهد منافع ملموسة على الأرض للشعب السوري. وتحدث أمس كيري أيضا مع لافروف في اتصال هاتفي، وقالت وزارة الخارجية الروسية إن الوزيرين دعا فيه أطراف الصراع السوري لاحترام اتفاق الهدنة. وأضافت الوزارة في بيان أن الاتصال تم بناء على مبادرة من الولايات المتحدة وأن لافروف وكيري اتفقا على خطوات سيقوم بها البلدان في المستقبل بوصفهما عضوين في مجموعة دعم سوريا. هذه التطورات جاءت فيما تجدد القصف المتبادل ليل الاحد الاثنين بين قوات النظام والفصائل المقاتلة في مدينة حلب. وقال مراسل فرانس برس في حلب تعرضت الاحياء الشرقية (تحت سيطرة الفصائل المقاتلة)، وبينها بستان القصر وصلاح الدين لغارات جوية عنيفة طوال الليل دون سقوط اصابات. من جهته، افاد المرصد السوري ليل الاحد الاثنين عن مقتل ثلاثة مدنيين، بينهم طفل، واصابة العشرات بجروح جراء سقوط قذائف محلية الصنع أطلقتها الفصائل الاسلامية والمقاتلة على الاحياء الغربية، وبينها الخالدية وشارع النيل. المصدر: عواصم - وكالات
مشاركة :