ورش مسرحية لصنع حركة مسرحية

  • 9/15/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تمثل الورش المسرحية لتدريب الممثل وصقل مواهبه خير معين لحركة الفعل الدرامي فالمسرح أبو الفنون والسوق بحاجة لمواهب صقلت تجاربهم الأدائية وبالملاحظة أستطيع أن أقول إنه يوجد عندنا مواهب مهمة تحتاج إلى صقل وتدريب مكثف وإحساس بإيقاع الجمهور ومتطلباته. قبل أكثر من 35سنة داومت على حضور مهرجان المسرح التجريبي في القاهرة وتقريبا حضرت أكثر من 15 دورة من هذا المهرجان وكان السؤال المطروح دائما "ما هو المسرح التجريبي؟" علما أنه ينظر إليه كحركة مسرحية حداثية، ولأن الجميع كان يتحدث عنه بحذر لعدم الفهم والحيرة كانت الفرق المشاركة تقدم عروضاً غير جماهيرية وفي كثير من الأحيان هي غير نخبوية. كانت عروض الرابط بينها غرائبية المضمون وكان الناس يسيرون مستسلمين للرؤية الأوروبية حول أزمة المسرح ووجوب البحث عن مسرح جديد وهي حالة قد شهدناها من قبل حين تناول بعض مثقفينا الحداثة وما أنتجت من إبداع وكيف تعامل معه النقد، ثم قفزوا بنا إلى ما بعد الحداثة من غير أن يكون هناك إنتاج إبداعي أو نقدي يمثل هذه المرحلة ولم يكتفوا بذلك بل قفز بنا أحدهم إلى المرحلة التي تتلو مرحلة ما بعد الحدثة وهي مرحلة "النقد الثقافي" كما أطلقوا عليها فتحرج النقد التقليدي الأكاديمي أن يظهر نفسة حتى لا يرمى بعدم الحداثة وامتنع فصيل آخر بحجة عدم وجود نتاج إبداعي تنطبق عليه شروط التناول وحتى هذه الساعة التي قفز فيها أحدهم لما بعد بعد "النقد الثقافي" وبقي النقد خارج أسوار الأكاديمية في الصحف هو النقد الذي يتابع الإبداع المحلي ويحتفي به ويأخذ بيده. وليت من تعالى على الحراك النقدي الصحفي وقف عند باب الصمت فقط بل تجاوز إلى التصريح المحبط أن المسرح السعودي قد مر بفترة عصيبة في فترة هيجان عوام الصحوة وهي فترة تستحق التدوين والدراسة ففي الثمانينات وحتى أحداث 11 سبتمبر كان نمط الحراك الصحوي في حالة تنامي وهيمنة قسرية على وسائل الاتصال الجماهيري .أنا أذكر حينما استبدل اسم قسم الموسيقى في جمعية الثقافة والفنون إلى مسمى "قسم الإنشاد" وكان حمزة بشير رئيس القسم -رحمه الله- يضرب كفا بكف بسبب هذا التحول ومن المعروف أن قسم الموسيقى في جمعية الثقافة والفنون كان له فضل على الكثير من الأصوات الشابة والموسيقيين. وما حدث مع الموسيقى حدث مع المسرح فبعد النشاط المكثف للمسرح والعروض المسرحية اقتصر دور مسرح جمعية الثقافة والفنون على المشاركات المتواضعة في النشاطات المسرحية الخارجية مثل مهرجان المسرح التجريبي في القاهرة ومهرجان المسرح العربي في بغداد قبل أن يرتكب صدام حسين جريمة غزو الكويت ومهرجان المسرح الخليجي، أما في مدينة الرياض فلم تكن هناك عروض مسرحية، لم تكن هناك عروض مسرحية جماهيرية من إنتاج جمعية الثقافة والفنون إلا ما ينتجه مسرح جامعة الملك سعود وهو هزيل ومتواضع وبشروط صحوية. لكم أتمنى أن توثق تلك المرحلة التي أخرجت لنا نجوماً كباراً هم المتربعون الآن على قمة الدراما عندنا.

مشاركة :