تفاقم أوضاع الشرق الأوسط يدفع المستثمرين إلى الهروع لأصول الملاذات الآمنة

  • 10/2/2024
  • 08:01
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يؤثر تصاعد التوتر في الشرق الأوسط على ثقة المستثمرين ويثير مخاوف بشأن كيفية تأثر الأصول عالية المخاطر، مثل سوق الأسهم الأمريكية ذات القيمة العالية، إذا ازداد الوضع تفاقما. انخفضت الأسهم وهرع المستثمرون إلى أصول الملاذ الآمن مثل سندات الخزانة والدولار بعد أن أطلقت إيران وابلا من الصواريخ الباليستية على إسرائيل.   أسعار النفط قفزت أسعار النفط أكثر من 3 % اليوم الأربعاء بسبب المخاوف المتزايدة من تصاعد التوتر في الشرق الأوسط، مما قد يؤدي إلى تعطيل إنتاج الخام في المنطقة، بعد أكبر ضربة عسكرية وجهتها إيران على الإطلاق لإسرائيل. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 3.05 % إلى 75.8 دولار للبرميل، في حين زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 3.5 % إلى 72.1 دولار للبرميل خلال التعاملات. وصعد الخام الأمريكي بأكثر من دولارين في وقت سابق من الجلسة. وقفز الخامان القياسيان بأكثر من 5 % أمس الثلاثاء قبل اختتام التداول على صعود بنحو 2.5 %.   إمدادات النفط قالت بريانكا ساشديفا كبيرة محللي السوق في فيليب نوفا، إن أسواق النفط ركزت إلى حد كبير على مسألة ضعف التوقعات الاقتصادية العالمية التي تؤثر على الطلب على الوقود. وأضافت "مع ذلك، تحولت كفة الميزان بسرعة نحو المخاوف من انقطاع إمدادات النفط في الشرق الأوسط بعد أن أطلقت إيران صواريخ باليستية على إسرائيل". وقال محللون في بنك إيه.إن.زد في مذكرة إن التدخل المباشر لإيران، العضو في أوبك، يثير احتمال حدوث اضطرابات في إمدادات النفط، وأضافوا أن إنتاج إيران من النفط ارتفع إلى أعلى مستوى في ست سنوات عند 3.7 مليون برميل يوميا في أغسطس. الأسهم انخفض المؤشر ستاندرد آند بورز 500 يوم الثلاثاء بنحو 1.4 %، لكنه قلص خسائره لاحقا ليغلق منخفضا 0.9 %، في حين نزل المؤشر ناسداك المجمع ما يصل إلى 2.3 %، لكنه محا بعض الخسائر لينهي اليوم منخفضا 1.5 %. وكانت حركة الشراء مرتفعة للأصول التي يقبل عليها المستثمرون في حالات التوتر مثل الذهب وسندات الخزانة والدولار. كانت نوبات التوتر الجيوسياسي في الماضي، مثل الحرب الروسية الأوكرانية في 2022، قد تسببت في تحركات حادة في السوق لكنها كانت قصيرة الأجل، إذ كان المستثمرون يفرون من الأصول الأكثر مخاطرة ويقبلون على الملاذات الآمنة مثل الذهب والدولار. وقال حسنين مالك رئيس أبحاث الأسهم في الأسواق الناشئة والمبتدئة في تيليمر "السوق.. شديدة الحساسية لأي سيناريو أسوأ من هذا".   نيكاي الياباني تراجع المؤشر نيكاي الياباني اليوم الأربعاء بفعل تصاعد التوتر في الشرق الأوسط والذي أطفأ حماسة المستثمرين تجاه الأصول ذات المخاطر العالية فيما تترقب الأسواق مزيدا من التطورات. وواصل المؤشر نيكاي خسائره ليهبط 2.18 % إلى أدنى مستوى إغلاق في أسبوع عند 37808.76 نقطة في حين نزل المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 1.4 %عند 2651.96 نقطة. وقالت تشارو تشانانا محللة السوق العالمية ورئيسة استراتيجيات النقد الأجنبي في ساكسو "التصعيد في الشرق الأوسط أدى إلى رد فعل تقليدي من المستثمرين، مما يشكل عوائق أمام الأسهم اليابانية بشكل عام". وشهدت أسهم شركات الدفاع، التي كانت من بين الرابحين القلائل في التعاملات المبكرة، عمليات بيع، ومن بينها سهم كاواساكي للصناعات الثقيلة الذي انخفض 0.6 %. وكانت أسهم شركات النفط والفحم من بين أفضل القطاعات أداء إذ قفزت 2.2 % خلف شركات التعدين التي تقدمت 4.3 %. الأسهم الأوروبية فتحت الأسهم الأوروبية على ارتفاع اليوم الأربعاء بدعم من قطاع الطاقة لتخالف بذلك الاتجاه الهبوطي في أسواق آسيا وكذلك في وول ستريت بعد هجوم إيراني بصواريخ باليستية على إسرائيل فاقم المخاوف من صراع إقليمي أوسع نطاقا. وصعد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.2 % إلى 522.10 نقطة خلال التعاملات. وقدمت أسهم قطاع الطاقة أكبر دعم للمؤشر، إذ ارتفعت 1.7 % بعد أن قفزت أسعار النفط وسط مخاوف متزايدة من تصاعد الصراع في الشرق الأوسط بعد الضربة العسكرية الأكبر على الإطلاق التي توجهها إيران ضد إسرائيل. مؤشر كوبي للتقلبات ارتفع مؤشر كوبي للتقلبات، وهو مؤشر قائم على إتاحة خيارات يقاس من خلالها حجم الطلب على الحماية من تقلبات السوق، إلى أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع عند 20.73 يوم الثلاثاء، وذلك قبل أن تقلص الزيادة ليسجل 19.25. وقال كروسبي "على الرغم من أن مؤشر التقلبات يتجه نحو الارتفاع، لا يزال دون مستوى العشرين بقليل، وهو ما يشير إلى أن الأسواق، بما في ذلك سوق النفط الخام، لا تتصور سيناريو عسكريا شاملا حتى الآن". وفي الوقت نفسه، تشير خدمة أوراتس لتحليل الخيارات إلى أن التسعير على خيارات صندوق المؤشرات إس.بي.دي.آر إس اند بي 500 ترست التي تنتهي صلاحيتها في الثامن من نوفمبر، أي بعد ثلاثة أيام فقط من الانتخابات الأمريكية، ينطوي على تحرك بنحو 2 % لصندوق المؤشرات الذي يتابع المؤشر ستاندرد آند بورز 500 في يوم انتهاء الصلاحية. وقال مايكل براون كبير محللي الأبحاث في بيبرستون "من المرجح أن تكون الأسواق شديدة الحساسية بشكل لا يصدق حيال الأخبار الجيوسياسية التي تتدفق في الساعات المقبلة". الذهب رغم انخفاض سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.5 % إلى 2649.17 دولار للأونصة اليوم، لكنه حافظ على مكاسبه، التي وضعتها بالقرب من أعلى مستوى تاريخي، مع تقييم الأسواق لتصاعد الصراع في الشرق الأوسط، حيث تم تداول المعدن الأصفر فوق 2660 دولارا للأونصة بعد أن أغلق بارتفاع نسبته 1.1 % أمس. بيتكوين انخفضت عملة "بيتكوين" المشفرة بأكبر قدر في شهر تقريبا، مع تراجع الأصول الأكثر خطورة وسط تصاعد الصراع في الشرق الأوسط، ما قوض الحجة القائلة بأن الأصول الرقمية ملاذ آمن، حيث تراجعت أكبر عملة مشفرة بنسبة 5.7 % إلى 60168 دولارا أمس، وهو أكبر انخفاض في يوم واحد منذ 6 سبتمبر. تراجع أسعار العملات المشفرة جاء جنباً إلى جنب مع الأسهم، حيث توجه المستثمرون إلى زوايا أكثر أماناً في السوق. ارتفعت أصول الملاذ الآمن مع تقدم السندات والنفط والذهب والدولار، بعد أن أطلقت إيران وابلا من الصواريخ على إسرائيل في أعقاب تقدم قوات إسرائيل المسلحة إلى لبنان. الدولار تشبث الدولار بأكبر مكاسبه في أسبوع اليوم الأربعاء بعد أن حفز هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل موجة لشراء الأصول الآمنة مع قلق المستثمرين من اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط. ولم يطرأ تغير يذكر على اليورو الذي ظل عند 1.1069 دولار، بعد أكبر انخفاض له في نحو 4 أشهر أمس الثلاثاء بنحو 0.6 %. واستقر مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية، عند 101.25 بعد ارتفاعه 0.5 % أمس الثلاثاء. الفرنك السويسري والإسترليني ارتفع الفرنك السويسري، الذي يعد ملاذا آمنا، 0.1 % إلى 0.8458 مقابل الدولار، وذلك بعد أن عوض خسائره السابقة وصعد قليلا أمس الثلاثاء. ولم يطرأ تغير يذكر على الجنيه الإسترليني الذي ظل عند 1.3292 دولار بعد أن انخفض 0.67 بالمئة أمس الثلاثاء. اليورو والين كان هبوط اليورو أمس مدفوعا أيضا بزيادة الرهانات على أن البنك المركزي الأوروبي سيخفض أسعار الفائدة في أكتوبر، بعد بيانات أظهرت أن التضخم في منطقة اليورو تراجع أكثر من المتوقع إلى 1.8 % في سبتمبر. وهبط الين 0.4 % إلى 144.14 مقابل الدولار، وذلك بعد تجنب محافظ بنك اليابان كازو أويدا في تعليقات له الإشارة مجددا إلى تعهد البنك المركزي بمواصلة رفع أسعار الفائدة وركز على المخاطر التي تواجه الاقتصاد. صعود مؤشر الخوف ارتفع مؤشر الخوف في وول ستريت (VIX)، أمس، مسجلا مستوى رئيسا يشير عادة إلى المزيد من التقلبات في الأسواق. بيلي ليونغ إستراتيجي الاستثمار في "غلوبال إكس مانجمنت" قال "علينا أن نضع في حسباننا أن هونج كونج والصين كانتا تعانيان تراجع الوزن أو البقاء بعيدا عن الأضواء لفترة من الوقت حتى الآن، لذلك لن تكون حساسة لأحداث السوق قصيرة الأجل مثل التوترات الجيوسياسية". وأضاف أن هذه التحركات تأتي انعكاساً ليومين من توقف التداول، مع عودة المتداولين من عطلة. تداعيات الصراع طغى صراع الشرق الأوسط على الإشارات الاقتصادية القادمة من أمريكا، حيث تراجع مؤشر الأسعار في القطاع الصناعي الصادر عن معهد إدارة التوريدات بأكبر وتيرة منذ مايو 2023، بينما ارتفع عدد فرص العمل في أمريكا خلال أغسطس إلى أعلى مستوى في 3 أشهر، ما يتناقض مع قراءات تشير إلى تراجع الطلب على العمالة. وظلت عوائد سندات الخزانة مستقرة بعد انخفاضها أمس، حيث استقر العائد على سندات 10 سنوات حول 3.73 %. من ناحية أخرى تباطأ التضخم في كوريا بأكثر من المتوقع، مما يدعم الاتجاه الداعي إلى إقرار سياسة التيسير النقدي من قبل البنك المركزي عندما يتخذ قراره الأسبوع المقبل. وفي الوقت نفسه، تباطأ التضخم في اليورو إلى ما دون هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 % للمرة الأولى منذ 2021، ما دفع أسواق المال إلى زيادة الرهانات على انخفاض آخر بمقدار ربع نقطة مئوية من قبل البنك خلال الشهر الجاري.

مشاركة :