الأدب الرقمي حقيقة أم خيال!

  • 5/3/2016
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

ذات مساء، وجدت هذا العنوان على لوحة إعلانية في محافظة المخواة للإعلان عن ندوة للزميل والصديق ناصر بن محمد العمري، رئيس قسم الإعلام التربوي في “تعليم المخواة”، فشدَّني كثيراً، وأبحرت بخيالي بعيداً، لاسيما أن الإعلام الجديد لم يكن وقتها قد ظهر بكامل قنواته. احتدم النقاش في تلك الندوة حول أهلية الأدب الرقمي الموجود على شبكة الإنترنت، والاعتداد به، والبحث عن سلبياته وإيجابياته. واليوم، ونحن نعيش الثورة المعرفية في عصر الإعلام الجديد، يحق لنا أن نسأل: إلى أين يسير الأدب، وهل فعلاً استفدنا من تلك الثورة، وسخَّرناها لنُخرج أدبنا القديم والجديد إلى مسرح الحياة بشكل يليق به؟ لقد تابعت خبراً قبل فترة عن تحول ندوة “وسائل الإعلام الجديد”، التي استضافتها جامعة أوكسفورد البريطانية إلى محاكمة للعولمة المسؤولة عن استخدام الثورة الرقمية في تغيير المجتمعات. وهناك ثمة تساؤل حول كيفية تجديد فكر بعض النقاد الأوفياء، إن صح التعبير، للإبداع الكتابي، الذين لا يرون أنفسهم خارجه؟ فعلى مستوى الأدب الغربي، بحسب بعض المواقع الأدبية، يؤرِّخ النقاد لظهور هذا النوع الأدبي فيه برواية ميشيل جويس “الظهيرة”، “قصة سنة 1986م”، وفي العالم العربي، يرجِّح المتتبعون أن مؤسس الأدب التفاعلي والرقمي، هو الروائي والناقد الأردني محمد سناجلة، من خلال روايته “ظلال الواحد”، وبعد ذلك روايتَي “شات”، و”صقيع”. ومن خلال مشاهداتي اليومية رأيت بعض التوظيف الإيجابي لعدد من برامج التواصل الاجتماعي من خلال بعض المعرِّفات التي رسمت بشكل جميل ورائع فلاشات أدبية للأدب العربي بقالب إبداعي و”جذَّاب”. وعلى الرغم من استغلال قلةٍ من الناس تلك البرامج بشكل سلبي لا يروق للعقلاء، ولا يرضي مجتمعنا، إلا أن الخير مازال موجوداً فهناك نماذج حية عكست هذا التوجه من خلال بعض الحسابات التي خدمت الأدب وفنونه. وحين أستعرض أدبنا وتاريخه، وأتابع الأدب الساخر عبر التاريخ، أسأل نفسي وأرباب الفكر والأدب: هل سيجد الأدب مكانه بين تلك البرامج؟ وهل ستخدمه أم سيخدمها؟ وهل سنرى مادة أدبية جديدة عبر بعض المواهب التي برزت في الأدب الساخر، فتنقل إلينا ملامح من عبق الأدب القديم؟ بكل صراحة، قرأت عن بعض الإحصاءات، ووجدت أن شعبنا السعودي من أكثر الشعوب استخداماً للإعلام الجديد، إن لم يكن يتصدر القائمة. أعود إلى تلك الندوة التي مضى عليها عقد من الزمن وأسأل: هل كان صديقي أبو أيمن يتنبأ حينها بهذه الإحصائية؟ وهل أبحر بخياله لاستقبال عاصفة الإعلام الجديد؟

مشاركة :