ينظّم الجناح الوطني لدولة الإمارات ضمن مشاركته في المعرض الدولي للعمارة الـ15 في بينالي البندقية لعام 2016، معرض تحولات: البيت الوطني الإماراتي الذي سيستضيف مجموعة متنوعة من المواد الأرشيفية والصور، بالإضافة إلى المخططات المعمارية والنماذج المعمارية. سأحيا وأموت في هذا البيت المواطنة راوية السرور تعيش وحيدة في بيتها الشعبي بمنطقة المقام، بالرغم من أن ابنتها فاطمة حاولت إقناعها مراراً بالانتقال إلى منزلها والعيش معها، لكن بلا جدوى، وقالت: سأحيا وأموت في هذا البيت. هذا وتتولى مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان مهام المفوّض الرسمي للجناح الوطني لدولة الإمارات في بينالي البندقية، بدعم من وزارة الثقافة وتنمية المعرفة. ويبرز المعرض التحولات التي مرّت بها البيوت الوطنية الإماراتية، التي تعرف أيضاً بالبيوت الشعبية، مستكشفاً من خلاله كيفية تحول النموذج الأساسي للبيوت الشعبية الإماراتية التي جرى بناؤها في دولة الإمارات خلال فترة بدأت منذ السبعينات في الأحياء السكنية في أغلب مدن الدولة، لتوفر السكن ووسائل الترفيه الحديثة للسكان المحليين. يضم نمط البيت الوطني سلسلة من الغرف المطلة على ساحة فناء داخلي، وعلى مدار السنوات، أضافت العائلات المقيمة العديد من مختلف التعديلات المعمارية إلى النموذج الأساسي للبيت الوطني ليتلاءم مع متطلباتهم، لتصبح بيوتاً فردية تعكس ثقافتهم وأسلوب حياتهم. ويشرف على المعرض القيّم ياسر الششتاوي الأستاذ المشارك في قسم الهندسة المعمارية بجامعة الإمارات العربية المتحدة، والذي يُعد أحد أبرز الشخصيات المرموقة في مجال التخطيط الحضري والهندسة المعمارية بالمنطقة. وسيستضيف المعرض بين أركانه مجموعة من المواد التاريخية والتقنيات الحديثة، بما في ذلك تحليل معماري شامل عن البيت الوطني لإحدى العائلات الإماراتية، هذا بالإضافة إلى قصاصات من بعض الإصدارات الصحافية الأرشيفية التي توثّق بداية برنامج البيت الوطني. وسيستضيف المعرض تشكيلة متنوعة من الصور القديمة التي يعود تاريخها إلى فترة السبعينات والتي التقطها المصوّر الهولندي جيرارد كلاين، بالإضافة إلى صور حديثة كُلفت بها المصورة الإماراتية ريم فلكناز. من جانبها، قالت مدير الفنون والثقافة والتراث في مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان، خلود العطيات: يرصد الششتاوي في بحثه التفصيلي الشيّق جوانب هذا العنصر الفريد ضمن المشهد الحضري والمعماري بدولة الإمارات، بينما يتيح لنا هذا المعرض فرصة إبراز جانب أقل شهرة للإرث المعماري الإماراتي في إحدى أبرز الفعاليات المعمارية العالمية. والتزاماً برسالة مؤسستنا في الاستثمار في مستقبل دولة الإمارات من خلال تعزيز وتطوير العنصر البشري، نفتخر بمعرض هذا العام، الذي سيسلط الضوء على المساحات اليومية في حياة المواطنين بدولة الإمارات، بما سيشكل رؤية جديدة عن الحوار المعماري حول دولة الإمارات. من ناحيته، قال ياسر الششتاوي إن المعرض يقدم رؤية شاملة حول البيت الوطني باعتباره تجربة معمارية جديرة بالاهتمام، إذ يشارك أفراد المجتمع مشاركة فعّالة في بناء وتعديل بيئتهم الحضرية. وهذا المعرض يسلط الضوء على الأحياء الشعبية باعتبارها شاهداً حياً ومستمراً على عزم أهل الإمارات وقدرتهم على التأقلم، ورغم التطورات والتحولات التي شهدها البيت الوطني إلا أنه لايزال عنصراً جوهرياً ورئيساً في المشهد الحضري والمعماري الإماراتي. هذا وسيضم معرض تحولات: البيت الوطني الإماراتي، المقام في المقر الدائم للجناح الوطني لدولة الإمارات في بينالي البندقية في موقع أرسينال- سالي دي آرمي، أربعة أقسام متصلة ببعضها، وهي عبارة عن سلسلة من الأبعاد، تأخذ زوار المعرض في رحلة تنطلق بهم من المشهد العمراني العام وصولاً إلى البيت الوطني. ويعتمد تصميم المعرض على تركيب هيكل شبكي من العوارض تقسّم مساحة الجناح إلى أربعة أقسام تفصلها جدران، ليروي للزوار قصّة البيت الوطني من خلالها.
مشاركة :