صدر حديثاً كتاب جديد عن معهد الشارقة للتراث للباحث الكويتي طلال الرميضي بعنوان «الصقر في التراث الكويتي»، ضمن مطبوعات ملتقى الشارقة الدولي للراوي في دورته الـ 24، وجاء الكتاب في 340 صفحة من الحجم المتوسط، متضمناً الكثير من الصور القديمة واللوحات الفنية لتراث الصقور والمقناص بالكويت. ويقول رئيس معهد الشارقة للتراث د. عبدالعزيز المسلم في تقديمه للكتاب: «هذا الكتاب من هذه الإصدارات النوعية التي نختارها لكم بعناية، كي نرسم طريقاً واضحاً للثقافة الشعبية، وإننا نحاول بجهدنا انتقاء أجود الموضوعات، وأفضل الكُتاب والباحثين والدارسين، كي نقدم نخبة مميزة وموثوقة من الإصدارات الرصينة والملهمة، بحفظ أدبنا الشعبي وتقاليدنا، ومعارفنا الشعبية وتوثيقها، فإننا نصون التراث، وبذلك تترسخ مبادئ الهوية الوطنية، وتتنامى في الروح والوجدان، فنحفظ الهوية، وهذا هو شعار معهد الشارقة للتراث (نصون التراث... نحفظ الهوية)». وتناول الرميضي في الكتاب الصقر، الذي يُعد من الطيور الكواسر المعروفة بالتراث الكويتي، وله أهميته الكبرى في نفوس الأجداد. وتعتبر رحلات الصيد بواسطة الصقور من الأعمال المحببة لدى أهل الخليج العربي منذ القدم، وهي هواية قديمة مارسها الأجداد قروناً طويلة، ولها أعرافها وتقاليدها القديمة. وحظي الصقر بمكانة كبيرة في الذاكرة التراثية، لتميزه بعدة صفات جسدية، أبرزها: القوة، وسرعة انقضاضه على الفريسة بمخالبه الحادة، وحِدة البصر، ووقوفه شامخاً على الوكر أو على يد صاحبه، ومقدرته الفائقة على تحمُّل الظروف المناخية الصعبة، سواء في الخليج العربي أو خارجه. كما تطرَّق إلى مهنة الطواريح الذين يصطادون الصقور في بادية الكويت والأسواق القديمة التي يُباع فيها. وتناول الباحث الرميضي موضوع هواية القنص لدى أسرة الصباح، حيث عرف الكثير منهم منذ القدم بحُبهم لرياضة الفروسية والصيد بواسطة الصقور، وقيامهم برحلات للمقناص مع رجالهم في الصحاري، وقد توارثوا هذا الحُب والمهارة أباً عن جد، وقيلت في ذكرهم الكثير من القصائد الشعرية، ومنهم الشيخ مبارك الصباح، الملقب بـ «أسد الجزيرة». وأفرد الكثير من هذه القصائد التي حفظتها كتب التراث حول المقناص قديماً للعديد من الشعراء الكبار، منهم: فهد بن جافور، وعايش الجويسري، وشبيب الدقباسي، وسالم بن تويم، ومرشد البذال، ومحمد الخس، وسمير بن صليهم، وغيرهم. كما عرفت الكثير من الأمثال التراثية الجميلة حوله، منها: اللي ما يعرف الصقر يشويه، عين الحر ميزانه، إن طار الطير قول سبيل، قنص وخلى طيره، طير ابن برمان، وغيرها. كما تناول التراث الفني حول الصقر وما رسمه عدد من الفنانين الكويتيين، منهم: بدر جاسم القطامي، ومساعد البلوشي، وعلي نعمان، وإبراهيم أكبر. وتطرَّق الكتاب إلى موضوع استخدام الصقر في الشعار الرسمي والطوابع والعملات.
مشاركة :