انضم الدولي المغربي، أمير ريتشاردسون، لفيورنتينا الإيطالي خلال الميركاتو الصيفي قادما من ستاد ريمس الفرنسي بقيمة مالية بلغت عشرة ملايين أورو. وبعد انطلاق منافسات الدوري الإيطالي، بدا أن أمير ريتشاردسون سيكون أحد العناصر التي سيعول عليها مدرب فيورنتينا، بالادينو، بشكل كبير خلال الموسم الجاري، رغم أنه سيحتاج بعض الوقت من أجل فرض نفسه أساسيا في تشكيلة الفريق. لماذا تعاقد فيورنتينا مع ريتشاردسون؟ قدم أمير ريتشاردسون مستوى جيدا مع ستاد ريمس خلال أول موسم له في مسابقة الليغ 1. الدولي المغربي نجح في المزاوجة بين الأدوار الهجومية والدفاعية وهو ما تؤكده الأرقام على اعتبار أنه كان أفضل من 86% من لاعبي الليغ 1 على مستوى استرجاع الكرات كما كان أفضل من 70% في التقدم بالكرة حسب أوبتا. هذا المستوى أكده أيضا رفقة المنتخب المغربي خلال الألعاب الأولمبية، إذ كان ثاني أفضل مراوغ مقارنة مع بقية لاعبي وسط الميدان وثالث أكثر لاعب وسط الميدان فوزا بالنزالات الهجومية. تميز ريتشاردسون على مستوى المراوغات والنزالات الهجومية كان أحد الأسباب التي قادت فيورنتينا للتعاقد معه نظرا للأسلوب الذي ينهجه مدرب الفريق الجديد بالادينو. لماذا يتلاءم ريتشاردسون مع أسلوب بالادينو؟ يعتمد بالادينو على ثنائي وسط ميدان ارتكازي داخل نهج 3/4/2/1، وهو المكان الذي حاول توظيف ريتشاردسون فيه خلال المباريات الأولى. يبقى هدف بالادينو الأول خلال امتلاك الكرة هو الصعود من خلال العمق، على أن يتوجه في حالة عدم تمكنه من ذلك للأطراف. بسبب ذلك، يحتاج لاعبو وسط الميدان الارتكازي للتمتع بقدرات عالية على مستوى الحفاظ على الكرة تحت الضغط وعلى مستوى دقة التمرير، وذلك حتى يتمكنوا من خلق الربط مع صانعي الألعاب أمامهما سواء من خلال منح تمريرات بين الخطوط أو حمل الكرة عن طريق الجري. هذه الصفات يتوفر عليها ريتشاردسون حسب ما أظهره مع ستاد ريمس وكذلك مع المنتخب المغربي في الألعاب الأولمبية. ما الذي ينتظر ريتشاردسون دفاعيا؟ يعتمد بالادينو في معظم الأحيان، كما أظهر مع فريقه السابق مونزا، على الرقابة الفردية خلال العملية الدفاعية. خلال قيامهم بالرقابة الفردية، لا يتوقف اللاعبون على مراقبة لاعبين بعينهم بل يمكنهم في بعض اللحظات التغطية على أحد زملائهم، وهذا يتطلب مجهودا بدنيا وذهنيا كبيرا. هذا يجعل من الأدوار الدفاعية أكبر تحدي سيواجه ريتشاردسون خلال مشواره مع فيورنتينا تحت قيادة بالادينو، لكن هذا المعطى يشكل في نفس الوقت فرصة أمامه من أجل تطوير بعض النقاط التي تنقصه.