مقالة خاصة: سكان غزة يتابعون بقلق التصعيد العسكري بين حزب الله وإسرائيل

  • 9/28/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

رغم انقطاع التيار الكهربائي وفقدانهم أساسات مقومات الحياة، يتابع الفلسطينيون في قطاع غزة الأنباء الواردة من لبنان حول التصعيد العسكري بين إسرائيل وحزب الله، عبر محطات الراديو المحلية والمجموعات الإخبارية على مواقع التواصل الاجتماعي. ويقول الحاج عليان صافي، وهو نازح فلسطيني من مدينة غزة يعيش في خيمة بمواصي خان يونس جنوب قطاع غزة، إنه يجتمع يوميا مع عدد من جيرانه لسماع الأخبار بشأن القتال المحتدم منذ عدة أيام بين إسرائيل وحزب الله عبر أثير إذاعة محلية من خلال هاتفه النقال (غير الذكي). وينتاب صافي ورفاقه حالة من الخوف والقلق من أن يؤدي التصعيد العسكري الجاري إلى عدم الاهتمام الدولي بما يجري في القطاع الساحلي من حرب مدمرة منذ نحو عام. ويشن الجيش الإسرائيلي منذ الاثنين الماضي هجوما جويا مكثفا غير مسبوق على لبنان أطلق عليه اسم "سهام الشمال"، في حين يشن حزب الله في المقابل هجمات صاروخية على قواعد ومواقع إسرائيلية. ومنذ الثامن من أكتوبر 2023، يتبادل حزب الله والجيش الإسرائيلي القصف عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية على خلفية الحرب الدائرة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل في قطاع غزة. وقال صافي (66 عاما) لوكالة أنباء ((شينخوا)) بينما يشير بخفض صوت المذياع، إن الأحداث المستجدة في لبنان غطت على الأوضاع المعيشية المزرية في غزة والجهود المبذولة للتفاوض على وقف إطلاق النار. وأضاف الرجل بنبرة صوت حزينة أن "الأحداث في قطاع غزة أصبحت قضية ثانوية بالنسبة لوسائل الإعلام المختلفة التي كانت تبث على مدار الساعة قبل التصعيد في لبنان ... لقد أصبحنا منسيين تماما فلا توجد أخبار عنا في وسائل الإعلام ولا عن مفاوضات وقف إطلاق النار". وصافي هو واحد من بين نحو 1.9 مليون شخص في القطاع الذي يقطنه 2.35 مليون نسمة أجبروا على النزوح من منازلهم منذ اندلاع الحرب في غزة. ويخشى صافي ورفاقه من أن يقود القتال الدائر بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله إلى قلة الاهتمام الدولي بالأوضاع في غزة وما وصفه "بالمجازر الإسرائيلية ضد المدنيين العزل". كما يخشى النازحون الذين يعيش غالبيتهم في خيام بالية ومراكز إيواء من أن تصبح حياتهم البائسة دائمة، بجانب عدم المقدرة على العودة مرة أخرى إلى منازلهم مع اقتراب دخول الحرب عامها الأول. وتحذر مؤسسات فلسطينية ودولية من أن 90 % من سكان القطاع بلا مأوى جراء نزوحهم وتدمير منازلهم، ما أدى إلى وجود مئات الآلاف في مخيمات غير صحية يكافحون من أجل العثور على الطعام والمياه النظيفة. وأفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بأن العائلات الفلسطينية في غزة تكافح من أجل البقاء بعد مرور قرابة 12 شهرًا على هذه الحرب الوحشية. وقالت الوكالة في بيان إن العديد من العائلات يبحثون عن مأوى في مدارس الأونروا المكتظة والتي تعرض بعضها للقصف بشكل متكرر، مشيرة إلى عدم وجود مكان آمن في غزة، والأوضاع المعيشية المتدهورة تزداد سوءًا. وعلى مقربة من صافي، جلس الشاب أنس بدر (37 عاما) النازح من مدينة غزة والذي فقد عددا من أفراد عائلته في غارة إسرائيلية على منزلهم قبل أشهر، يطالع اخر الأخبار على هاتفه المحمول. وقال بدر الذي يحلم بالعودة إلى منزله في غزة الغائب عنه منذ 8 أشهر ل((شينخوا)) "مر عام ولا أحد يهتم بنا.. كل يوم هناك قصف وقتلى وجرحى وتدمير منازل على رؤوس أصحابها". ومنذ السابع من أكتوبر الماضي تشن إسرائيل حربًا واسعة النطاق على غزة في أعقاب تنفيذ حركة حماس هجوما غير مسبوق على البلدات الإسرائيلية المحاذية لغزة أسفر عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي، وفقًا للسلطات الإسرائيلية. في المقابل قتل الجيش الإسرائيلي حتى الآن 41534 فلسطينياً وأصيب 96092 آخرون غالبيتهم من الأطفال والنساء، وفق أخر إحصائية أصدرتها وزارة الصحة في غزة. وبسبب الحرب الإسرائيلية، يعاني غالبية سكان القطاع من نقص في الغذاء والدواء والاحتياجات الإنسانية الأساسية، مما دفع المنظمات الدولية إلى التحذير من عواقب وخيمة قد تصيب القطاع، مثل المجاعة بين السكان المحليين. وأضاف بدر وهو يشعل سيجارته المصنوعة من ورق الشجر لشح التبغ المستورد منذ أشهر وارتفاع سعره "نتمنى من العالم الاهتمام بحالنا وأوضاعنا المأساوية". وتابع بدر أن السكان في القطاع "لا يملكون المال الكافي لإعالة أسرهم ويفتقرون أدنى مقومات الحياة من طعام وشراب وقلة الأغطية والفراش مع دخول فصل الشتاء". ومع اندلاع التصعيد العسكري بين حزب الله وإسرائيل عملت الأخيرة على تخفيض تواجدها العسكري في غزة لنقل وحدات رئيسية إلى حدودها الشمالية مع لبنان. ورغم ذلك ما يزال آلاف الجنود ينتشرون على أطراف القطاع الشرقية وفي المحاور الرئيسية وسط القطاع يمنعون النازحين من العودة إلى منازلهم، فيما تقوم الطائرات والمدفعية بتنفيذ هجمات على مدار الساعة في مناطق مختلفة من القطاع. وفاقمت الأمطار التي تساقطت على القطاع بداية الأسبوع الجاري الظروف المعيشية للسكان، حيث غرقت خيام النازحين بالمياه التي طالت أغطيتهم وملابسهم. وسار الأطفال الذين يعيشون في تلك الخيام حفاة الأقدام في الوحل، بينما أقام الرجال تلال من الرمال قبالة خيامهم المتناثرة قبالة شاطىء البحر خوفا من وصول المياه إليها. وقالت الفلسطينية سوسن ماضي، وهي أم لخمسة أطفال، نازحة من مدينة غزة بينما خرجت تضع فراشهم قبالة أشعة الشمس "كافة أغراضنا امتلأت بمياه المطر، ولم نعرف ماذا نفعل ؟" وأضافت ماضي بصوت خافت وهي تنظر إلى السماء "هذه بداية الشتاء، لا نعلم ماذا سيحدث لنا في الأيام المقبلة، وكيف ستصبح حياتنا ؟" وطالبت ماضي، التي تحصل على وجبات طعام من بعض المؤسسات الإنسانية، دول العالم بإيجاد حل سريع لإنهاء المأساة في غزة وعودة السكان إلى منازلهم.■

مشاركة :