رفع المشاركون في ندوة ” المسجد الحرام فضائله وآدابه وأحكامه ” التي نظمتها جامعة أم القرى ممثلة في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالتعاون مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في ختام ندوتهم التي عقدت الأربعاء الماضي، شكرهم وعرفانهم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – لموافقته الكريمة على إقامة هذه الندوة ، وعنايته ببحث الموضوعات التي تخدم المجتمع ، وتعالج قضايا الأمة الإسلامية ، كما رفعوا شكرهم لسمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد ولسمو أمير منطقة مكة المكرمة – وفقهم الله – على رعايتهم الكريمة ودعمهم المتواصل لكل ما يحقق مصلحة الأمة. وخلص أصحاب المعالي والفضيلة العلماء المشاركون في بيانهم الختامي إلى أهمية تعريف المسلمين بمكانة المسجد الحرام وفضائله وآدابه وأحكامه ؛ داعين أهل العلم والإيمان الاسهام بدورهم لتوعية الناس بآداب المسجد الحرام من خلال الدروس والخطب والبحوث ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي استشعاراً منهم كعلماء لتعظيم الأمة لشعائر الله تعالى ومراعاتهم لحقوق الله وحقوق عباده، ليعملوا على ضوئها ، وليعبدوا الله على علم وبصيرة. وأكد العلماء في بيانهم، على قاصدي البيت الحرام مراعاة الأنظمة والتعليمات والضوابط التي وضعت للمحافظة على المسجد الحرام ومرتاديه ليؤدي رسالته على أكمل وجه، سواء ما يتعلق منها بمنع الجلوس والصلاة في الممرات، أو إدخال الأطعمة والأشربة غير المصرح بها ، أو جلوس النساء في الأماكن المخصصة للرجال ، أو العكس، ونحو ذلك . ورأى البيان، أن انشغال بعض مرتادي المسجد الحرام بما ليس من العبادة كالمحادثات والمراسلات والتصوير داخل المسجد الحرام لغير حاجة ماسة أقرب إلى الكراهة منها إلى الإباحة ؛ لمنافاته المقصد الشرعي من بناء المساجد وهو الصلاة وقراءة القرآن وذكر الله تعالى ، وأما التصوير حال الطواف أو السعي او المكث في المسجد الحرام بقصد إعلام الناس فهذا أقرب للتحريم ؛ لمنافاته إخلاص العبادة لله تعالى . كما أكد العلماء في بيانهم على حرمة البيع والشراء وما يلحق به من عقود المعاوضات في المسجد الحرام حرام إذا زاد عن قدر الضرورة أو الحاجة الشديدة ، ومما تدعو له الحاجة الشديدة كتأجير العربات في داخل المسجد الحرام للعاجز عن المشي، مطالبين بتخصيص موقع لتأجير العربات خارج المسجد الحرام. ورأى المشاركون في بيانهم، أن الصف الأول داخل المسجد الحرام هو الصف المتصل مما يلي الإمام ، وأما الصفوف المتقدمة على الإمام من غير جهته فإنها ليست صفوفاً أُوَل بالمعنى الشرعي ، وإن كانت صفوفاً أُوَل بالمعنى اللغوي، ولا يقال إنهم متقدمون على الإمام ؛ وذلك لأنهم في غير جهته ، ولا يجوز للمأموم أن يتقدم على الإمام في جهته إلا في حال الزحام الشديد إذا لم تمكن الصلاة خلفه أو بمحاذاته، لأن من الأصول المقررة في الشريعة التفريق بين حال القدرة والعجز، وأن الطاعة على حسب الطاقة . كما رأوا في بيانهم، أن من قطع طوافه لعذر فله إكماله ولا حرج عليه ، وأما من قطعه لغير عذر وطال زمانه فلا بد من استئنافه من جديد ؛ لأن العبادة لا بد من بناء بعضها على بعض. وأكد العلماء في بيانهم، أن المسعى يعتبر مشعراً مستقلاً له أحكامه الخاصة به ، وينبني على ذلك أن اتصاله بالمسجد الحرام لا يغير تلك الصفة ، ولا يكتسب بها أحكام المسجد الحرام ، ويستثنى من ذلك أحوال الزحام ؛ مراعاة للعذر ، لا لأن المسعى من المسجد الحرام . وأوصى المشاركون في الندوة ببذل المزيد من الجهد في بحث الأحكام والنوازل المتعلقة بالمسجد الحرام واستقصاؤها وتحريرها ، وجمعها في موسوعة علمية بعنوان ” موسوعة الأحكام المتعلقة بالمسجد الحرام “. كما أوصوا بتكوين لجنة مشتركة بين جامعة أم القرى ممثلة في كلية الشريعة والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لإعداد مطبوعات مختصرة لما يهم المسلم معرفته من آداب المسجد الحرام وأحكامه ، بلغة سهلة وواضحة ، وترجمتها إلى أهم اللغات العالمية، إلى جانب تكوين لجنة أخرى مشكلة من الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، لتطوير معهد الحرم المكي وكلية الحرم المكي، لتكون نواة لجامعة الحرم المكي الشريف. ورأى البيان، التوسع في دراسة الجوانب التاريخية المتعلق بالمسجد الحرام، لا سيما أنها لا تزال مجالاً خصباً للباحثين والباحثات ، خاصة في العهد السعودي الزاهر، كما أوصي المشاركون بتكرار واستمرار هذه الندوة ؛ لما يرجى منها من آثار طيبة ومخرجات نافعة ، في ظل التوجيهات السديدة للقيادة الرشيدة. وتقدم المشاركون في ختام ندوتهم بالشكر – بعد شكر الله تعالى – لمعالي وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى، ومعالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس ، ومعالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس على إقامة هذه الندوة والموضوعات التي تناولتها . كما تقدموا بالشكر للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ؛ لتعاونها في هذا المجال ، ولكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى على عنايتها بتنظيم المؤتمرات والندوات والملتقيات العلمية المتنوعة ؛ لما تعود به هذه المناشط العلمية من النفع على البحث العلمي وخدمة المجتمع.
مشاركة :