أسدل معهد الشارقة للتراث، الستار على «ملتقى الشارقة الدولي للراوي» في نسخته الـ 24، بإقامة حفل ختامي شهد تكريم جميع المشاركين الذين ساهموا في إنجاح الفعاليات، التي شهدت مشاركة محلية وإقليمية ودولية متميزة. تضمن الحفل الختامي عرض فيلم وثائقي قصير وثّق مسيرة ملتقى الشارقة الدولي للراوي على مدى أكثر من عقدين من الزمان، بالإضافة إلى عرض من الفنون الشعبية الإماراتية. «حكايات الطيور» ثمّن د. عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث رئيس اللجنة العليا للملتقى، الذي كرّم المشاركين خلال الحفل الذي أقيم بمقر المعهد، تفاعل جميع الزائرين من مختلف أنحاء العالم مع التراث المحلي وتراث الشعوب الأخرى، مشيراً إلى أن جهود المعهد نجحت في إيصال رسالة الاهتمام بالتراث إلى الأجيال الجديدة، وهو ما يعكس رؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ودعمه اللامحدود لجعل التراث ركيزة أساسية في البناء الحضاري للدولة وإمارة الشارقة على وجه الخصوص. ووصف المسلم، شعار «حكايات الطيور» بأنه كان نافذة للعبور إلى عالم الحكاية الشعبية المرتبطة بالطبيعة، حيث تحمل الطيور في التراث الشعبي رسائل ومعاني تتعلق بالحرية والأمل والتواصل بين الثقافات، مشيراً إلى أن ملتقى هذا العام نجح في جمع رواة من مختلف قارات العالم، ما أتاح فرصة فريدة للتبادل الثقافي وعرض التراث الشفوي بصوره المتعددة. «الراوي» في كتاب وقالت عائشة الحصان الشامسي، مدير مركز التراث العربي التابع لمعهد الشارقة للتراث، المنسق العام لملتقى الشارقة الدولي للراوي، التي شاركت في تكريم المشاركين خلال الحفل، إن تحقيق هذه النجاحات جاء تتويجاً للجهود المبذولة في هذه الدورة حيث تم الاهتمام بكافة التفاصيل التي شملت التراث والفن والمعارف العلمية والأدبية، إلى جانب مشاركة الشباب واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بهدف الارتقاء بالتراث، بما ينسجم مع رسائله الإنسانية وقيمه الوطنية الأصيلة. وأشارت الشامسي إلى أن الملتقى أوصى، في ختام أعماله، بجمع المشاركات العلمية التي قُدمت خلال مسيرة «الراوي» في كتاب موحد، ما يُسهم في توثيق الأفكار والنقاشات واختيار بعض الموضوعات البارزة من الملتقيات السابقة، لإعداد موسوعات غنية بالمعلومات وإجراء حصر شامل لكافة عناصر «الراوي» المرتبطة بمختلف موضوعات الملتقى، لتسجيلها كعناصر تراثية عربية مشتركة، وإعداد مكنز خاص بالحكايات الشعبية في الوطن العربي، بالإضافة إلى طباعة أعمال الملتقى هذه السنة في كتاب ليكون مرجعاً قيماً للباحثين والدراسين. حكايا الشعوب وأوصت الشامسي بتخصيص ركن أو مجلس في الملتقى لتوثيق مرويات المشاركين مما يُتيح لهم سرد حكايا الشعوب، وحثّ الدول العربية على إدماج الحكايات والتراث الثقافي في المنظومة التعليمية، وتوجيه الجهود نحو سرعة تنفيذ مشروع المعهد لإعداد أرشيف التراث الثقافي غير المادي العربي، وإعداد ببليوجرافيا مشروحة للإنتاج المنشور بمعهد الشارقة للتراث، بالإضافة إلى مقترح إصدار كتاب شامل عن الطير وعلاقته بالتراث الشعبي، وإعداد معجم خاص للطير في التراث العربي وتصنيف عربي خالص للحكايات الشعبية.
مشاركة :