من المتوقع أن يقوم المرشحان الرئيسان دونالد ترمب وهيلاري كلينتون باتخاذ مداخل مختلفة كلية تجاه العلاقة مع روسيا إذا تم انتخاب أي منهما رئيسًا للولايات المتحدة. الكرملين حاليًا ينظر إلى المرشحين ويقيمهما بصورة براجماتيك (عملية). من الواضح أن المرشح الجمهوري دونالد ترمب والمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون هما المرشحان اللذان سيخوضان انتخابات عام 2016ولدى كل واحد من هذين المرشحين رؤية مختلفة حول مستقبل العلاقات الأمريكية مع روسيا ولذا فمن الصعب على الكرملين توقع ما ستكون عليه هذه العلاقات فيالسنوات القليلة المقبلة. الآن يبدو أن القيادة الروسية تميل إلى ترمب في نهاية المطاف فقد تعهد المرشح الجمهوري الرئيس أنه سيتوافق مع روسيا وسيؤسس لحوار جاد في روسيا حول السياسة الخارجية مع الكرملين فإلى أي حد يا ترى يتوقع الكرملين أن تتحسن العلاقة مع واشنطون في ظل الرئاسة المحتملة لترمب. المتشككون يحاججون بأن دعم بوتين لترمب هي طريقة ذكية من الكرملين لفتح مناقشات حول ضعف المؤسسة السياسية الأمريكية وتسيب نظام الانتخابات الأمريكي، وبناء على هذا التفسير فإن مجيء ترمب للرئاسة سيكون بمثابة هدية للكرملين تثبت أن أمريكا تتدهور وسرعان ما تتراجع وراء السياسات الروسية. ويتوقع مراقبون أكثر من ذلك أن رئاسة ترمب ستكون مفيدة لروسيا حيث إنها ستضعف أمريكا إذ يبدو أن ترمب متردد في استخدام القوة وينادي بنوع جديد من العزلة كما أن شكوكه في جدوى وفائدة النيتو ببدو وقعها كالموسيقى على الآذان الروسية. لكن ترمب يذهب مع ذلك وراء التوقعات فترمب سيتوجه للنخبة الروسية بالإضافة إلى قدرته على إزالة أي أو كل الصور النمطية للسياسة الأمريكية، وترمب بالإضافة على ذلك عملي (براجماتيك) وهو قائد حقيقي ولديه كثير من الصفات التي تروق للكرملين الذين يعولون كثيرًا على العلاقات الشخصية بين قادة الدول. أما هيلاري كلينتون المرشحة الديمقراطية فأمرها مختلف فبعد عملها لعقود في السياسة الأمريكية فهي بنظر الكرملين ستتعامل بالصور النمطية الأمريكية المعهودة بما فيها تلك السياسات التي كانت معتمدة إبان تسلمها لوزارة الخارجية. وبالطبع هي بخلاف ترمب، تعرف الكثير عن موسكو ولديها وجهات نظر واضحة وهذا يجعل الكرملين يتوقع سياسة معروفة من قبلها يسهل التنبوء بها. وفي الوقت نفسه تعتبر شخصًا أقرب لشخصية المرأة الحديدية التي من الصعب التعامل معها، ولدى القيادة الروسية ذاكرة طويلة مليئة بتصريحاتها حول الرئيس بوتين ومناداتها بإيقاف زحف الإمبراطورية الروسية ومعارضتها لما يسمى بمجال التأثير الروسي وحماسها لسياسات التدخل في ليبيا وسوريا وأوكرانيا. وعندما تجيء للرئاسة من المرجح أن تعبر عن الحاجة للديمقراطية وحقوق الإنسان و ضرورة تغيير الأنظمة بالقرب من الحدود الروسية. وهذا سيؤدي لردود فعل سلبية من قبل موسكو.
مشاركة :