بينما يلجأ إليه كثيرون لتخفيف نوبات الصداع، يتجنبه البعض الآخر في آخر ساعات المساء ويقنون الكميات التي يستهلكونها، يحضر السؤال الجدلي: هل الكافيين داء أم دواء؟ تتناقض الدراسات مع بعضها أحيانا، فيزداد غموض الكافيين. تستخدم المنتجات التي تحتوي على الكافيين كلمات إيجابية مثل "الطاقة" و"التركيز"، لكنها تتجاهل الجوانب السلبية المحتملة. الحقيقة هي أن الكافيين يمكن أن يكون إيجابيا أو سلبيا، اعتمادا على كيفية استخدامه، وفقا لصحيفة "ديزرت نيوز". ونظرا لأنه منبه، فإن الكافيين يستخدم غالبا كدواء معزز للأداء، ليس فقط في الرياضة ولكن "للعمل والحياة"، كما قال الدكتور بريت توريسدال الحاصل على شهادة البورد في طب الأسرة، كما يحمل شهادة في الطب الرياضي. وبات الكافيين يدخل في تركيبات منتجات غير متوقعة، حيث يقول كريس موهر مستشار اللياقة البدنية والتغذية في قسم التوصيات الصحية في مجلة "فورتشن" : "يمكن العثور على الكافيين في منتجات غير متوقعة مثل بعض أنواع العلكة وألواح الطاقة وبعض مسكنات الألم والمشروبات الرياضية والمياه المنكهة وحتى في بعض أنواع الآيس كريم والزبادي". وجدت دراسة دولية في مجلة "جورنال أوف ماركيتينج"، أن استهلاك الكافيين قبل التسوق يقود الناس إلى الشراء والإنفاق أكثر، يكون التأثير أقوى لمنتجات مثل الشموع المعطرة والعطور والديكور، لا يؤثر الكافيين في ما إذا كنت تشتري دفتر ملاحظات أو سلة غسيل. استجابة الناس للكافيين تختلف من شخص لآخر. هناك علامات تشير إلى استهلاكك كميات كبيرة من الكافيين أو أن جسمك لا يتخلص منها بسرعة كافية مثل الشعور بالخفقان أو القلق أو العصبية أو اضطراب في المعدة أو زيادة التبول، الكافيين يسبب الإدمان عند استهلاكه بانتظام، لذا فإن الانسحاب منه قد يؤدي إلى صداع شديد. شرب كمية كبيرة من القهوة يوميا يمكن أن يضاعف خطر السكتة القلبية لمن يعانون ارتفاع ضغط الدم الشديد، وفقا لدراسة أجريت في 2022 ونشرت في مجلة جمعية القلب الأمريكية، وهذا لا ينطبق على الشاي الأخضر، الذي يحتوي أيضا على الكافيين. كما وجدت دراسات تقول أن للكافيين فوائد صحية محتملة، فمثلا قالت ميشيل روثنشتاين اختصاصية تغذية القلب والأوعية الدموية، إن الكافيين يساعد في وظائف الكبد لدى بعض الأشخاص، والكافيين الطبيعي له خصائص مضادة للأكسدة. فيما ذكرت لوسي سورنسون اختصاصية تغذية مسجلة في نظام Intermountain Health ومتخصصة في الطب الرياضي في جامعة يوتا للتكنولوجيا، أن كثير من دراسات الكافيين والتأثيرات الصحية تنظر بشكل خاص إلى القهوة، ربما لأنها تستهلك على نطاق واسع، كما لاحظت أن هناك أبحاث تشير إلى أن القهوة قد تقلل من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان بطانة الرحم وسرطان البروستاتا وسرطان الرأس والرقبة. وحول فعالية الأدوية مع الكافيين قالت سورينسون لصحيفة "ديزرت نيوز" : "إنه يتفاعل مع بعض مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان فيزيد من فاعليتها. بينما يمكن أن يقلل فاعلية بعض الأدوية مثل أدوية الغدة الدرقية". وعززت دراسة أجريت في 2022 في إسبانيا، فكرة أن الكافيين يمكن أن يعالج بعض أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، بناء على مراجعة منهجية لدراسات سريرية، حيث خلصت الدراسة التي أجراها خبراء في جامعة أوبيرتا دي كاتالونيا ونشرت في مجلة Nutrients، إلى أن "الاستهلاك الموصوف للكافيين يمكن أن يزيد القدرة على الانتباه والحفظ لدى المراهقين والبالغين الذين يعانون هذا الاضطراب النفسي". إدارة الغذاء والدواء الأمريكية وافقت على الاستخدام الفموي لمعاجلة أنواع مختلفة من الصداع. وذكرت أن الكافيين قد يُعطى لعلاج الصداع بعد الجراحة أو يُوصف لعلاج الصداع الناتج عن التوتر. وتوصف حقن الكافيين أحيانا للأطفال الخدج الذين يعانون انقطاع النفس أثناء النوم. فيما جدت دراسة أجريت العام الماضي في مجلة Substance Use & Misuse أن الشباب الذين يشربون الغازيات المحتوية على الكافيين يوميا يكونون أكثر اندفاعا ولديهم ذاكرة عاملة أضعف. أخيرا، بناء على ذلك، سلبية وإيجابية الكافيين تعتمد على استهلاك الشخص، وما زاد عن حده ينقلب ضده.