قال الدكتور هانسيورغ هيرتزوغ، الشريك في شركة فيش لإدارة الأصول المتخصصة في تحليلات الائتمان وإصدار السندات القابلة للتحويل، ومقرها زيورخ، إن الإجراءات المالية المشجعة على الاستثمار التي تقودها الإمارات في المنطقة ستدعم خططها الرامية إلى جذب المزيد من الشركات العالمية للاستثمار في أسواقها، مشيراً إلى أن تحليل التصنيف الائتماني السيادي للدولة الذي قامت به فيش في أبريل الماضي عند A هو الأعلى بالمقارنة بدول مجلس التعاون A-، ويماثل تقييم الولايات المتحدة، وأعلى من معظم نظرائه في الدولة الأوروبية. وأوضح هيرتزوغ، خلال مؤتمر صحافي في دبي أمس، أن سياسات تنويع مصادر الدخل وتشجيع الخصخصة والتنافسية ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، ورفع مستوى سهولة الأعمال التي تقودها دبي، علاوة على التقييم الائتماني المرتفع للإمارات والمتوقع استقراره بالرغم من انخفاض أسعار النفط، تبرز على السطح في هذه الآونة العديد من الفرص الاستثمارية في السندات القابلة للتحويل التي قد تصدرها الدولة على المستوى السيادي أو مستوى الشركات في العديد من القطاعات، خصوصاً أن تلك السندات تمثل ركناً أساسياً من خطة تمويل عجز الميزانيات، لافتاً إلى أن الشركة لا تقوم بتقييم دبي، لأن الجهود التي تقوم بها الإمارة في التنويع والإصلاحات الاقتصادية والمالية باتت نموذجاً لباقي دول المنطقة، وتمكن الإمارة من الوصول إلى أسواق المال بسهولة والحصول على أسعار جيدة، مؤكداً أن دبي تسير على الطريق الصحيح في كل الإصلاحات التي تتخذها. فرص وأضاف: نحن نعتقد أن هذا الوقت مثيرٌ جداً للأسواق في المنطقة. وسيقدم السيناريو الحالي الكثير من الفرص المثيرة للاهتمام بالنسبة إلى المستثمرين، ونحن من جهتنا عازمون على المشاركة بفعالية فيه. ويذكر أن منظومة حوكمة الشركات لا يزال لديها مجال للتحسّن، وهذا الأمر سيؤثر في قوة التسعير، كما أن الحوار المفتوح مع المستثمرين سيؤثّر إيجاباً في التقييمات الائتمانية للمصدرين. وأفاد أن استمرار الإمارات في تطبيق الإصلاحات يدعم استقرار تصنيفها الائتماني، بالرغم من توقعات الشركة بتوجه التصنيف الائتماني في الأسواق الناشئة نحو الانخفاض، بسبب ارتباطها القوي بأسعار النفط والسلع. وأضاف أن السيناريو الأمثل لسدّ عجز الميزانية في دول المنطقة الذي قدّر صندوق النقد الدولي حجمه بنحو 900 مليار دولار خلال الفترة من 2016 إلى 2021. شفافية ولفت إلى أن العديد من الشركات الإماراتية أظهرت في الفترة الماضية مستوى عالياً من الشفافية والتواصل، ومنها دبي العالمية وطيران الإمارات وبنك أبوظبي الوطني وماجد الفطيم، لافتاً إلى أن الشركة السويسرية التي تدير أصولاً تصل إلى 9.4 مليارات دولار، منها 10% في دول الخليج، تستثمر في السندات القابلة للتحويل في بعض تلك الشركات. وأضاف أن حجم سوق السندات القابلة للتحويل في العالم التي تعتبر فئة استثمارية منفصلة يصل إلى 400 مليار دولار، لافتاً إلى أن الشركة تدير 2% من هذا السوق. وأضاف: :نؤكد التزامنا بالاستثمار في السندات القابلة للتحويل في المنطقة التي نتوقع أن يراوح حجم إصدار السندات الإجمالي فيها من 300 إلى 400 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، أو ثلث حجم العجز الحالي في الميزانيات. طيران الإمارات صنّف تقرير الائتمان، الصادر عن شركة فيش لإدارة الأصول، قيمة شركة طيران الإمارات في السوق بفئة BBB بالنسبة إلى إصدار الديون غير المضمونة. وأبرز التقرير نقاط قوّة الشركة، مثل سجلها الحافل كشركة طيران ناجحة، إضافة إلى البيئة التشغيلية والتنظيمية المثالية في دبي. أما بالنسبة إلى نقاط الضعف الرئيسة، فتضمّنت المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية، جنباً إلى جنب مع انخفاض أسعار النفط.
مشاركة :