أطلق امس مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار من القاهرة، مبادرة لمكافحة الإرهاب عبر «قنوات التواصل الاجتماعي»، جاء ذلك خلال فعاليات الجلسة الافتتاحية بملتقى «وسائل الاتصال كساحة للحوار» الذي يقام بالتعاون بين المركز والأزهر الشريف. وأجمع المشاركون بالملتقى الذي ضم علماء من الأزهر وقيادات قبطية، على ضرورة مكافحة التطرف عبر الفضاء الإلكتروني. وحذروا من أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت ملاذًا للجماعات الإرهابية لنشر أفكارها المتطرفة ومحاولة تجنيد عناصر جديدة، وكذلك دغدغة مشاعر مستخدميها لدفع الأموال تحت ستار نصرة الإسلام في مناطق الأقليات المسلمة. وجاء في سياق التصريحات:- • منسق مرصد الأزهر: جماعات التطرف تستغل الشبكات الاجتماعية لتحقيق أهدافها الخبيثة. • أمين عام مجلس كنائس مصر: الإنترنت يساهم في نشر الفكر المغلوط فى لحظات بسيطة. وأكد د.فهد أبو النصر، مدير مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار، في كلمته أن الملتقى يسعى إلى دعم التنوع والتعايش المشترك وتعزيز الحوار والمواطنة وقبول الآخر في المنطقة، إضافة إلى تأهيل قيادات دينية ومؤسسية، وبناء شبكة محلية وإقليمية من المدربين الشباب ونشطاء الحوار.، وأضاف د. أبو النصر أن الملتقى يهدف إلى تعزيز قدرات القيادات الشابة والعاملين في مجال الحوار على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتسخيرها لخدمة أهداف الحوار بين أتباع الأديان والثقافات المتنوعة، كما يسعى إلى إطلاق حملات إعلامية إقليمية لمواجهة العنف والإرهاب المرتكب باسم الدين وذلك بمشاركة نخبة من المفكرين والقيادات الدينية، إضافة إلى 60 من القيادات الشابة ممثلة لمختلف الخلفيات الدينية والثقافية. وخلال الجلسة الافتتاحية للملتقى أكد د. محمد عبدالفضيل، منسق الوفد المشارك من الأزهر أن المملكة تلعب دورًا محوريًا فى تعزيز ثقافة الحوار والعيش المشترك بين كل الأمم باختلاف ثقافاتها ودياناتها، مؤكدًا أهمية الحوار بين أتباع الأديان والثقافات؛ لتوضيح الصورة الصحيحة للإسلام وتبرئته من ممارسات جماعات التطرف والإرهاب، محذرًا من خطر الخطاب التدميري الذي تبثه الجماعات الإرهابية عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وأضاف عبدالفضيل: إن الأزهر تبنى عددًا من المبادرات الهامة لمواجهة الخطاب الإرهابي الذي تروج له الجماعات المتطرفة، منها إنشاء بيت العائلة بالتعاون مع الكنيسة المصرية، وإطلاق قوافل سلام بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، بالإضافة إلى إطلاق الحوار بين حكماء الشرق والغرب، و إنشاء مرصد الأزهر باللغات الأجنبية لتفنيد ما تروجه الجماعات الإرهابية عبر شبكة الإنترنت. وأكد منسق وفد الأزهر على أهمية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في نشر خطاب وسطي فاعل يؤكد على قيم الحوار والتسامح والتعايش المشترك بين أتباع الديانات والثقافات المختلفة. من جانبه أعرب الأنبا بيشوي حلمي، أمين عام مجلس كنائس مصر، عن سعادته البالغة، مؤكدًا على أهمية الانترنت وشبكات التواصل، بدليل أنه حين سئل الرئيس الامريكي باراك أوباما عن كيفية حسمه للانتخابات الأمريكية، فأجاب: « قبل حسمها بالصندوق حُسمت عبر قنوات التواصل الاجتماعى». ونوه بأهمية شبكات التواصل التي مكنت الأفراد من نشر الأفكار أيًا كانت نوعيتها والتعبير عن المباديء مهما كانت سيئة أو جيدة في لحظات بسيطة على مستوى بقاع مختلفة من العالم قبل. وأوضح أن هذا الملتقى يأتي ثمرة للقاءات عديدة منها مؤتمر فيينا، مؤكدًا على ضرورة الحوار لفهم بعضنا البعض.
مشاركة :