الجناح الوطني يوثّق تحولات البيت الشعبي في بينالي البندقية

  • 3/18/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

محمد عبدالسميع (دبي) في إطار البرنامج العام لمعرض «أيام التصميم دبي» 2016، قدم د. ياسر الششتاوي، القيّم على الجناح الوطني لدولة الإمارات في بينالي البندقية، والأستاذ المشارك في قسم الهندسة المعمارية بجامعة الإمارات العربية المتحدة في العين، أمس الأول، حواراً استعرض فيه جوانب من معرض «تحولات: البيت الوطني الإماراتي»، المقرر إقامته أثناء مشاركة الجناح الوطني في الدورة الـ15 للمعرض الدولي للعمارة في بينالي البندقية 2016. وأقيمت الجلسة الحوارية في «الاستوديو» في معرض «أيام التصميم دبي»، بمقره «ذا فينيو» وسط مدينة دبي في بوليفارد محمد بن راشد. وتناول الششتاوي في عرضه المراحل التاريخية لتطور البيوت الشعبية منذ البدايات، وقدم صوراً أرشيفية وخرائط ومخططات وقصاصات من الصحف الإماراتية عن تلك الفترة توثق وتبرز الزيارات الميدانية، وجهود المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في متابعة مراحل الإنشاء والتنفيذ. وأشار إلى أن هذه الصور والمخططات توضح شكل الشعبيات في فترة السبعينيات. وأضاف: هناك تشابه وتطابق في تصميم البيوت الشعبية على مستوى كافة إمارات الدولة في ذاك الوقت. وتطرق الششتاوي إلى التحولات والتغيرات التي طرأت على تفاصيل تصميم البيوت، موضحاً أنها كانت نتيجة لاحتياجات معينة كفصل المطبخ عن غرف المعيشة، وارتفاع السور المحيط بالمسكن، ووجود الزخارف الجصية في أعلى الجدران، والاهتمام بزراعة الأشجار المحيطة بالبيت كونها تساهم في توفير الخصوصية لأهله. مشيراً إلى أن البيت الشعبي تم تصميمه وفق نظرة المعماريين المتأثرين بالبيوت التقليدية، فتخطيط البيوت يعتمد على وجود فناء داخلي أمام الغرف. وتحدث الششتاوي عن الجانب الإنساني المتعلق بالبيوت الشعبية، بعرض مشاهد لحياة الناس في هذه البيوت والعلاقة التي تنشأ بين المكان وسكانه، لتعكس ثقافتهم وأسلوب حياتهم، بالإضافة إلى أن تصميم البيوت حرص منذ البداية على مراعاة العادات والتقاليد في المجتمع، من خلال فصل مجالس النساء عن مجالس الرجال. موضحاً أن البيوت الشعبية شاهد حي على الزخم المتزايد للعناصر المعمارية الإماراتية على مدار الأعوام، ومن خلال التركيز على الأحياء السكنية التي تضم بيوتاً شعبية يمكن أن نسلط الضوء على هذا الجانب من تطور النمط المعماري في الإمارات، والذي يهتم بالمساحات اليومية في حياة السكان. فعلى مدار السنوات، أضاف الإماراتيون لمساكنهم العديد من التعديلات المعمارية لتتلاءم مع متطلباتهم، ولتصبح بيوتاً فردية تعكس ثقافتهم وأسلوب حياتهم. وأشار الششتاوي إلى أن البيوت الشعبية تمثل استجابة لموضوع بينالي البندقية، والذي يتناول الطرق التي يمكن من خلالها تشكيل البيئة الحضرية لتحسين جودة حياة الشعوب، لأنها تجسد فكرة بدأها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في أواخر الستينيات بتوفير السكن الملائم لكل مواطن، كما أن البيوت الشعبية تعطي صورة عن نمط الحياة الاجتماعية في الإمارات في ذاك الوقت، وتلقي الضوء على التحولات التي مر بها المجتمع، والتي تعكس ثقافتهم وأسلوب حياتهم وعاداتهم وتقاليدهم، وتؤكد القدرة العالية على التكيف مع تطور أسلوب حياة العائلات الإماراتية. يشار إلى أن جناح الإمارات في بينالي البندقية تأسس بهدف دعم ممارسات الفنون المعاصرة في دولة الإمارات. وتقوم مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان بمهمة المفوّض الرسمي للجناح الوطني لدولة الإمارات في بينالي البندقية بإيطاليا، بدعم من وزارة الثقافة وتنمية المعرفة.

مشاركة :