تعكس الثقافة الشعبية والتراث الإماراتي الدور الكبير والاهتمام الذي أولاه أهل الإمارات قديماً لذوي الإعاقة، بل شملت الرحمة والرأفة الكثير من فئات المجتمع. ويرجع تاريخ الاهتمام بذوي الإعاقة إلى ما قبل الاتحاد، وذلك لأنهم جزء أصيل من المجتمع. جاء ذلك خلال ورقة عمل قدمها د. سعيد الحداد، الباحث بمعهد التراث في الشارقة، في ندوة أقامها المعهد أمس، بعنوان الرعاية الاجتماعية لذوي الإعاقة في الثقافة الشعبية. واستهدفت الندوة التي حاضر فيها الحداد وعادل الزمر، من جمعية المكفوفين بالشارقة، وقدمها د.عادل كسادي، من معهد التراث، فئة الأشخاص ذوي الإعاقة، والجمعيات والأفراد العاملين فيها. وتناولت الندوة محورين أساسيين، هما صورة الأشخاص ذوي الإعاقة في الثقافة الشعبية، والدور المجتمعي إزاءهم. وقال الحداد: سجل التراث الشعبي تمتع المجتمع الإماراتي بالرحمة والرأفة، ولاسيما تجاه ذوي الإعاقة، فصورة ذي الإعاقة في الثقافة الشعبية الإماراتية تعكس مدى الاهتمام بفئة مهمة تمكنت من خدمة وطنها، بعد أن نالت قدراً كبيراً من الاهتمام. وذكر أن العادات والتقاليد المجتمعية والدينية هي التي أرست دعائم الرأفة بهم، ودفعت أبناء المجتمع إلى هذا الاهتمام، ما دفعهم للقيام بدورهم في خدمة المجتمع. وسلط الحداد الضوء على الدور المجتمعي الذي تقدمه الإمارات لخدمة هذه الفئة، وأخذ الكثير من الاعتبارات في الخدمات المقدمة، التي تضاهي بها الدولة أفضل دول العالم بما توفره من إمكانات كبيرة في مجالات التعليم والرعاية، وهي امتداد لاهتمام الآباء من قبل. وتناول الزمر في ورقة عمل قدمها مراحل اهتمام الدولة بالمعاقين، لاسيما المكفوفين، وحصولهم على فرص عمل بعد نيل قسط كبير من الاهتمام والتعليم، ما أسهم في بناء دولة الإمارات. وسلط الضوء على أهم الخدمات المقدمة لهم والرعاية الكبيرة التي يلقاها ذوو الإعاقة، ما أحدث طفرة كبيرة وإضافة حقيقية للمنتج البشري الوطني. وتحدث الزمر عما يسمى بالعصر الذهبي بالنسبة لذوي الإعاقة، والاستفادة من التقنيات الحديثة التي سخرتها المؤسسات الحكومية والخاصة ووسائل الإعلام في الإمارات، لخدمة هذه الفئات المهمة من المجتمع، لمزاولة مهامهم الوظيفية والانخراط التام في المجتمع الإماراتي، والقيام بدور كبير في التنمية التي تتمتع بها الدولة. وأثرى الحضور من المهتمين بالتراث الإماراتي وأعضاء الجمعية الندوة بالكثير من التساؤلات حول الاهتمام الشعبي التقليدي بالمكفوفين، وذوي الإعاقة وأهم السبل التي تعامل بها أهل الإمارات قديماً مع هذه الفئة.
مشاركة :