نجح رائدا فضاء من كبسولة تابعة لشركة "سبيس إكس" الأمريكية في خوض أول تجربة سير في الفضاء خلال مهمة "بولاريس دون"، خلال رحلة خاصة نظمتها الشركة، فيما استمرت عملية السير لما يقرب من 10 دقائق. وكان الرائدان مربوطين بالمركبة "كرو دراجون" الفضائية، بينما كان رائدان آخران يراقبان من الداخل، على بُعد مئات الأميال من الأرض.   وأشاد "بيل نيلسون" مدير إدارة الطيران والفضاء الأمريكية "ناسا" بتجربة السير في الفضاء، حيث أسهمت "ناسا" في تمويل تطوير "كرو دراغون" منذ ما يقارب عقداً من الزمن.  وكتب "نيلسون" عبر صفحته الرسمية على موقع "إكس": "نجاح اليوم يمثل قفزة عملاقة إلى الأمام لصناعة الفضاء التجارية وهدف ناسا طويل الأجل لبناء اقتصاد فضائي أمريكي قوي". وتعد هذه هي أول عملية تجول في الفضاء في التاريخ لطاقم رحلة خاصة، يشارك فيها رواد غير محترفين، إذ بدأت عملية السير في الفضاء رسمياً عندما بدأ الأوكسجين يتدفق إلى بدلات رواد الفضاء، وفق ما أوضحت "سبيس إكس" خلال بث حيّ للحدث. وخرج الملياردير "جاريد إيزاكمان" أولاً، تلته مهندسة الشركة "سارة جيليس"، ليصبحا أول شخصين غير منتمين لمنظمة حكومية يقومان بمثل هذه الرحلة في الفضاء.  كما نجحت المهمة في اختبار معدات، منها بدلات فضاء خفيفة وعملية لخفض الضغط بالكامل في مقصورة "كرو دراجون"، وهي تقنية يمكن استخدامها في مهام فضائية خاصة مستقبلية. وقال "إيزاكمان" بعد خروجه من المركبة الفضائية، بينما يلمع ضوء الكوكب نصف المضاء على بُعد 700 كيلومتر: "في الوطن لدينا جميعاً الكثير من العمل الذي يتعين علينا القيام به، ولكن من هنا، تبدو الأرض بالتأكيد وكأنها عالم مثالي". وتهدف الرحلة إلى اختبار بدلات "سبيس إكس" الأولى المخصصة للتجول في الفضاء، وهي بيضاء وذات مظهر استشرافي، وتجري عملية التجوّل في الفضاء على ارتفاع حوالي 700 كيلومتر فوق الأرض، علماً بأن محطة الفضاء الدولية تتمركز على ارتفاع نحو 400 كيلومتر. جدير بالذكر أن الإعداد للرحلة بدأ عام 2021، عندما أعلن "جاريد إيزاكمان" الملياردير الأمريكي، تحمله لتكاليفها، بجانب تحمله لتكاليف 3 مقاعد أخرى على متن المركبة المتجهة للفضاء، دون أن يعلن عن المبلغ المالي الذي دفعه من أجل هذه الرحلة الأولى من نوعها.  وخلال الـ3 سنوات الماضية خضع "إيزاكمان" للعديد من التدريبات ليتمكن من السير في الفضاء، وهذا ما حققه منذ ساعات قليلة واستطاع أن يسير لمدة تزيد عن الـ10 دقائق بقدر بسيط، ليتصدر اسمه جميع الصحف العالمية.