الحسكة (سوريا) - انتخب حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي يسيطر عبر ذراعه العسكرية وحدات حماية الشعب الكردي على شمال شرق سوريا، قيادة جديدة في ختام مؤتمره العاشر الذي احتضنته مدينة الحسكة، وتم التشديد من خلاله على ترسيخ الإدارة الذاتية، وتطوير آليات الحماية الذاتية كأولوية في الفترة المقبلة. وعقد الاتحاد الديمقراطي مؤتمره يومي السبت والأحد بمشاركة 770 عضوا ممثلين لجميع ساحات الحزب في داخل وخارج سوريا. وشهد المؤتمر حضورا ومشاركة واسعة من القوى والأحزاب السياسية السورية والكردية، ومن البلدان العربية والبعض من الأحزاب الاشتراكية العالمية. وانتخب الحزب في المؤتمر الذي عقد تحت شعار “معا من أجل تحقيق الحرية الجسدية للقائد آبو، ترسيخ الإدارة الذاتية وبناء سوريا الديمقراطية” غريب حسو وبروين يوسف خلفا لصالح مسلم وآسيا عبدالله اللذين ترأسا الحزب منذ المؤتمر الماضي. ويأتي انعقاد المؤتمر في فترة حساسة تمر بها المنطقة في علاقة بالتصعيد الإسرائيلي في غزة ولبنان، ومخاوف من توسع نطاق الصراع والذي لن تكون منطقة شمال شرق سوريا بمنآى عنه. ويقول مراقبون إن التحدي الأخطر بالنسبة لحزب الاتحاد الديمقراطي في هذه المرحلة هو المسار الجاري العمل عليه لتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، وما قد يفرزه من تحديات تهدد مكاسب أكراد سوريا. ويعتقد المراقبون أن القيادة الجديدة للاتحاد الديمقراطي ستمضي في استكمال مسار القيادة السابقة، إن كانت الأمور لن تكون سالكة كثيرا بالنسبة لها لاسيما مع إصرار تركيا على ضرب أركان الإدارة الذاتية والعمل على شلها. الاتحاد الديمقراطي انتخب غريب حسو وبروين يوسف خلفا لصالح مسلم وآسيا عبدالله اللذين ترأسا الحزب منذ المؤتمر الماضي وغريب حسو الذي جرى اختياره رئيسا جديدا للحزب، هو من مواليد عام 1967 في قرية قسطل جندو في مقاطعة عفرين، متزوج وأب لأربعة أطفال. ودرس المرحلة الابتدائية والثانوية في مدرسة قريته. وفي مرحلة شبابه انخرط في ميدان السياسة والتنظيم وتعرف على فكر وفلسفة حركة التحرر الكردية. واعتقل غريب حسو ثلاث مرات من قبل السلطات السورية آخرها في عام 2011. ومع بداية الحراك الشعبي في سوريا كان له دور بارز في النشاط الثوري والتنظيمي كعضو مؤسس لحزب الاتحاد الديمقراطي. وعمل حسو ممثلا لحزب الاتحاد الديمقراطي وحركة المجتمع الديمقراطي في باشور كردستان.. كما تولى مهام الرئاسة المشتركة لحركة المجتمع الديمقراطي لدورتين. وسيتشارك حسو الرئاسة مع بروين يوسف، وهي من مدينة ديريك في مقاطعة الجزيرة، مواليد عام 1986، كانت تحصلت على شهادة المعهد العالي للمحاسبة والتمويل من جامعة دمشق. وقبل 2012، انخرطت يوسف في الحركة الشبابية الكردية، ثم تفرغت بعد اندلاع الأزمة السورية في العام 2011 للنشاط النسوي والدفاع عن حقوق المرأة. وشغلت يوسف منصب الرئيسة المشتركة لمجلس إيالة ديريك من عام 2012 وحتى 2014، وكانت من المؤسسين للإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا. وساهمت في صياغة العقد الاجتماعي لمقاطعة الجزيرة في العام 2013، وتولت عضوية ديوان رئاسة المجلس التشريعي في مقاطعة الجزيرة حتى نهاية 2016. لاحقا، شغلت منصب الرئيسة المشتركة في هيئة العمل والشؤون الاجتماعية في 2017، ثم الرئيسة المشتركة لمقاطعة قامشلو من 2018 حتى 2022. انعقاد المؤتمر يأتي في فترة حساسة تمر بها المنطقة في علاقة بالتصعيد الإسرائيلي في غزة ولبنان، ومخاوف من توسع نطاق الصراع وتولت يوسف منصب الرئيسة المشتركة لمكتب التنظيم في حزب الاتحاد الديمقراطي، منذ المؤتمر التاسع وحتى انعقاد المؤتمر العاشر. ودأب الاتحاد الديمقراطي على إشراك المرأة في رئاسة الحزب، فيما يعكس المكانة المهمة التي تضطلع بها النساء في المشهد العام الكردي. ويرجح المراقبون أن تكون القيادة الجديدة أكثر اندفاعا من القيادة المنتهية ولايتها، سواء لجهة التمسك بخيار إجراء انتخابات بلدية في الإدارة الذاتية، أو في إدارة التوترات مع أنقرة وحتى دمشق. وشدد البيان الختامي للمؤتمر على أن حل الأزمة السورية لن يتم دون تحرير كامل الجغرافيا السورية من الاحتلال التركي وعودة آمنة للمهجرين إلى أرضهم، ومناهضة عمليات التغيير الديموغرافي وكافة جرائم الحرب بحق الأهالي والمهجرين ومقدراتهم، وبشكل خاص ما يتعرض له أبناء عفرين وسري كانيي وتل أبيض وباقي المناطق السورية. وأكد البيان أهمية تطوير العمل المشترك ونسج التفاهمات مع قوى المعارضة الوطنية التي تؤمن بالحل الديمقراطي في سوريا، وفي الوقت نفسه الانفتاح على الحوار مع مختلف الأطراف السورية على أساس صون مصالح الشعوب، في مقدمتها القضية الكردية كقضية وطنية عادلة وفق دستور ديمقراطي توافقي. ووجه المؤتمر العاشر للحزب بتصعيد النضال بكافة الوسائل المشروعة من أجل تحقيق حرية القائد آبو الجسدية والحل السياسي للقضية الكردية، وترسيخ الإدارة الذاتية، وبناء سوريا ديمقراطية لا مركزية، والعمل على تطوير نظام الحماية الذاتية وحرب الشعب الثورية والاقتصاد المجتمعي وتطوير العمل الدبلوماسي وعقد علاقات مع الأطراف الكردستانية والدولية والإقليمية والمجتمعية، وتعزيز وتقوية ودعم قوات سوريا الديمقراطية. وفي نهاية أعمال المؤتمر عاهد المؤتمرون على رفع مستوى العمل حتى تحقيق الأهداف المرجوة وتحقيق المكتسبات المتحققة في روج آفا وشمال وشرق سوريا، والعمل على تحقيق أهداف الحزب وإنهاء الاحتلال وبناء سوريا الديمقراطية، والعمل وفق فلسفة الأمة الديمقراطية ونهج حرية المرأة وريادة الشبيبة.
مشاركة :