أعلن حزب الله اللبناني اليوم (الجمعة) استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية "بصليات من الصواريخ"، وذلك ردا على سلسلة غارات للجيش الإسرائيلي، بعد تفجيرات أجهزة الاتصالات في لبنان التي أوقعت 37 قتيلا. وقال حزب الله في بيانات منفصلة اليوم إن مقاتليه "قصفوا القاعدة الأساسية للدفاع الجوي الصاروخي التابع لقيادة المنطقة الشمالية في ثكنة بيريا بصليات من صواريخ الكاتيوشا". وتابع أن القصف يأتي "ردا على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة"، و"دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادا لمقاومته". وأشار حزب الله أيضا إلى "قصف مقر قيادة لواء المدرعات 188 التابع للفرقة 36 في ثكنة العليقة بصليات من صواريخ الكاتيوشا". وتعد هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها قاعدة العليقة الواقعة شمال كتسرين في الجولان السوري المحتل على بعد حوالي 20 كيلومترا عن الحدود اللبنانية الفلسطينية وتتبع لقيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، بحسب البيان. وقال حزب الله في بيان منفصل إن مقاتليه "قصفوا مقر الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع بصليات من صواريخ الكاتيوشا". وفي السياق، ذكرت مصادر عسكرية لبنانية لوكالة أنباء ((شينخوا)) "أن مواقع الجيش اللبناني رصدت إطلاق حوالي 140 صاروخ أرض / أرض من الجانب اللبناني نحو شمالي إسرائيل دون أن تعترضها القبة الحديدية". وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن الخميس مهاجمة "أهداف لحزب الله" في لبنان، بهدف "تجريد قدرات وبنى تحتية إرهابية عسكرية تابعة له". وقال المتحدث باسم الجيش للإعلام العربي أفيخاي أدرعي في بيان عبر منصة ((إكس)) إن "جيش الدفاع يهاجم في هذه الأثناء أهدافا لحزب الله الإرهابي في لبنان، بهدف تجريد قدرات وبنى تحتية إرهابية عسكرية تابعة له". ولاحقا، قال الجيش في بيان في وقت مبكر اليوم إنه "استكمل سلسلة غارات في جنوب لبنان"، حيث "أغارت طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو ... على مئات فوهات الإطلاق التي كانت جاهزة للإطلاق الفوري باتجاه أراضي دولة إسرائيل". وأوضح أنه "تمت مهاجمة حوالي 100 منصة إطلاق وبنى تحتية عسكرية إضافية، تضم حوالي 1000 فوهة إطلاق كانت جاهزة للإطلاق الفوري". ووفق المصادر العسكرية اللبنانية، فقد شن الطيران الحربي الإسرائيلي ليل الخميس نحو 60 غارة جوية على مواقع لحزب الله في عدة مناطق بجنوب وشرق لبنان. وأوضحت المصادر أن الطائرات أطلقت نحو 150 صاروخ جو / أرض، ولم تعرف بعد نتائج الغارات، التي وصفتها بالأعنف منذ الثامن من أكتوبر الماضي. وجاءت غارات الجيش الإسرائيلي أمس بعد موجة تفجيرات طالت أجهزة اتصالات لاسلكي "آيكوم V 82" و"بايجر" خلال يومي الثلاثاء والأربعاء في مناطق عدة في ضاحية بيروت الجنوبية وجنوب وشرق لبنان، وأسفرت عن مقتل 37 شخصا، وإصابة 2931 بجروح، وفق وزارة الصحة اللبنانية. وتزامنت الغارات مع خطاب للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، أقر فيه بأن الحزب تعرض لضربة "كبيرة وقاسية أمنيا وإنسانيا وغير مسبوقة" بعد تفجيرات أجهزة اتصالات، وتوعد إسرائيل بـ"حساب عسير". من ناحية أخرى، قتل عنصران من حزب الله أمس خلال تنفيذهما ضمن مجموعة من أربعة عناصر مهمة عسكرية عند السياج الشائك الفاصل بين لبنان وإسرائيل، وفق مصادر عسكرية لبنانية. وقالت المصادر "إن مجموعة عسكرية عائدة لحزب الله حاولت وضع عبوة ناسفة عند نقطة حدودية في القطاع الأوسط بمحاذاة السياج الحدودي الفاصل بين لبنان وإسرائيل". وتابعت أنه "تم اكتشاف المجموعة من قبل الجيش الإسرائيلي، الذي فرض طوقا في المحور ليحصل في أعقاب ذلك اشتباك بين مجموعة حزب الله وقوة إسرائيلية استمر حوالي نصف ساعة." وأضافت المصادر أنه "خلال محاولة مجموعة حزب الله الانسحاب استهدفتها مسيرة إسرائيلية بصاروخ جو / أرض، ما أدى إلى مقتل عنصرين هما حسن فقيه من بلدة رب الثلاثين وعلي منصور من بلدة كفر جوز، ونجاة العنصرين الآخرين". ولم يصدر عن حزب الله أي تعليق على هذه الحادثة. من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إن الحادثة وقعت مطلع الأسبوع، مشيرا إلى أن قواته نصبت كمينًا على الحدود الشمالية بعدما رصدت "مخربيْن اثنين لحزب الله قاما بزرع عبوة ناسفة ضد قواتنا على الحدود اللبنانية". وتابع "وجّهت القوات نيران المدفعية والجوية لتصفية المخربيْن الذيْن حاولا تنفيذ عملية تفجير العبوة الناسفة في منطقة موقع تسيبورن"، مؤكدا مقتلهما. ويتواصل القصف المتبادل بين حزب الله والجيش الإسرائيلي عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ الثامن من أكتوبر الماضي على خلفية الحرب الدائرة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل في قطاع غزة، وسط مخاوف دولية من تصاعد المواجهات إلى حرب واسعة.
مشاركة :