أكد مسؤولو شركات تقنية على أهمية توافق «التقنيات» مع احتياجات سكان الإمارات لتقديم خدمات تلبي طموحاتهم وتساهم في إسعادهم، مشيرين إلى أن التقنيات الإحلالية تقدم حلولاً تناسب شرائح المجتمع كافة في الوقت الحالي. وأوضحوا أن التطبيقات الذكية تتمتع بانتشار واسع في الدولة في الفترة الحالية وأن المستخدمين لها أصبحوا أكثر شعوب المنطقة استهلاكاً لهذه التطبيقات ومن الضروري التعرف على توجهات سكان الدولة سعياً للحصول على رضاهم عن الخدمات المقدمة. يقول خافيير أنجلادا، المدير التنفيذي لشركة «أكسنتشر» في المنطقة: إن دولة الإمارات تواصل مسايرة التغيرات السريعة الطارئة على طبيعة قطاعات الأعمال، ولحسن الحظ أن الدولة تتميز بأسلوب التفكير الملائم للاستفادة من هذه التطورات. وأضاف: يتطلب النجاح والتحول التكنولوجي وضع مبادئ تركز على بناء الثقة مع العملاء والشركاء التجاريين وبالتالي، تصبح التزامات الشركات نحو تلك العلاقات جوهر ما يبحث عنه الناس عندما يفكرون في استخدام منصة ما، وذلك ما يسمح بتحقيق مزيد من التطور والنمو. ويتعين دمج أنشطة الشركات في حياة سكان الإمارات بشكل فعال إذا أرادت الاستفادة من فرص النمو المستقبلية، ولا بد من إتاحة المجال أمام الجهات الرقابية والتنظيمية للاستفادة من مخزون إمكانات يتيح لها مواكبة المتغيرات المتسارعة للإحلال الرقمي، اعتماداً على التحليلات والتدخلات الاستباقية، الأمر الذي يساعد على بناء الثقة في اللوائح التنظيمية، واللازمة للابتكارات الجديدة في عالم الأعمال، حيث تشهد بعض المنتجات والخدمات المبتكرة، مثل مشاركة السيارات، وخدمات الإقامة المنزلية والضيافة صعوبة متزايدة في تخطي الإجراءات التنظيمية والتحديات الناجمة عن تأثيرات الإحلال الرقمي. وأوضح أنجلادا، تمكن 5 تقنيات محددة من بينها الذكاء الاصطناعي والتحليلات المتقدمة والأنظمة السحابية، الشركات من تقديم منتجات وخدمات مبتكرة، بالإضافة إلى تغيير طريقة عمل الناس وحياتهم، وهو ما ينتج عنه تغير علاقات الشركات مع عملائها وشركاء أعمالها. ويحدد التقرير 5 توجهات تقنية ناشئة ينبغي على الشركات تبنيها لبناء شراكات ضرورية من أجل تحقيق نجاحها في الاقتصاد الرقمي الذي يشهد مزيدا من التقنيات الإحلالية، ومن هذه التوجهات: الذكاء الاصطناعي وتقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز وتعزيز الفائدة من البيانات. المنصات السحابية يرى ديليش بهيمجياني، الشريك المؤسس ورئيس قسم التكنولوجيا في «سويتش دي اكس بي» أن المنصات السحابية أداة للتسويق والمبيعات لمزودي الخدمات، وبفضل التقنيات الإحلالية أصبح من السهل على مزودي الخدمات تعزيز حضورهم في قطاعات الصحة والترفيه واللياقة، وإدارة عملية التسعير، كما أصبحت الشركات والمؤسسات، في الوقت نفسه، قادرة على متابعة التطور الذي يحققه موظفوها، وتقييم مشاركتهم في الأنشطة ضمن تلك القطاعات. ويقول بهيمجياني: إن تطبيق «سويتش دي اكس بي» يعد سوقاً مصممة لتقديم خدمات الحجز الفوري حسب الطلب، في أفضل أنشطة وتجارب اللياقة البدنية والعافية والترفيه، حيث إن التصفح والبحث عن الأنشطة والتحقق منها وحجزها لم يكن أبداً أمراً سهلاً ويتميز التطبيق بمحتواه من الفيديو المخصص الذي يقدم تجربة مستخدم جديدة كلياً، وتضمّ ما يزيد على 500 عنوان لممارسة الأنشطة والتجارب الأكثر إثارة، إلى جانب عدد كبير من أفضل الخبراء والمدربين ويمكن لمستخدمي المنصة الاختيار من تشكيلة أنشطة متنوعة تتراوح بين غرف التخلص من الإجهاد والضغط، ووصولاً إلى تجارب مناطيد الهواء الساخن. المبادرات الذكية قال سام طيان، مدير عام سايج الشرق الأوسط: في ظل مساعي دولة الإمارات الدائمة لتحقيق رؤيتها بأن تكون بين أذكى دول العالم، يمكن للتقنيات الإحلالية أن تغير طريقة عمل الشركات التي تعمل فيها ومن شأن المبادرات الذكية التي تُنجز حالياً أن يكون لها دور محوري في تنويع الاقتصاد بعيداً عن القطاع البتروكيماوي، وسوف تسير دبي بخطى ثابتة لتصبح مدينة ذكية تطبق فيها الممارسات والمبادرات التكنولوجية المستقبلية. وأضاف طيان: بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي، يوفر المساعد الرقمي الذكي الذي يتمتع بشخصيته المستقلة والذي صُمم لإنجاز كافة المهام الروتينية المتكررة وبإمكان الشركات مزامنة معاملاتها باستخدام هذا البرنامج الذي يتمتع بسهولة استخدامه. وأسهمت الحوسبة السحابية والرقمنة في تغيير وجه قطاع البرمجيات بشكل ملحوظ، وإحداث تغييرات إحلالية في الطرق التقليدية التي لطالما اتبعتها الشركات في ممارساتها ويتم التركيز بشكل خاص على توفير حلول محلية، بحيث تضم مزايا اللغة العربية وحلولاً ممتثلة لضريبة القيمة المضافة. أهمية الذكاء الاصطناعي يؤكد إيجور بيريسيتش رئيس قسم البيانات، نائب رئيس قسم الهندسة في «لينكدإن» أن منطقة الشرق الأوسط تشكل أرضاً خصبة للإحلال التكنولوجي، والاستخدام الفعال للبيانات والذكاء الاصطناعي. ويقول: «ينبغي على دولة الإمارات خاصة والمنطقة عامة أن تولي الأهمية للذكاء الاصطناعي، فهناك العديد من فرص استخدام البيانات، بدءاً من المدن الذكية ووصولاً إلى الشبكات الذكية، ومن المثير للاهتمام أن نشهد نماذج الأعمال الجديدة في أنحاء العالم، والإجراءات التي يمكن تطويرها اعتماداً على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. ويقول بيريسيتش: مع اعتماد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، سيكون العالم أكثر كفاءة في طريقة استخدامه للموارد الطبيعية، وخلال ثلاثة عقود أخرى، سنكون أكثر كفاءة في التعامل مع التغير المناخي، ونتمكن من إدارة السلع والطاقة بصورة أكثر فاعلية باستخدام الذكاء الاصطناعي. ويعتقد بيريسيتش، أن عالم الأعمال سيكون أكثر إثارة، وهناك الكثير من الناس الذين يعملون الآن على ابتكار أفكار لاستثمار البيانات، ومع الذكاء الاصطناعي يمكن التعمق في تلك البيانات بصورة أكبر، واستراتيجية أفضل، وسيكون من المثير متابعة ما يمكننا فعله بهذا الصدد. ويضيف: تكمن رؤية «لينكدإن» في توفير فرص اقتصادية لجميع قوى العمل حول العالم، ونعمل على تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل توجهات مثل أثر الهجرة على سوق العمل والانتقالات الوظيفية كما نتعاون مع معاهد ومؤسسات للحصول على بيانات تساعدنا في هذا الأمر.
مشاركة :