بيروت/القدس 26 سبتمبر 2024 (شينخوا) صعد الجيش الإسرائيلي من هجماته على لبنان بشن سلسلة غارات على الجنوب اللبناني كما طاولت غاراته ضاحية بيروت الجنوبية مستهدفا قيادات لحزب الله اللبناني، في الوقت نفسه كثف حزب الله قصفه بالصواريخ والمسيرات على شمالي إسرائيل والتى طالت مدينة صفد وعدة مقرات وقواعد عسكرية. وتتواصل المواجهات بعنف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي الذي يشن منذ الاثنين الماضي هجوما جويا مكثفا غير مسبوق على لبنان أَطلق عليه اسم "سهام الشمال"، في حين يشن حزب الله في المقابل هجمات صاروخية على قواعد ومواقع إسرائيلية، في تصعيد خطير للنزاع منذ أكتوبر 2023 على خلفية الحرب الدائرة في قطاع غزة. --غارات على الحدود السورية اللبنانية وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق يوم الخميس أن طائراته الحربية أغارت على "بنى تحتية" على الحدود السورية اللبنانية، والتي قال إن حزب الله يستخدمها لنقل "وسائل قتالية" من سوريا. فيما تعد الغارة على المعبر الذي يربط منطقة القصير بريف حمص مع لبنان، هي الأولى على المنطقة الحدودية السورية منذ تصعيد العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان خلال الأيام الماضية. ويبلغ عدد المعابر الشرعية بين لبنان وسوريا وفق مصادر عسكرية لبنانية، خمسة معابر، موزعة على طول الحدود بين البلدين والبالغة نحو 375 كيلومترا. من جانبه، أفاد التلفزيون الرسمي السوري بأن غارة جوية إسرائيلية استهدفت معبر مطربا على الحدود السورية اللبنانية في محافظة حمص وسط البلاد يوم الخميس، مما أدى إلى إصابة ثمانية من موظفي مراقبة الحدود وعدد غير معروف من المدنيين. وبحسب التلفزيون السوري، فإن الغارة الجوية استهدفت جسرا بالقرب من معبر مطربا، مما أدى إلى إلحاق أضرار بالجسر، مضيفا أن المصابين هم أربعة من شرطة الحدود ومثلهم من موظفي الجمارك. كما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قضى على المدعو محمد حسين سرور قائد الوحدة الجوية في حزب الله "الإرهابي" في غارة دقيقة استهدفت الضاحية الجنوبية في بيروت. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي على منصة ((اكس)) إن الجيش قضى على المدعو محمد حسين سرور قائد الوحدة الجوية في حزب الله "الإرهابي"، وأضاف أن العملية تمت في غارة دقيقة استهدفت الضاحية الجنوبية في بيروت. وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق اليوم أنه شن هجوما بشكل "موجه ودقيق" في بيروت فيما تحدث إعلام إسرائيلي عن أن الغارة استهدفت في عملية اغتيال قياديا في حزب الله في الضاحية الجنوبية. وفي المقابل، اعترف حزب الله اللبناني، في بيان مساء يوم الخميس، بمقتل القائد محمد حسين سرور "الحاج أبو صالح" مواليد العام 1973 من بلدة عيتا الشعب في جنوب لبنان، قائلا أنه ارتقى على طريق القدس. وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة اللبنانية، في بيان، أن غارة العدو الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت أدت إلى مقتل شخصين وإصابة 15 شخصا بجروح من بينهم امرأة حالتها حرجة. فيما أفادت ((الوكالة الوطنية للإعلام)) اللبنانية الرسمية بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت غارة استهدفت شقة في مبنى سكني في حي القائم بضاحية بيروت الجنوبية. وذكرت الوكالة أن الغارة طاولت شقة بثلاثة صواريخ في المبنى الذي يضم عشرة طوابق، وقد هرعت فرق الإسعاف والدفاع المدني إلى المكان الذي ضربت القوى الأمنية حوله طوقا. ويعتبر الهجوم الاسرائيلي اليوم على الضاحية الجنوبية لبيروت السادس من نوعه بعد غارة على منطقة الغبيري أول أمس الثلاثاء، استهدفت القيادي في الحزب ابراهبم قبيسي وسبقتها غارة في 23 سبتمبر الجاري حاولت اغتيال القيادي في حزب الله علي كركي في قصف صاروخي على حي ماضي، وطاولت غارة في 20 سبتمبر الجاري القيادي البارز في حزب الله ابراهيم عقيل، إضافة إلى غارة استهدفت القائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر في 30 يوليو الماضي، فيما طاولت غارة أولى في مطلع العام القيادي في حركة حماس صالح العاروري. --إسرائيل تصادق على المزيد من الخطط الهجومية في لبنان وصادق وزير الدفاع الإسرائيلي يؤآف غالانت يوم الخميس على المزيد من الخطط الهجومية في لبنان، في الوقت نفسه أنهى الجيش الإسرائيلي تمرينا يحاكي مناورة برية فى لبنان. وذكر بيان صادر عن مكتب غالانت أنه صادق على المزيد من الخطط الهجومية في لبنان بمشاركة رئيس الأركان هرتسي هاليفي. وقال غالانت في البيان "نواصل تسلسل العمليات للقضاء على إرهابيي حزب الله وتفكيك التشكيلات الهجومية وتدمير الصواريخ والقذائف". وأضاف "لدينا مهام إضافية يجب إنجازها لتمكين سكان الشمال من العودة إلى منازلهم وسنواصل اختلال توازن حزب الله وتعميق محنته". في الوقت نفسه، أكد الجيش الإسرائيلي اليوم أنه أنهى تمرينا يحاكي مناورة برية في لبنان. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي افيخاي ادرعي، في بيان، إن اللواء السابع في الجيش الإسرائيلي اختتم تمرينا يحاكي مناورة برية في لبنان. وأضاف أدرعي أن التمرين جرى على بعد عدة كيلو مترات عن الحدود اللبنانية وتدربت خلاله القوات على القتال وسط تضاريس وعرة وجبلية. وتابع "خلال التمرين، رفعت القوات مستوى أهليتها العملياتية واللوجستية للتعامل مع سيناريوهات القتال المختلفة على أرض العدو الشمالي". ويأتي ذلك غداة استدعاء الجيش الإسرائيلي لواءين من قوات الاحتياط على الحدود الشمالية، وإعلان قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أوري غوردين إن القوات الإسرائيلية مستعدة لتنفيذ مناورة برية في لبنان. --ارتفاع محصلة ضحايا الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان إلى 1540 قتيلا أفاد تقرير لوحدة إدارة مخاطر الكوارث الحكومية في لبنان مساء اليوم بأن محصلة عدد الضحايا في الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان منذ 8 أكتوبر 2023 بلغت 1540 قتيلا 5410 جرحي. جاء ذلك في تقرير أذاعه منسق لجنة الطوارئ الحكومية اللبنانية وزير البيئة ناصر ياسين وأعدته وحدة إدارة مخاطر الكوارث الحكومية المدعومة من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان. وذكر التقرير أن مجمل عدد الضحايا الإجمالي منذ اندلاع المواجهات بين حزب الله والجيش الاسرائيلي في 8 أكتوبر الماضي وصل إلى 1540 قتيلا، فيما بلغ عدد الجرحى 5410. وأوضح تقرير الوحدة أن 60 شخصا قتلوا وجرح و81 آخرين يوم الخميس في مختلف مناطق لبنان، وفقا للبيانات المتلاحقة التي تصدر عن وزارة الصحة اللبنانية. وأوضح التقرير أن عدد مراكز إيواء النازحين في المرافق العامة ارتفع إلى 565 مركزا تشمل مدارس رسمية ومجمعات تربوية ومعاهد مهنية ومراكز زراعية وغيرها موزعة في مختلف المحافظات. وأشار إلى أن آلاف سافروا جوا أو عبروا الأراضي اللبنانية إلى سوريا، مشيرا إلى أنه خلال اليومين الأخيرين، سجل الأمن العام اللبناني عبور 15600 مواطن سوري و 16130 مواطن لبناني إلى الأراضي السورية. --حزب الله يقصف مقرات وقواعد شمالي إسرائيل وفى المقابل، أعلن حزب الله اليوم في بيانات منفصلة أنه قصف بالصواريخ والمسيرات مدينة صفد وعدة مقرات وقواعد شمالي إسرائيل دفاعا عن لبنان وشعبه. وذكر الحزب في بياناته أن القصف طال مقر قيادة المنطقة الشمالية في قاعدة "دادو" والمقر الإحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في "عميعاد" بدفعات من الصواريخ. وقال إنه شن في هجمات اليوم هجوما جويا بسرب من المسيرات الانقضاضية على قاعدة شمشون (مركز تجهيز قيادي ووحدة تجهيز إقليمية)، مستهدفا أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها ، كما شمل الهجوم مستعمرة "أحيهود "بِخمسين صاروخا. وقالت مصادر عسكرية لبنانية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن مواقع الجيش اللبناني رصدت اليوم إطلاق عدة مسيرات وأكثر من 200 صاروخ من جنوب لبنان نحو شمال إسرائيل. وأضافت أن الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ اليوم حوالي 80 غارة جوية على مناطق وبلدات بجنوب وشرق لبنان، وشملت الغارات بجنوب لبنان 45 بلدة ومناطق مفتوحة على طول الخط الممتد من الناقورة غربا وحتى مرتفعات شبعا شرقا. وفي مناطق شرق لبنان، قالت المصادر ذاتها أنه "تم تسجيل 35 غارة إسرائيلية على بلدات محيطة بمدينة بعلبك وفي محور مشغرة في البقاع الغربي". وأضافت أن عنصرا من حزب الله قتل وجرح آخر عصر اليوم جراء غارة نفذتها مسيرة إسرائيلية على دراجة نارية في بلدة القصر بشرق لبنان. وجاء تصاعد المواجهات خلال الأيام الماضية بعدما أعلنت إسرائيل عن توسيع أهداف الحرب ضد حركة حماس إلى الحدود مع لبنان للسماح بعودة المستوطنين إلى شمال إسرائيل الذين كانوا نزحوا منه بفعل المواجهات بين حزب الله والجيش الاسرائيلي، في حين أعلن حزب الله عن دخوله في مرحلة جديدة عنوانها مرحلة "الحساب المفتوح" يتابع فيها الحزب معركة اسناد غزة.■