تحليل إخباري: تكتيكات الحرب الإسرائيلية تشكل فصلا خطيرا في الصراع مع حزب الله

  • 9/22/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

دقت سلسلة التفجيرات الإسرائيلية المزعومة التي طالت أجهزة الاتصال (بيجر) واغتيال قادة كبار في حزب الله في لبنان، ناقوس الخطر في جميع أنحاء المنطقة، مع تحذير الكثير من الخبراء من أن المواجهة بين إسرائيل وحزب الله قد تتصاعد إلى مستويات خطيرة جديدة في المرحلة المقبلة. وقُتل ما لا يقل عن 38 شخصا، من بينهم إبراهيم عقيل وأحمد وهبي، وهما من كبار قادة حزب الله، في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مبنى سكنيا في الضاحية الجنوبية في بيروت بعد ظهر يوم الجمعة الماضية. وجاءت هذه الضربة في أعقاب إطلاق حزب الله نحو 150 صاروخا على إسرائيل في وقت سابق من نفس اليوم. ويأتي هذا الهجوم في أعقاب تورط إسرائيلي مشتبه به في وقت سابق في مهاجمة البنية التحتية للاتصالات لحزب الله، وتفجير أجهزة النداء التي أسفرت عن مقتل 37 شخصا وإصابة العديد من الأشخاص الآخرين. ويعتقد خبراء سياسيون في سوريا أن الهجمات تمثل تحولا في تكتيكات إسرائيل، مما يشير إلى أن المنطقة قد تتجه نحو صراع أوسع نطاقا وأقل قابلية للتنبؤ. في افتتاحية لصحيفة ((تشرين)) السورية الرسمية وصفت الوضع بأنه "مستوى جديد من الإرهاب"، مع تحول إسرائيل إلى حرب غير تقليدية، تشمل الهجمات الإلكترونية والعمليات السرية. ووفقا لصحيفة ((تشرين))، فإن المواجهة تنتقل الآن إلى داخل لبنان، مما يزيد من المخاطر ويخلق "مخاطر غير مسبوقة" للمنطقة، وحذرت الصحيفة من احتمال حدوث "مواجهات مفتوحة، بلا سقف أو قيود". وأكد الباحث والخبير في العلاقات الدولية محمد نادر العمري هذه المخاوف، مبينا أن المنطقة أمام سيناريوهين محتملين، الأول، والذي يعتبره الأكثر ترجيحا، هو تصعيد الصراع المحلي بين حزب الله وإسرائيل، مع التركيز على شمال إسرائيل وجنوب لبنان. وقال العمري "قد نشهد زيادة كبيرة في العمليات العسكرية على الجانبين. ستعتمد إسرائيل بشكل كبير على قوتها الجوية وقدراتها السيبرانية لضرب قادة الحزب ومستودعات الأسلحة. وفي المقابل، قد يصعد حزب الله من رده، بنشر أنظمة صاروخية متقدمة، هجومية ودفاعية". وأشار العمري إلى أن هذا التصعيد قد يستمر لأيام أو أسابيع، خاصة بالنظر إلى الدوافع السياسية وراء الصراع. وأوضح العمري "مع اقتراب الانتخابات الأمريكية، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لديه مصلحة راسخة في إبقاء المنطقة غير مستقرة"، مشيرا إلى أن الصراع قد يساعد في حشد الدعم لدونالد ترامب، المرشح المفضل لدى نتنياهو في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة. وربطت افتتاحية صحيفة ((تشرين)) السورية هذه التطورات بالمناورات السياسية الأمريكية الأخيرة في المنطقة، بما في ذلك زيارات مسؤولين أمريكيين رئيسيين، مثل وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن، اللذين يُنظر إليهما على أنهما يقدمان دعمًا ضمنيًا لأفعال إسرائيل. وبين العمري أن السيناريو الثاني، هي حرب إقليمية أوسع، والذي يعتبره أقل احتمالاً ولكنه أكثر خطورة. وقال إن "العمليات الإسرائيلية الأخيرة، مثل الهجوم على وحدة الرضوان التابعة لحزب الله، أدت إلى زيادة التوترات، ولكن الغزو البري لجنوب لبنان يظل غير مرجح، نظرا للموارد العسكرية الإسرائيلية المجهدة في أعقاب عملياتها المطولة في غزة". وذكرت ((تشرين)) في افتتاحيتها أنه حتى الآن، استجاب حزب الله بحذر، رغم أنه تعهد بالرد على القصف الإسرائيلي، مشيرة إلى أن إسرائيل تحاول "استدراج المقاومة إلى رد غير محسوب"، إلا أن حزب الله ظل يدرس تصرفاته، على الرغم من الاستفزازات الشديدة، ومع ذلك، فإن خياراته محدودة. وأشار ماهر إحسان، وهو خبير سياسي سوري آخر، إلى أن سوريا، حيث يتمتع حزب الله بحضور كبير، قد تجر قريبا إلى الصراع إذا وسعت إسرائيل ضرباتها ضد مواقع الحزب وخطوط الإمداد هناك. وقال إحسان لوكالة أنباء ((شينخوا)) "تظل سوريا حاسمة لإستراتيجية حزب الله الإقليمية، وإذا كثفت إسرائيل ضرباتها في جنوب لبنان، فقد نشهد المزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة، مما يجر سوريا إلى عمق الصراع". ومع الحرب غير التقليدية التي تشنها إسرائيل، سلطت افتتاحية صحيفة (( تشرين)) الضوء على الواقع القاتم للوضع الحالي، مؤكدة أن الهجمات الإسرائيلية الحالية تمثل "مستوى جديدًا من الإرهاب" في المنطقة. إلى ذلك، أكد الكاتب والباحث السوري عماد سالم لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن إسرائيل من خلال استخدامها تقنية جديدة في الحرب اليوم نقلت الصراع إلى مرحلة جديدة، ستكون عواقبها وخيمة على المنطقة، مضيفا أن إسرائيل تعمل بشكل متعمد على توسيع رقعة الحرب عبر شنها هجمات متواصلة على مواقع تابعة لحزب الله في لبنان وسوريا. وكانت الحكومة السورية قد حذرت من أن استمرار مثل هذه الهجمات يشكل تهديدا للاستقرار الإقليمي، وأدانت بشدة الدعم العسكري والسياسي، الذي تقدمه الولايات المتحدة والدول الغربية لإسرائيل.■

مشاركة :