شهدت العاصمة السودانية الخرطوم معارك ضارية بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ فجر اليوم الخميس. وقال مراسلنا إن اشتباكات عنيفة وقعت في منطقة المقرن وسط العاصمة، استخدم فيها الطرفان مختلف أنواع الأسلحة. وأضاف مراسلنا أنه سُمع دوي انفجارات قوية منذ ساعات الفجر الأولى جراء القصف المدفعي في العاصمة السودانية. وتزامنت هجمات للجيش على وسط الخرطوم مع قصف نفذته المسيرات علي مواقع تابعة للدعم السريع في أحياء الأزهري والمجاهدين جنوب الخرطوم. وأدى القصف إلى تصاعد أعمدة الدخان بأحياء جبرة ومحيط سلاح المدرعات وشرق النيل. من جانبها، شنت قوات الدعم السريع قصفا مدفعيا من منصاتها جنوب الخرطوم تجاه تمركزات الجيش في وسط العاصمة. وكان الجيش السوداني قد شن عدة غارات جوية الليلة الماضية استهدفت مواقع للدعم السريع في شرق النيل والمنشية ومنطقة بري. من جهة أخرى، قالت مصادر محلية إن المضادات الجوية في ولاية نهر النيل تمكنت، فجر اليوم، من إسقاط ثلاث مسيرات تتبع للدعم السريع شرق مدينة عطبرة دون وقوع خسائر. تردي الأوضاع الإنسانية وفي الوقت الذي تتواصل فيه المعارك، يزداد الوضع الإنساني ترديا في السودان الذي يعاني من أزمة إنسانية حادة، فإلى جانب أزمة النزوح والمجاعة في عدة مناطق، تنتشر الأمراض والأوبئة في أنحاء البلاد بشكل واسع. وأمس الأربعاء، أعلنت غرفة طوارئ شرق النيل عن استمرار تسجيل ارتفاع حالات الإصابة بحمى الضنك لتصل إلى 194 حالة، بينها 10 حالات وفاة. وتواجه المنطقة الواقعة شرق العاصمة السودانية نقصًا حادًا في أدوات التشخيص والفحص الطبية، بالإضافة إلى عدم توفر بنوك دم في الوحدات الصحية المختلفة. وخلال الأسابيع الأخيرة تواجه مناطق بالولاية الشمالية في السودان أزمة تفشي وباء الكوليرا ، ما دفع السلطات المحلية في الدبة، إلى إغلاق جميع المدارس بمراحلها الثلاثة. كما قررت وزارة الصحة إغلاق جميع محلات بيع المأكولات والمشروبات لفترة غير محددة، بالإضافة إلى إغلاق جميع الأسواق المحلية من الساعة العاشرة صباحاً وحتى صباح اليوم التالي، مع استثناء الصيدليات والمخابز من هذا القرار. وضع خطير والإثنين، أعرب المبعوث الأميركي إلى السودان توم بيرييلو، عن ارتياحه للتحسن الملحوظ في إيصال المساعدات إلى السودان، إذ تسبَّبت الحرب المستمرة بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث. وأوضح بيرييلو أمام الصحفيين في العاصمة الكينية نيروبي أن مئات الشاحنات عبرت من مناطق كانت مغلقة في السابق، مؤكدا أن الوضع خطير للغاية، بحسب فرانس برس. وشدد على ضرورة التزام وصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين. واندلعت الحرب في أبريل/نيسان من العام الماضي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وتقول الأمم المتحدة إن نحو 25 مليون شخص، أي نحو نصف سكان السودان، يحتاجون إلى مساعدات. كما تلوح مجاعة في الأفق فضلا عن نزوح نحو 8 ملايين شخص من منازلهم. ــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :