في كل مرة تذاع فيها النشرة الجوية عن أحوال الطقس أشعر بخوف داخلي إذا احتوت على تنبؤات عن حركة الرياح التي تثير غبارا أو رمالا، وسبب ذلك الخوف أني عانيت منه وكدت أقع في حوادث مريعة لولا لطف الله، ففي بداية حياتي الوظيفية كنت أعمل في وزارة البترول وكانت توكل لي تمثيل الوزارة في بعض اللجان التي تعقد في المنطقة الشرقية، ولهذا كنت أضطر للسفر من الرياض إلى الخبر كل عدة أسابيع بواسطة سيارة عائدة للوزارة من نوع الفولكس فاجن الصغيرة، ورغم أنها سيارة جيدة إلا أن صغر حجمها يجعلها تتأثر بالريح وتهتز، وكان أكبر خطر هي الرمال المتحركة بسبب الريح فتغطي مساحات كبيرة من الطريق، الرياح المتحركة هي واحدة من المشاكل الطبيعية التي تبذل شركة أرامكو جهودا كبيرة لتسكين تلك الرمال وأموالا برش الكثبان الرملية بالزيت بعد دراسة لاتجاه الريح، ولا أحد يقدر مدى صعوبة ذلك العمل وتكلفته المالية والجهد البشري إلا الذين شاهدوا ذلك وعانوا منه. لقد فرحت جدا عندما قرأت خبرا بتوصل باحثين في جامعة الملك عبدالعزيز إلى ابتكار جديد لتثبيت الكثبان الرملية باستخدام مواد طبيعية (خام البنتونايت) من منطقة خليص القريبة من جدة، ومنحت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم براءة اختراع للأساتذة الذين توصلوا إلى هذه الطريقة وهم الدكاترة محمود أبوشوك ومحمد نور مغربي وعباس فضل وجمال عبدالحفيظ وجميعهم من كلية الهندسة قسم هندسة التعدين، وابتكارهم هذا مهم جدا لحماية الطرق ووقاية من التصحر ونرجو أن تتبناه وزارة الزراعة ووزارة الطرق وأرامكو، إنه جهد رائع جاهز للتطبيق العملي. لقد اخترت هذا الموضوع الجائزة والمفرح للتخفيف من صدمة إسقاط النساء في انتخابات غرفة تجارة جدة واستدعاء هيئة الأمر لإشاعة الخوف بينهن وتركهن ساحة الانتخاب.
مشاركة :