فقدت الساحة الفنية التشكيلية السعودية، اليوم الخميس، الفنانة التشكيلية الرائدة "صفية بن زقر" التي انتقلت إلى رحمة الله تعالى بعد مسيرة حافلة مع الإبداع والفن التشكيلي، ولها إسهاماتها البارزة في هذا المجال، وتُعد من رواد الحركة الفنية التشكيلية وأحد مؤسيسه في المملكة العربية السعودية، والحاصلة على وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى.وسوف يصلى عليها بمشيئة الله تعالى بعد صلاة يوم غدا الجمعة مباشرة في مسجد الجفالي بجدة، والدفن في مقبرة أمنا حواء، وسيقام العزاء إبتداءاً من غدا الجمعة ولمدة ٣ أيام، للرجال في منزل بن زقر الكائن في حي العزيزية، وللسيدات في دار الأبار الكائن في حي الروضة أمام ممشى التحلية من الساعة ٠٦:٠٠م إلى الساعة ٠٩:٣٠م.البدايات الدراسية والفنيةوُلدت الفنانة الراحلة صفية بن زقر -يرحمها الله- في حارة الشام في مدينة جدة عام 1940، وعندما بلغت السابعة من عمرها انتقلت مع أهلها إلى القاهرة، وهناك حصلت على الشهادة الإعدادية عام 1957، والشهادة الثانوية الفنية في 1960، وبعد ذلك غادرت القاهرة نحو بريطانيا التي بقيت فيها ثلاثة أعوام، وفي أواخر 1965 عادت إلى القاهرة لتنمية هواية الرسم عن طريق الدروس الخصوصية، وأخيراً التحقت بكلية "سانت مارتن" للفنون في لندن ضمن برنامج دراسي لمدة عامين، حصلت بعدها على شهادة في فن الرسم والجرافيك.بدأت مشوارها الفني بإقامة أول معرض لها عام 1968 في مدرسة دار التربية الحديثة بجدة، ثم أقامت بعدها العديد من المعارض المحلية في مدينة جدة والظهران والرياض والجبيل والمدينة المنورة وينبع وأبها، والعديد من المعارض الدولية في كل من باريس وجنيف ولندن.وفي مطلع عام 2000، وبعد أن أمضت ثلاثين عاماً في مجال الفن التشكيلي، قامت الراحلة بتأسيس "دارة صفية بن زقر" في جدة، والتي تضم لوحاتها ومقتنياتها الفنية، وكذلك مرسمها ومكتبتها الخاصة، وتستقبل الدارة الزوار والباحثين، وتُقام فيها ورشات عمل فنية وتعليمية للكبار والصغار، ومحاضرات ثقافية فنية للمهتمين بالأدب والفنون التشكيلية.كتابات ومؤلفات وعضوياتللفنانة بن زقر كتابات فنية في عدة صحف محلية، وألقت العديد من المحاضرات في مدينتي جدة والرياض، وفي نادي سيدات القاهرة، كما أسهمت في تحكيم العديد من المعارض الفنية للناشئة والأطفال، ولها مجلس فني أدبي ثقافي يعقد شهرياً، وتم اقتناء بعض أعمالها الفنية في المملكة العربية السعودية وأميركا وإنجلترا واليابان والسويد وإسبانيا ولبنان.وصدر لها عدة مؤلفات منها: كتاب "المملكة العربية السعودية: نظرة فنانة إلى الماضي" باللغتين الفرنسية والإنجليزية، وكتاب "رحلة عقود ثلاثة مع التراث السعودي" الذي يستعرض أهداف دارة صفية بن زقر ونشاطاته.وكانت -يرحمها الله- عضو مؤسس لبيت التشكيليين في جدة، وعضو أول في الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، واشتهرت بتوثيقها في رسوماتها للفلكلور والمظاهر الاجتماعية والثقافية والمعمارية لمدينة جدة ومنطقة الحجاز.وسام الملك عبدالعزيزمن أبرز الجوائز التي فازات بها خلال مسيرتها الفنية الطويلة: فازت بجائزة "كأس ودبلوم دي إكسيلانس" من جرولادورا عام 1982 في إيطاليا، وجائزة المفتاحة من الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير.وفي عام 2016 مُنحت الفنانة الكبيرة صفية بن زقر وسام الملك عبدالعزيز في مهرجان الجنادرية 31، حيث تم اختيارها "الشخصية الثقافية" لمهرجان الجنادرية 31، وتم تكريمها من قبل الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومنحها وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى.
مشاركة :