أول امرأة بحرينية عضو مجلس إدارة الاتحاد العالمي للعلاقات العامة فرع الخليج وتترأس نادي الروتر أكت بالمملكة.. عضو مجلس إدارة غرفة التجارة الأمريكية و«هوب تالنت».. صاحبة شركة خاصة في استراتيجيات الاستشارة والتطوير والتسويق والاتصالات وإقامة الحملات والفعاليات بالبحرين ولندن، رائدة الأعمال زهراء غلوم طاهر لـ«أخبار الخليج»: يقول رجل الأعمال الأمريكي الشهير مايكل جوردن: «لا تجعل العوائق توقف مسيرتك.. إذا واجهت حائطا فلا تستدر لتعود خائبا.. عليك أن تحاول تسلقه أو المرور من خلاله أو حتى الالتفاف من حوله»! نعم من يتحدى هو من يعيش، وكما قيل في قواميس الناجحين هاء الهزيمة تنطق عينا، فالعزيمة إرادة نفسية تمكن الفرد من القيام بالمطلوب بكل همة وحب واتقان مهما كلفه الأمر من وقت ومال وجهد وصبر حتى يحقق ما يريد. رائدة الأعمال زهراء غلوم طاهر، صاحبة إحدى كبريات شركات التخطيط الاستراتيجي للاتصالات والفعاليات بالبحرين ولندن، امرأة من طراز خاص، تتمتع بعزيمة بلا حدود صنعت منها نجاحها، فكانت أول بحرينية رئيسة نادي «الروتر اكت» بالمملكة وعضو مجلس إدارة الاتحاد العالمي للعلاقات العامة فرع الخليج، اخترقت كل الحواجز، وحطمت كل القيود، ووصلت إلى العالمية لتعكس صورة مشرفة ومشرقة للنساء البحرينيات المتألقات. لقد لعبت دورا بارزا في الارتقاء بمستوى ثقافة المستثمر وبيئة الأعمال والإعلام العربي بالمنطقة، انطلاقا من إيمانها بأن نجاح المرء علم وفن، وليس ضربة حظ، وأنه نتاج تفانٍ واستمرارية، ورؤية ما هو أبعد من أن يراه الآخرون، وأنه يقاس بالصعاب التي يتغلب عليها وبالثبات على الهدف، ومدى الثقة بالنفس التي تمثل بالنسبة إليها أول الإنجازات العظيمة، والأهم من كل ذلك هو الشغف بما يقوم به. بالطبع المشوار لم يكن سهلا، ولكن سعادتها بالوصول قد أنستها مشقة الطريق الذي نتوقف عند أهم محطاته في الحوار التالي: كيف أثرت نشأتك على مسيرتك؟ طفولتي كان ممتعة للغاية، وخاصة أنني عاصرت الزمن الجميل، الذي كان فيه أهل الفريج كالعائلة الواحدة المتماسكة المترابطة المتعاونة في كل شيء، الأمر الذي أسهم كثيرا في صقل شخصيتي، وفي عشقي للعمل التطوعي منذ الصغر، والذي أصبح يجري في دمي عبر مشواري، وأذكر أن أول نشاط لي في هذا المجال كان في الصف الثاني الابتدائي، ومنه انطلقت في هذا الحقل وأصبحت لي مشاركات اجتماعية متنوعة وعلى كافة الأصعدة، فضلا عن ممارسة الكثير من الهوايات. هوايات مثل ماذا؟ في تلك المرحلة العمرية كنت أمارس العديد من الهوايات منها على سبيل المثال القراءة والمشاركة في الحركة الكشفية وممارسة الرياضة وغيرها، وكان لالتحاقي بحضانة رعاية الطفل والأمومة دور بارز في غرس قيمة العمل التطوعي بداخلي، حيث كنت أشارك من خلالها مع بقية الأطفال في كافة المناسبات الاجتماعية، ولعل أهم ما يميز تلك الفترة هو أنه كان جزءا أساسيا من هذه المناسبات، ولا شك أن لوالدتي الفضل الكبير في ذلك أيضا إلى جانب أختي نعيمة فقد تعلمت منهما حب العمل الجماعي والإنساني والإيثار وإنكار الذات وتحمل المسؤولية. متى جاءت انطلاقتك في العمل الصحفي؟ والدتي هي قدوتي في كل شيء، وكان لها دور كبير في تنمية كافة المواهب التي كنت أتمتع بها عند الصغر، وخاصة ملكة الكتابة، وأذكر أنه في الصف الأول الثانوي نظمت جمعية نهضة فتاة البحرين مسابقة على مستوى المدارس شاركت بها بمقال عن الانتفاضة الفلسطينية، وقد فزت بالجائزة الأولى، وكانت سعادتي بذلك بالغة، الأمر الذي جعلني أتعمق أكثر في هذا المجال الذي أحببته بشدة، وقد شجعتني ودعمتني في ذلك الراحلة عزيزة البسام التي أدركت أنني بالفعل موهوبة في العمل الصحفي، وتعلمت الكثير عنه على يديها، وأتقنت كتابة قصص الأطفال واجراء التحقيقات الصحفية، وأصبحت من الأسماء المعروفة في الصحافة المحلية ومع ذلك اقبلت على دراسة تخصص مختلف تماما في المرحلة الجامعية وهو الهندسة المدنية. وبعد التخرج؟ أثناء دراستي بجامعة البحرين وواصلت خلالها نشاطي التطوعي وقد عملت في فترة العطلات الصيفية بمجال التأمين الذي أقدمت على دراسته في معهد البحرين للدراسات المالية والمصرفية، وبعد التخرج وجدت صعوبة مثل غيري كثيرين في الحصول على وظيفة في تخصصي، فقررت مصاحبة أخي في رحلته الدراسية إلى الهند وبعد عدة أشهر عدت إلى المملكة، وبدأت مسيرتي المهنية في قطاع التأمين مع شركة أريج وذلك مدة أربع سنوات تقريبا، وكنت قد التحقت بعضوية نادي الروتر اكت في البحرين وأصبحت أول امرأة بحرينية تترأسه، ثم حدثت نقلة مهمة في مشواري. وما هي تلك النقلة؟ مع الوقت اكتشفت مهاراتي الخاصة في مجال العلاقات العامة بشكل عام، فقررت وبتشجيع ممن حولي تحويل مساري كليا إليه، وذلك بعد أن وصلت إلى منصب مدير في قطاع التأمين، وبالطبع كانت مخاطرة كبيرة، حيث كان عليّ أن أبدأ من الصفر من جديد في شركة متواضعة، ولكني خلال أشهر قليلة تقلدت مكانة مرموقة بها، ثم حدث أن تلقيت عرضا من أحد المستثمرين لتأسيس شركة في المجال نفسه، وقبلت، وأطلقنا سويا مشروعنا في مجال خدمات التسويق الاستراتيجي والاتصالات والفعاليات الذي أصبح من بين أهم كبريات الشركات في هذا الحقل، وذاع صيتنا بصورة لافتة، وخاصة بعد قيامنا بتنظيم الكثير من الفعاليات البارزة على الساحة. أهم هذه الفعاليات؟ من أهم الفعاليات التي نظمتها شركتنا وأشرفت عليها افتتاح مرفأ البحرين المالي، ووضع حجر الأساس لمشروعي «العرين» و«تالا ومرسي»، وانعقاد أول مؤتمر عالمي في مجال الاقتصاد الإسلامي وغيرها، وخلال سنوات قليلة وصلت إلى العالمية وأصبحت من رائدات الأعمال وذلك بعد تأسيس شركة خاصة من جديد ومن الصف وهذه المرة بالشراكة مع صديقة أمريكية، وتم ذلك في البحرين ولندن وعلى مستوى عالمي، وقد كان لنا دور رائد في مجالنا يشهد له الجميع. حدثينا عن ذلك الدور؟ لقد أسهمت شركتنا في دخول شركات عالمية للسوق البحريني، وفي المقابل وصول شركات بحرينية إلى السوق العالمي، وكم أنا فخورة بإقامة أول منتدى إقليمي للإرشاد والتوجيه للشركات والأفراد، ومن ثم نشر الوعي في هذا الشأن، وكذلك إعداد منتدى الشرق الأوسط للاستدامة، وإطلاق حملة «صمم مستقبلك» التي خاطبت من خلالها الشباب لتأكيد أنهم المسؤول الأول عن تشكيل وصياغة مستقبلهم، وليس أي طرف آخر. أصعب مرحلة في مشوارك؟ لا شك أن مرحلة الجمع بين مسؤوليتي كأم خاصة في مرحلة المراهقة وبين مهامي العملية في شركتي الخاصة كانت من أقسى المراحل، ولكن مع اندلاع جائحة كورونا تم التغلب على هذه الصعوبة نتيجة التواجد مع بناتي لفترات أطول، وفي الوقت نفسه التركيز على تطوير مهاراتي العملية وخاصة في مجال التكنولوجيا، حتى أنني أبهرت الجميع حين قمت بتنظيم أول فعالية افتراضية لجمعية أوال النسائية بمناسبة الاحتفال بمرور خمسين عاما على نشأتها، وتحديت نفسي في هذا الحدث، ولله الحمد كانت من أجمل وأهم الفعاليات التي حضرها حوالي 400 شخص أون لاين وقد لاقت إعجاب وتقدير جميع المشاركين. كيف ترين المرأة البحرينية اليوم؟ أنا أرى أن المرأة البحرينية هي الأكثر حظوظا في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، ومهنيا لم أواجه قط أي مشاكل أو صعوبات لكوني امرأة، وكل ما أتمناه هو يتم تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص بشكل موضوعي حتى لا يصبح ضد مصلحة المرأة، بمعنى أن نمنح تلك الفرص لمن يستحق استنادا على معيار الكفاءة وليس الجنس، كما أود هنا توجيه رسالة مهمة لأي امرأة وهي أن تبذل ما في وسعها لإثبات نفسها في أي موقع عملي كان ليس لكونها امرأة، وإنما بالاعتماد على نديتها للرجل من حيث القدرات والمؤهلات. مصدر قوتك ونقطة ضعفك؟ مصدر قوتي هو التحلي دوما بالصبر وبالقناعة التي أراها كنزا لا يفنى، وهو ما أحاول دائما غرسه في نفوس بناتي، فضلا عن أهمية التفاني الشديد من أجل الوصول إلى أهدافي وتحقيق طموحاتي، أما نقطة ضعفي فهي تطوير مهاراتي الأكاديمية، وهو ما أحاول التركيز على علاجها في المرحلة المستقبلية. طموحك الحالي؟ أتمنى أن أسهم من خلال مشروعي الخاص في وضع البحرين على خريطة الشرق الأوسط في إنجازاتها، لإثبات أننا دولة كبيرة بتأثيرها وبإنجازاتها رغم صغر مساحتها، وأن اواصل مسيرة عملي التطوعي لخدمة المجتمع، وأثبت دوما انتمائي وولائي لهذا الوطن بدون انتظار أي مقابل.
مشاركة :