إسرائيليون في كيبوتس كفار عزة توقف عندهم الزمن عند هجوم حماس قبل عام

  • 9/23/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

وتقول بصوت مخنوق لوكالة فرانس برس "وجدناهم الخمسة، وكأنهم كانوا يعانقون بعضهم قبل أن يموتوا. لا نعرف ماذا حدث". وتستذكر ليفي سلاما مشهد شقيقتها ليفنات كوتز (49 عاما) مع أفراد عائلتها المؤلفة من زوجها أفيف (59 عاما) وابنتهما روتيم (18 عاما) وابنيهما يوناتان (16 عاما) ويفتاح (14 عاما). في وقت سابق من الشهر الجاري، شاركت ليفي سلاما (37 عاما) وعائلتها في مراسم دينية لمناسبة نهاية فترة الحداد اليهودي في مقبرة غان يفني على بعد 30 كيلومترا من كفار عزة. وقال آشر ليفي، شقيق آدي وهو يقف قرب مدافن عائلة كوتز، "حزن وذنب وإحباط وألم... كل هذه المشاعر تتضارب في داخلي، ليلا نهارا، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر" . "رمز سلام" وتسبّب هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل بمقتل 1205 أشخاص، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية. ويشمل هذا العدد رهائن قضوا خلال احتجازهم في قطاع غزة. وخُطف خلال الهجوم 251 شخصا، لا يزال 97 منهم محتجزين، بينهم 33 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم. وردّت إسرائيل على الهجوم بحملة قصف مدمّرة وهجوم بري على قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط 41431 قتيلا، غالبيتهم مدنيون، وفق أرقام وزارة الصحة التابعة لحماس، في حصيلة تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة. في كفار عزة، وهو تجمّع زراعي كان يعيش فيه نحو 800 شخص على بعد كيلومترين من حدود غزة، قتل نحو 64 شخصا في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وخُطف 18 شخصا آخرين. ويشهد باب منزل عائلة كوتز الخلفي المحطّم لكيفية اقتحام مقاتلي حماس المكان أو ما وصفته ليفي سلاما بـ"موئل السعادة" سابقا. خلال تجوالها وفريق وكالة فرانس برس في فناء المنزل، تذكّرت كيف كان أبناء شقيقتها يضحكون ويلعبون كرة السلة في المكان، كيف كانت العائلة كلها تجتمع في باحة البيت لتناول الطعام، ابنة شقيقتها الجندية الشابة، شقيقتها التي كانت "كلّ شيء" بالنسبة لها، وصهرها الذي كان ينظّم مهرجان الطائرات الورقية كل عام في التجمّع. قبل الهجوم بيوم، كان أفيف كوتز يضع اللمسات الأخيرة على الاستعدادات للنسخة الخامسة عشرة للمهرجان، وفق ليفي سلاما. وتقول إن الطائرات الورقية كانت "رمزا للسلام" توجّه نحو قطاع غزة. "خسائر فادحة" خلال مقابلة قطعتها الدموع وأوقات من الصمت، تحدّثت ليفي سلاما مطوّلا عن شقيقتها التي صنعت يوما "أجنحة ملاك" من ألعاب بالية وعلّقتها على جدار في قاعة الطعام التابعة للكيبوتس. وتقول "هذه الأجنحة ترمز إلى أن كل شيء ممكن وأن كل شخص يمكنه الطيران بمفرده والذهاب بعيدا جدا". كان يفترض أن تحتفل ليفنات كوتز بعيد ميلادها الخمسين في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2023. وتقول شقيقتها إنها طلبت من أحبائها أن يقوموا بعمل خيري بدلا من تقديم الهدايا لها. وتستذكر ليفي سلاما زيارتها للكيبوتس بعد أسبوع من إعلان موت شقيقتها وعائلتها. وتقول وهي تحاول حبس دموعها، "كان المنزل سليما، الأواني على جهاز الطهي، خبز السبت على الطاولة، كلها أمور تشير إلى وجود حياة. الآن لم تعد هناك حياة". وتتابع "لقد تحطم قلبي". وكان بيني كوتز، والد أفيف، يعيش في كفار عزة مع زوجته، وقد نجوا من الهجوم. انتقل كوتز (80 عاما) إلى تل أبيب، وهو يقول إنه لا يخطط للعودة إلى التجمع الذي عاش فيه لنحو ستة عقود. ويضيف الرجل المتقاعد "الوقت لا يفعل فعله. لست قادرا على أن أنسى شيئا، أفكر في الأمر طوال الوقت". ويتابع "لن أعود كما كنت أبدا... فقدت عائلتي ومنزلي... خسائر فادحة". "لن يعودوا" يروي تاريخ عائلته منذ وصول والده من بولندا الى فلسطين التي كانت تحت الانتداب البريطاني قبل مئة عام. ويقول "إذا كنا لم نصل الى الأمن والهدوء" بعد كل هذه السنين، "فهذا فشل". يحيط نفسه بصور لابنه الوحيد وعائلته، ويقول "انتهت عائلة كوتز". في أحد أحياء كفار عزة الذي كان يقطنه خصوصا أزواج من الشباب، طالت أضرار معظم المنازل التي بدت محروقة إما جزئيا وإما بالكامل. وتتوزّع ملصقات تحمل صور وأسماء القتلى أو المخطوفين في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، أمام المنازل. ويُمنع على الزوّار دخول منازل الكيبوتس، باستثناء منزل سيفان إلكابيتس (23 عاما) وشريكها ناور حسيديم اللذين قتلا في السابع من تشرن الأول/أكتوبر. ثقوب أحدثها الرصاص في جدران المنزل، أغراض شخصية وملابس على الأرض، ما تبقّى من حياة تدمّرت. وتقول ليفي سلاما بينما تسير في شوارع الكيبوتس المهجورة إنها لا تزال غير قادرة على استيعاب فكرة أن أولئك الذين عاشوا هنا، "لن يعودوا".

مشاركة :