مرجعية النجف تدق الناقوس منذرة بخطورة الوضع في لبنان، ولا فتوى بالجهاد الكفائي

  • 9/24/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بغداد- دعا المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني الاثنين إلى “بذل كل جهد ممكن لوقف العدوان” على لبنان، في إشارة واضحة إلى الشعور بالوضع الصعب الذي يمر به حزب الله، والتضامن معه، لكن من دون أن يصل الأمر إلى حد إصدار فتوى بالجهاد الكفائي كما حصل في السابق في الحرب على داعش. ويتزامن بيان المرجعية مع تصعيد إسرائيلي أدى إلى مقتل المئات وإصابة أكثر من ألف شخص في مواقع لحزب الله، مع التلويح باستهداف منازل في سهل البقاع تقول إسرائيل إنه توجد فيها صواريخ وأسلحة تابعة للحزب، وهو تصعيد خطير سيقود إلى موجة نزوح واسعة من مناطق الجنوب. وقال السيستاني في بيان على موقعه الإلكتروني “في هذه الأيام العصيبة التي يمر بها الشعب اللبناني الكريم حيث يتعرض بصورة متزايدة للعدوان الإسرائيلي الغاشم وبأساليب متوحشة (…) تعبّر المرجعية الدينية العليا عن تضامنها مع أعزتها اللبنانيين الكرام ومواساتها لهم في معاناتهم الكبيرة”. ووضع السيستاني خطا على الأرض لطبيعة الدعم من العراق وإلى حد الآن لم تتحرك إيران بما يوحي باستعدادها للتدخل المباشر، ولا أثر للرئيس السوري بشار الأسد في المشهد إذ يبدو منشغلا بتعديل وزاري وتعيين نائب له. لكن المؤشرات تقول إن إسرائيل مستمرة وإنه من الصعب تخيل أن يمد أحد من محور المقاومة يده بشكل واضح لمساعدة حزب الله. ولا يستطيع لبنان، الذي يعاني من الانهيار المالي، أن يتحمل الدخول في حرب أخرى مثل تلك التي اندلعت في 2006 عندما اجتاحته إسرائيل في صراع مع حزب الله استمر شهرا وألحق أضرارا جسيمة بالبنية التحتية. ◄ موجة غير مسبوقة للنزوح في الجنوب حيث شملت قرى بعيدة عن خطوط المواجهة الأمامية على طول الشريط الحدودي واستهدف الجيش الإسرائيلي الاثنين حزب الله في جنوب لبنان وسهل البقاع في الشرق والمنطقة الشمالية بالقرب من سوريا، في أكبر ضرباته من حيث النطاق. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه “يوسع نطاق” ضرباته على حزب الله في لبنان، داعيا السكان القريبين من مخازن أسلحة حزب الله في سهل البقاع إلى الابتعاد عنها، وأشار إلى أن هجومه طال 800 موقع للحزب. واستهدفت غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية قائد جبهة جنوب لبنان في حزب الله علي كركي، ولم يتضح مصيره بعد. ويعد كركي القيادي الثالث عسكريا في الحزب بعد القياديين فؤاد شكر وإبراهيم عقيل اللذين قتلا بضربات مماثلة. وقال المتحدث باسم الجيش الأميرال دانيال هاغاري في تلخيص صحفي “نواصل مراقبة استعدادات حزب الله في الميدان من أجل إحباط الهجمات ضد الأراضي الإسرائيلية بشكل استباقي، ونوسع نطاق ضرباتنا ضد حزب الله بشكل منهجي”. وأجبرت الغارات الإسرائيلية الكثيفة والواسعة، التي طالت مناطق للمرة الأولى، الآلاف من اللبنانيين على النزوح من قراهم وبلداتهم في مناطق الجنوب. ◄ السيستاني وضع خطا على الأرض لطبيعة الدعم من العراق وإلى الآن لم تتحرك إيران بما يوحي باستعدادها للتدخل ◄ السيستاني وضع خطا على الأرض لطبيعة الدعم من العراق وإلى الآن لم تتحرك إيران بما يوحي باستعدادها للتدخل وتعد هذه موجة غير مسبوقة للنزوح حيث شملت قرى بعيدة عن خطوط المواجهة الأمامية على طول الشريط الحدودي الذي نزح عنه المواطنون عقب إعلان الجنوب جبهة إسناد لغزة في أكتوبر الماضي. وازدحمت الطرق السريعة المؤدية إلى شمال لبنان الاثنين بالأسر المغادرة، واحتضن الآباء والأمهات أبناءهم وفروا حاملين أمتعتهم في حقائب على أسطح السيارات بينما كان الدخان الأسود يتصاعد من خلفهم. وشوهدت سيارات تحمل عدة أجيال من عائلة واحدة. وفرت أسر أخرى بسرعة دون أن تأخذ معها سوى الضروريات والحاجيات التي جمعتها بينما كانت القنابل تتساقط من فوقها. وقال عبدالعفو الذي تعرضت قريته ياطر لقصف كثيف فجر الاثنين “لما صارت الغارات اليوم الصبح على البيوت، حملت كل الأوراق المهمة وطلعنا. غارات وين ما كان حولاينا، شي مخيف (لما استهدفت الغارات اليوم الاثنين صباحا البيوت أخذت معي كل الأوراق المهمة وغادرنا. إنها غارات من كل صوب وحدب، إنه شيء رهيب)”. وأضاف عبدالعفو، الذي بقي في ياطر منذ بدء القتال على الرغم من أنها تبعد نحو خمسة كيلومترات فقط عن الحدود الإسرائيلية، أنه قرر المغادرة عندما بدأت القنابل تسقط على المنازل في المنطقة. ومع تصاعد القصف ليشمل أنحاء أخرى من لبنان، الاثنين، تلقى السكان مكالمات هاتفية مسجلة مسبقا من الجيش الإسرائيلي تأمرهم بمغادرة منازلهم من أجل سلامتهم. وحذر الجيش الإسرائيلي سكان البقاع قائلا “هذا تحذير موجه إلى قرى البقاع، على السكان القريبين من المباني أو داخل المنازل التي توجد فيها صواريخ وأسلحة الابتعاد عنها فورًا. ابتعدوا من أجل سلامتكم وحمايتكم”. ونبه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اللبنانيين إلى “الابتعاد عن المناطق الخطيرة”. وقال “إن حزب الله يستخدمكم دروعا بشرية. لقد خزّن صواريخ في غرف معيشتكم وفي مرائبكم (…) لا تسمحوا له بأن يعرّض حياتكم وحياة أحبائكم للخطر”. واتهم هاغاري حزب الله بأنه “يخزن أسلحته الإستراتيجية في المباني المدنية ويستخدم السكان كدروع بشرية”. وأوضح أن “المنازل في البقاع فيها صواريخ ومسيّرات سنهاجمها قبل أن تشكل تهديدا لسكان إسرائيل”. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي “من المتوقع شن جولة أخرى من الهجمات. تستعد الطائرات الإسرائيلية لمهاجمة منازل في سهل البقاع اللبناني تحتوي على أسلحة إستراتيجية لحزب الله”، ودعا المدنيين إلى إخلاء المنطقة فورا. وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن 274 شخصا على الأقل، من بينهم 21 طفلا و31 امرأة، قتلوا في حين بلغ عدد المصابين 1024. وقال مسؤول لبناني طلب عدم الكشف عن هويته إن يوم الاثنين هو الأكثر دموية في لبنان منذ نهاية الحرب الأهلية التي استمرت 15 عاما. وقال نتنياهو إن إسرائيل ستواجه “أياما صعبة” في الوقت الذي تكثف فيه الضربات على حزب الله في جنوب لبنان، ودعا الإسرائيليين إلى الحفاظ على وحدتهم مع استمرار الحملة. وأضاف في رسالة بعد تقييم الوضع في مقر للجيش داخل تل أبيب “وعدت بأننا سنغير التوازن الأمني وتوازن القوى في الشمال، وهذا بالضبط ما نفعله”. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في مقطع فيديو نشره مكتبه “نكثف هجماتنا في لبنان، وستستمر العمليات حتى نحقق هدفنا بإعادة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم بأمان. هذه أيام يتعين فيها على الإسرائيليين التحلي بالهدوء”.

مشاركة :