مناقشة توظيف الابتكار لتعزيز الأنشطة الاقتصادية اقتصاد المعرفة

  • 5/3/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ناقش المنتدى الوطني للإنتاجية، أولويات العمل والسياسات المطلوبة لتعزيز الإنتاجية على مستويات الاقتصاد الكلي، والأنشطة الاقتصادية والمنشآت والعمالة في سوق العمل، وإرساء تقاليد جديدة في الأعمال لترسيخ الابتكار وتوظيف التقنيات الجديدة بما يسهم في توطيد مكانة الإمارات على خارطة الاقتصاد العالمي، كما استعرضت أفضل التجارب العالمية في مجال الإنتاجية خلال المنتدى الذي نظمته وزارة الموارد البشرية والتوطين بالشراكة مع مجلس دبي الاقتصادي في فندق جراند حياة بدبي برعاية معالي صقر غباش وزير الموارد البشرية والتوطين. وأشار معالي صقر غباش في كلمة افتتح بها أعمال المنتدى، إلى أن القيادة السياسية حددت رؤية واضحة وبوصلة عمل لحكومة المستقبل بما يقود دولة الإمارات على المدى البعيد إلى مرحلة ما بعد النفط، من خلال تطوير القطاعات الاقتصادية التي تتسم بالقيمة المضافة العالية وبمستوى عال من الإنتاجية، لضمان المحافظة على وتيرة النمو الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل وتعزيز الرفاهية الاجتماعية. هيكلة وأضاف أن إعادة هيكلة وزارة العمل شكلاً ومضموناً لتصبح وزارة الموارد البشرية والتوطين، جاءت ضمن هذه الرؤية للتركيز على تطوير القوى العاملة في سوق العمل، وتأهيلها لتقوم بدورها المطلوب في تحقيق الاقتصاد المعرفي التنافسي من جهة، وتمكين المواطنين من المشاركة الفاعلة في القطاع الخاص وقيادة التحول نحو الاقتصاد المتنوع والمستدام من جهة أخرى. وأكد أن وزارة الموارد البشرية والتوطين ستسعى بشكل حثيث وصادق لتكون بمستوى تطلعات وتوجيهات وطموح القيادة الحكيمة، من خلال وضع وتنفيذ الخطط والاستراتيجيات والسياسات التي تعمل على تمكين المواطنين وجذب الكفاءات إلى سوق العمل، بما يسهم في تعزيز إنتاجية العمل، وبالتالي تحقيق مردود اقتصادي أعلى بعدد أقل من العمالة. نهضة من جانبه، أشار هاني راشد الهاملي الأمين العام لمجلس دبي الاقتصادي، في كلمته، إلى أن الإنتاجية تعتبر المدخل الأساسي لأي عملية تنموية حقيقية، ومن شأنها أن تحدد معالم المستقبل، نظراً لارتباطها بالكثير من المتغيرات الحاسمة في عملية النمو الاقتصادي من قبيل الكفاءة الاقتصادية، والتنويع الاقتصادي، ورفع مستوى معيشة الأفراد. مستقبل وقال: إن دولة الإمارات وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تشهد نهضة اقتصادية قوامها رؤية استراتيجية واعية تجسدت برؤية الإمارات 2021، والتي تهدف إلى خلق بيئة مواتية لتعزيز التنافسية، وتتطلع إلى مستقبل تصطف فيه الدولة إلى جانب الاقتصادات المتقدمة، وإلى هدف أسمى هو أن يكون المجتمع الإماراتي الأسعد في العالم. واعتبر أن هدف رفع الإنتاجية ليس قراراً تتخذه إدارة المؤسسة أو استخدام تقنية معينة فحسب، بل هو نتاج مجموعة من الأطر والأنظمة والقوانين والسياسات، كما أنه جزء من ثقافة الأعمال في الدولة ومكون مهم في منظومة القيم الاجتماعية. حضر المنتدى مبارك سعيد الظاهري وكيل وزارة الموارد البشرية والتوطين، ومروان الصوالح وكيل وزارة التربية والتعليم، وماهر العوبد وكيل وزارة الموارد البشرية والتوطين المساعد لشؤون التفتيش، والدكتور عمر النعيمي وكيل الوزارة المساعد لشؤون السياسات والاستراتيجية، وممثلون عن مؤسسات حكومية وعن القطاع الخاص، وخبراء وأكاديميون ومتخصصون على المستويين المحلي والدولي. تجارب دولية وناقشت الجلسة الرئيسية إنتاجية العمل من منظور التجارب الدولية، مستعرضة قضايا ودروساً للبلدان الغنية بالموارد والمرتفعة الدخل، حيث ترأسها الدكتور عبدالرزاق الفارس الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية في مجلس دبي الاقتصادي. من جهتها، أكدت الدكتورة كاثرين مان كبير الاقتصاديين في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، خلال الجلسة، أهمية استخدام رأس المال المستند إلى المعرفة والعمل من أجل تعزيز خطط وبرامج تشغيل الشباب وإعطائهم كل الفرص الممكنة لنشر ثقافة الابتكار والإبداع لتحسين الإنتاجية، مشيرة إلى أن هناك تحديات عدة مشتركة تواجه اقتصاديات العالم الكبيرة والمتوسطة والصغيرة في الإنتاجية. وقالت إن دولة الإمارات تعمل على تعزيز الاقتصاد المعرفي وتنمية رأس المال البشري، إضافة إلى تبنيها استراتيجية تمكين السيدات في سوق العمل، الأمر الذي جعلهن يحصلن على الشهادات العليا والوظائف المختلفة في القطاعات الاقتصادية والمناصب القيادية في الدولة. إنتاجية العمل وشهدت الجلسة الأولى تقييم إنتاجية العمل في دولة الإمارات، حيث ترأسها الدكتور عمر النعيمي وكيل وزارة الموارد البشرية والتوطين المساعد لشؤون السياسات والاستراتيجية. واستعرض الدكتور إبراهيم البدوي مدير مركز السياسات والأبحاث الاقتصادية في مجلس دبي الاقتصادي، خلال الجلسة الإنتاجية على المستوى الكلي والقطاعي وإنتاجية العمل، بعض السياسات والآليات التي تؤدي إلى رفع مستوى الإنتاجية بشكل عام، والتي جاء في مقدمتها التركيز على زيادة إنتاجية العمال وعدم الاكتفاء فقط بخطط تقديم خدمات متميزة إلى العملاء، مشيراً إلى اتجاه دولة الإمارات إلى الاعتماد على سياسات وخطط اقتصادية غير تقليدية، حيث بدأت خططها نحو الاستثمار في الصناعات وتقليل الاعتماد على اقتصاد النفط. وتحدث في الجلسة الدكتور أحمد بن حسن الشيخ، رئيس مجلس إدارة دوكاب، مشيراً إلى أن دولة الإمارات كانت تعتمد بشكل كبير في سبعينيات القرن الماضي على العمالة الرخيصة، نظراً لكثافة مشروعات البنية التحتية التي تحتاج لأعداد كبيرة من العمالة غير الماهرة، في حين تعتمد الآن وبشكل كبير على العمالة الماهرة، خصوصاً بعد توجهها نحو الاقتصاد غير النفطي الذي يتضمن الاستثمار في مشروعات تحتاج إلى وظائف غير تقليدية. عمالة وقال أحمد سيف بالحصا رئيس مجموعة بالحصا ورئيس جمعية المقاولين، إن الإمارات أصبحت محطة ومركزاً دولياً لتدريب العمالة، مشيراً إلى أنه في ظل التحولات والتغيرات التي تشهدها السياسات الاقتصادية، يتطلب التركيز على العمالة الوطنية وهو يستدعي الإسراع في عملية تأسيس وإنشاء معاهد ومراكز التعليم المهني، إضافة إلى الاتجاه نحو تغيير أسلوب العمل في البناء وتقليل الاعتماد على العمالة الكثيفة من خلال تعزيز استخدام أدوات التكنولوجيا الحديثة. وأشار الدكتور عبدالله الكرم المدير العام لهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، إلى أن نشر المعلومات للجميع، وخلق أجواء السعادة يزيد من معدلات الإنتاجية، إضافة إلى إعادة المفاهيم المطلوبة من التعليم بحيث يتوافق مع احتياجات المجتمع. مؤشرات كما تحدث في الجلسة الدكتور سعيد عبدالله الأمين العام المساعد للسياسات والبحوث في المجلس الاتحادي للتركيبة السكانية، مشيراً إلى أنه كلما ارتفعت مؤشرات الإنتاجية ترتفع معها المؤشرات الخاصة باحتياجات سوق العمل، الأمر الذي يخلق مزيداً من فرص التوظيف، ما يدعم خطط التوطين في القطاع الخاص. من جانبها، أوضحت منى السويدي المدير التنفيذي لقطاع الإحصاء بالإنابة في مركز الإحصاء بأبوظبي، أن مؤشرات الإنتاجية التي أجراها المركز خلال السنوات الماضية، بيّنت أن النسبة الكبرى من الإنتاجية تركزت في قطاع النفط، حيث انعكس ذلك على ارتفاع الأجور مقارنة بالقطاعات الأخرى. سلطت الجلسة الثانية الضوء على إنتاجية العمل والابتكار والتحول إلى اقتصاد المعرفة، وترأسها تريفور ماكفرلين المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة الأسواق الناشئة. وقدم الدكتور سين هوم نائب عميد كلية إدارة الأعمال في الجامعة الوطنية في سنغافورة، عرضاً تناول تجربة سنغافورة في إدارة إنتاجية العمل. وقدم الدكتور رايموندو سوتو، أستاذ مساعد في معهد الاقتصاد بجامعة تشيلي، عرضاً عن إنتاجية العمل والانتقال إلى اقتصاد المعرفة.

مشاركة :