باحث بريطاني: الصين متفوقة دائما على غيرها في العلاقات مع أفريقيا

  • 9/14/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

نشر موقع جريدة "عرب نيوز" السعودية مؤخرا مقالا بعنوان "لماذا يتودد العالم وخاصة الصين إلى أفريقيا؟"، كتبه أندرو هاموند، الباحث في مركز الدراسات الدولية والدبلوماسية والإستراتيجية الكبرى في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية. وأشار في المقال إلى أن الصين كانت دائما في طليعة الدول في تطوير علاقاتها مع الدول الأفريقية. ويرى هاموند أن تعزيز التواجد في أفريقيا ليس مقتصرا على الولايات المتحدة فقط، بل تسعى دول أخرى مثل روسيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وتركيا والهند إلى تحقيق نفس الهدف. وذكر أن الصين تجاوزت في عام 2009 الولايات المتحدة لتصبح أكبر شريك تجاري لأفريقيا، وسجل حجم التجارة بين الصين وأفريقيا في عام 2023 مستوى قياسيا بـ282.1 مليار دولار. وحاليًا، تصدّر أفريقيا نحو خُمس منتجاتها إلى الصين، وقد تضاعفت قيمتها، المحسوبة بالدولار الأمريكي، أربع مرات منذ عام 2001. وأوضح هاموند أن بكين تسعى بشكل خاص إلى تعزيز ربط مبادرة "الحزام والطريق" بالخطط التنموية لبلدان القارة الأفريقية، وتتقدم على غيرها في التعامل مع أفريقيا، في الوقت الذي يزداد فيه التنافس العالمي على بسط النفوذ في القارة، حيث أصبحت الولايات المتحدة، على سبيل المثال، تعيد اهتماما متزايدا للقارة السمراء بعد أن كانت تعاملها باستجابة روتينية. ووفقا لمعهد الدراسات الصينية الأفريقية بجامعة جونز هوبكنز الأمريكية، فإن الصين ظلت تتفوق على الولايات المتحدة في الاستثمار المباشر في أفريقيا منذ أكثر من عقد. وخلال العشرين سنة الماضية، انخفض حجم التجارة بين الولايات المتحدة وأفريقيا بحوالي 50%، لتصل في عام 2023 إلى نحو 70 مليار دولار فقط. وباتت الولايات المتحدة تحتل المرتبة الثالثة في قائمة شركاء أفريقيا التجاريين، بعد الصين والهند. ودقّت أجراس الإنذار في واشنطن، ليس فقط للتفوق الاقتصادي المتنامي للصين في أفريقيا، بل أيضًا للتداعيات الجيوسياسية المترتبة عليه. فحاول الرئيس الأمريكي جو بايدن تعزيز سياسة "أفريقيا المزدهرة" في مسعى لزيادة حجم تجارة بلاده مع أفريقيا وتعزيز الاستثمارات في مجالات الصحة والطاقة والمناخ والتكنولوجيا الرقمية. ومن بين المشاريع التي اقترحتها الولايات المتحدة إعادة إحياء ممر لوبيتو. ورغم هذه المبادرات الجديدة، ما زالت الجهود الأمريكية في أفريقيا تواجه تحديات، تتجلّى في استطلاع للرأي أجرته مؤسسة جالوب أبريل الماضي، وكشف أن نسبة التأييد للولايات المتحدة في أفريقيا انخفضت بمقدار 3 نقاط مئوية، أي من 59% إلى 56%، مقابل نسبة التأييد للصين التي ارتفعت من 52% إلى 58%. وإلى جانب الصين والولايات المتحدة، فإن الدول الأوروبية، ولاسيما بريطانيا وفرنسا، تبدي أيضا اهتماما بالغا بأفريقيا، كما تسعى روسيا لتعزيز علاقاتها مع القارة. ولا يعكس تصاعد اهتمام هذه الدول بأفريقيا فقط إمكانات النمو الاقتصادي للأسواق الناشئة هناك، بل أيضا اعتباراتها المتعلقة بالأمن الدولي.

مشاركة :